الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

الرباعي وعبدالكريم.. في تعقيبين ساخنين!!
جمعان عبدالكريم *

ظللت كأي باحث احترم الفصل الشديد بين الذاتي والموضوعي.. ثم تبين بعدُ أنه لا فصل بينهما حتى في موضوعات العلم البحتة. هي نظرة شمولية تقود إلى الحق، ومن هنا كان تناولي لبعض الملامح الشخصية لأعضاء نادي الباحة الأدبي التي لها علاقة بالفعل الثقافي ومنجزاته. ولكن يبدو أن بعض أعضاء النادي مصممون على الارتزاق من لدن الأدباء بعد أن عاشوا فترة طويلة يرتزقون من الفقراء.. ووارحمتاه للأدباء والفقراء في منطقة الباحة.
وبعدُ.. فهنا تعليق على رد القائمين على النادي على مقالي السابق، وقد قسمته قسمين لينصف من كان مخدوعاً، وليتمعن من كان متمعناً وإلا فهما قسم واحد في الحقيقة.
أولا: المتن:
يعتقد بعض الناس أن الثقافة والأدب ترفٌ أو ربما هذر من غير جدوى.. والواقع أن الثقافة والأدب هما أبرز دليل على تفوق أي أمة من الأمم، وعلى تقدمها، وعلى رقيها، وإذا كان الدين هو الهواء الذي تتنفسه الأمة فان الثقافة هي الدماء التي تجري في نسغها، ومن هنا وجب أن يكون القائمون على أمر الثقافة يمتازون عن غيرهم بقربهم من الهمِّ الثقافي، وبأمانتهم، ونزاهتهم، وحبهم لأمتهم.. وعندما كتبت ما كتبت حول نادي الباحة الأدبي وانتظرت الرد من أعضائه تمنيت من كل قلبي أن أكون مخطئاً وأن يظهر الحق حتى على لسان خصومي من أعضاء النادي، ولكن يا للأسف بعد أن مات النادي عشر سنوات، وكان ظني بالموتى يسمعون ولا يجيبون، ها هم اليوم يجيبون ولا يسمعون، عشر سنوات (لا أدري كم قيمتها بمقياس ميزانية النادي، وكم قيمتها بمقياس منجزات النادي).
كتبت وكتب غيري من المخلصين، ينتقدون أعمال النادي نقداً موضوعياً بنَّاء وكأن النادي خلقه الله من غير أذنين، وكان هدفنا الوحيد هو تحسين النادي من خلال ملحوظات وتوجيهات وقراءات ولو عن بعد؛ فالنادي لنا جميعاً الذين في داخله والذين في خارجه، ولكن من العقول ما هو أشد قساوة من الصخر تخطر في غلواء الاستهانة بعباد الله، مُتَّبِعة طريقة الصمت ثم الصمت.
غاية الأمر انني كتبت ما كتبت حتى أبرأ الى الله، وإلى أجيال قادمة من ثقافة مشلولة سيرثونها، وحتى يعلم القادمون أن هناك من صرخ بملء فيه: (لا)، وإن زخرف المزخرفون وان موَّه المموهون، وإن ظهر الفساد في البر والبحر وما خفي كان أعظم، وأؤكد مرة أخرى ان رؤيتي لنادي الباحة ولغيره من الأندية الأدبية هي رؤية إلى استراتيجية اختيار أعضاء الأندية أكثر منها الى أعضاء الأندية؛ ما أُسُس تلك الاستراتيجية ، وكيف يتم الاختيار، وكيف يتم التقويم، ولماذا الفعل الثقافي مازال كسيحاً لدينا، ولماذا؟ ولماذا؟ ولماذا؟... وأظن أن هذه تساؤلات مشروعة وهذا سبب من أحد الأسباب أو قصة من احدى القصص لشرعنة ما مضي من تساؤلات.. لم أكن أريد أن أذكر أني صاحب البحث عن المقالة السعودية لولا أن ذكرت في رد النادي ذلك البحث الذي تعبت فيه لمدة عام كامل، واتصلت لأجله بالدكتور محمد العوين، وسافرت لأجله إلى جدة طالباً لا أملك إلا حباً للعلم وكرامة هي رأس مالي.. وحصل البحث على درجة امتياز كبحث تخرج عند الدكتور عبدالله أبو داهش الذي ناقش بحث العوين عن المقالة السعودية، علماً بأن الطلاب كانوا يتهربون من التقدم لأبي داهش بالبحوث لشدته.. وتم افتتاح نادي الباحة الأدبي وحلقت بي الأمنيات لعلي أن أجد مكاناً في النادي خاصة أن لي ديواناً من بواكير أعمالي، ولي مسرحية شعرية، وكنت نهماً في قراءة كل ما وقعت عليه يدي، وقابلت رئيس النادي، ولم أكن أعرف عنه شيئاً، ولكنه ابن بلدي وكبير في السن فقدرته وعاملته كوالدي، وسمعت عن منتقديه، وعن مقولة أن النادي ولد ميتاً فجعلت كل ذلك دبر اذني، وقلت له اجعلني جندياً مجهولاً في خدمة النادي، ورأيت تلك النظرة الغريبة القاسية المقرونة بسخرية مركزة، وقدمت بحثي، فكان عضو النادي الذي أخذه مني وافداً غير سعودي تبيَّن لي أن النادي كان كله على كتفيه، فرماه أمام عيني في أحد الأدراج وبقيت أتردد على النادي فترة عامين لم يطبع بحثي، طلبته غير مرة، فلم أُجَب لذلك، واستمر بي الحال في النادي لمدة عامين أعامل كأثاث النادي، والوافدون يسرحون ويمرحون والمواطن السعودي صاحب البحث عن المقالة السعودية لا قيمة له ولا لبحثه، أي ثقافة؟ أي بحث؟ أي مواطنة؟
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس؟!
وبدأ يتكشف لي جهل رئيس النادي، وجهل كثير من العاملين والأعضاء في النادي وقلة محصولهم الثقافي والفكري، وجهلهم الشديد بالأدب السعودي خاصة، وهم يدعون تمثيل ذلك الأدب، كما رأيت أغلبهم ذوي اختصاصات تربوية واسلامية، وأنا المختص في اللغة العربية وآدابها وغيري من أمثالي محاربون، ساعتئذ سحبت نفسي وبحثي من النادي وقدمته لمؤتمر الأدباء السعوديين فقُبل البحث (رغم اني أره بحثاً عادياً ولكنه ممتلئ بالجهد والعرق) وكانت الفرحة الغامرة.. سافرت بسيارتي، وتقابلنا هناك، كان لي ورقة عمل، وكنت أحضر الأوراق الأخرى.. أما أعضاء النادي فلم أكن أراهم إلا في بوفيه الفندق، كنت أنتظر أن يكلموني بكلمة، أن يسألوا عن بحثي، أن يحضروا ورقتي فأنا من الباحة، حيث نادي الباحة، وقابلت د. سعيد عطية أبو عالي.. وأرسل لي كتاباً فيه تاريخ للتعليم في الباحة، وفي تمجيد غير عادي لرئيس النادي، فجعلت أبحث بنفسي عن تاريخ التعليم في الباحة ووجدت الرواد الحقيقيين، ووجدت علامات استفهام كثيرة على رئيس النادي، وكل ذلك مسجل في أوراقي وسيخرج في وقته ان شاء الله، وكان من حسن حظي أن عُيِّنت قريباً من بيت رئيس النادي فعلمت من حاله الكثير، ولم أر مجالس العلم التي اطنب في وصفها أبو عالي في كتابه، ولم أسمع عن مكتبة المليص شيئاً لمدة ثلاثة أعوام، ورجعت إلى أعمال النادي فوجدت الضعف مستشرياً، ومقدرات النادي تحتاج إلى خبير متمرس ليكتشف الخافي.. هذه قصتي مع نادي الباحة الأدبي، الباحة التي تملك أفضل الأدباء والعلماء على مستوى المملكة يكون ناديها أسوأ الأندية!!
