| وحدي وهمّ الكونِ يفترشُ الدجى |
| ويسامرُ الآهاتِ والأفكارا |
| ويصبّ في كأسِ الندامى لوعةُ |
| فلها صنوفُ الدالياتِ حيارى |
| وجداً ينادمني ويؤنسً وحدتي |
| يلقي على دررِ الأسى الأستارا |
| وإذا علا شوقي يضمّخُ مهجتي |
| برحيقِ وجدٍ يلهبُ الأفكارا |
| فله انتشى قلبي وسحّت أدمعي |
| ورمى بفيضِ المدمعِ السمّارا |
| وإذا بصوتكِ قادمٌ في حلّة |
| تكسو الفضاءَ من الهنا أسرارا |
| شقّ السكونُ على الليالي عابرا |
| واهتزّ شوقٌ بالحنينِ وثارا |
| فدنا من القلبِ العفيفِ مداعبا |
| وبهمسةٍِ قد حطَّمَ الأسوارا |
| وشدَتْ مزاهرهُ الحزينة بهجةً |
| بالشوق لمّا حرّك الأوتارا |
| فهفا إليه الصوتُ مني والها |
| بمطيةٍ تستنهض الأسفارا |
| وتعانقَ الصوتان في رحم الدجى |
| فأماط وجه الكون عنه وقارا |
| رفّت له بين الجوانحِ خفقة |
| إثر الغيابِ تساءلُ الأعذارا |
| هل كان مرسالُ الغيابِ لكي نرى |
| هل يذكيَ الشوق الملحّ أوارا |
| هل يملك القلبُ المصابُ وسيلة |
| كي يتقي في حبّه الأخطارا |
| يحيا على أملِ اللقاءِ بيومه |
| ويخافُ ان حلّ السرى إدبارا |
| حتى إذا ما زفّ ليلٌ نبرةّ |
| أحيا صداها قلبُهُ فانهارا |
| هشّت له كلُ الجوارحِ في اللقا |
| طربا وأنشد في الورى الأشعارا |
| فيعيش بالذكرى يمنّى نفسه |
| يتلو بأسماع الهوى مادارا |
| متلذذا يقضي الليالي زائرا |
| حرمُ الإعادة يبتغي التكرارا |
| يالهفة القلب المتيم خبّري |
| لم يوقَ صبّ في الغرام عثارا |