ثم بعد ذلك اسأل العاملين في نادي الباحة الأدبي وكأني لا أعرف عنهم شيئاً وأريدهم أن يجيبوا بالحقائق الصحيحة عن هذه الأسئلة سؤالاً سؤالاً:
س1: لماذا لا يوجد أي مطبوع للنادي في أية مكتبة تجارية من مكتبات الباحة، أو في أي مكتبة من مكتبات المملكة؟ حتى المكتبة العامة في الباحة لا يوجد فيها أي نسخة من نسخ مطبوعات النادي؟
س2: لماذا لا يوجد متخصص واحد من أعضاء مجلس ادارة النادي في اللغة والأدب (عضو واحد فقط) من خلاله تسير الدفة العلمية على افتراض تفوق الدفة الادارية وتميزها؟ (ملحوظة: الابداع شيء والعلم بالابداع شيء آخر).
س3: لماذا مكتبة النادي حجرة صغيرة (4*5) فيها عدة رفوف فارغة، أصغر مكتبة منزلية لمهتم بالثقافة أكبر منها، ومن المسؤول عن تزويدها؟ وما تخصصه؟
س4: لماذا لم يقم النادي باعداد خطة، وتنفيذ جزء منها خلال السنوات الماضية لطباعة بعض أعمال علماء المنطقة الحقيقيين الذين يربو عددهم عن خمسمائة أستاذ جامعي لهم بحوث في مختلف المجالات يقدر عددها مع بحوثهم للماجستير والدكتوراه وبحوث الترقية والبحوث الأخرى بأكثر من ثلاثة آلاف بحث حتى الآن؟
س5: لماذا مطبوعات النادي هزيلة إلا ما ندر؟ هل لضعف محكمي الأعمال أو لضعف من يختار محكمي الأعمال؟
س6: لماذا لم يعترف موهوب واحد بفضل نادي الباحة الأدبي عليه حتى الآن؟
س7: لماذا بعض أعضاء النادي متذمرون من أعضاء النادي؟
س8: لماذا يعمل وافدون في وظائف النادي العادية، وكثير من الشباب يبحث عن لقمة العيش؟
ملحوظة: نريد اجابات حقيقية مدعومة بوثائق وأرقام، وشهادة من اشتهروا بالنزاهة في المنطقة، ولا نريد أن نكون مثل ذلك الشاعر الذي قرأ اسمه في لوحة اعلانية داخل نادي الباحة تثبت مشاركته في احدى الأمسيات، ولما سأل المسؤولين في النادي عن نفسه وهم لا يعرفونه هل حضر فلان الأمسية، قالوا نعم فلما قال أنا هو الشاعر أسقط في أيديهم!!
ثانيا: الهوامش:
(0) إنني إذ أكتب هنا، وإذ كتبت في الماضي لا أعلم علما يقرب من اليقين أنه من المحال أن يحدث أي تغيير في نادي الباحة الأدبي أو غيره، ولكن هذا هو أضعف الإيمان، وإن كنت ألوم أحداً فإنما ألوم كبار المثقفين في الباحة، وفي المملكة بعامة على تحليقهم البعيد عن الواقع الثقافي في التنظير والبحث العلمي تاركين الحبل على الغارب في عدم مساءلة نظام عقيم متيبس جامد يعم الفعل الثقافي باستثناء بعض النشاط الصحفي هنا أو هناك، كالواحات النائية في تصحر ثقافي مفزع.
(1) آلمني كثيراً مخالفة كلام الدكتور سعيد عطية أبو عالي للواقع، فهو يدعي أنه لا يعرفني! كيف والكعبة شاهدة ونائب رئيس نادي أبها الأدبي شاهد حينما صلينا الفجر ثلاثتنا في الحرم، ثم عدنا في سيارة واحدة إلى مؤتمر الأدباء السعوديين ثم جلسنا معاً في بهو الفندق وادرنا حواراً طويلاً معاً.. وبعد عدة أشهر ارسلت يا دكتور سعيد إليَّ رسالة بالبريد تهديني كتابك عن تاريخ التعليم، وهو كتاب هزيل، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الباحة.. ثم إني عملت صحفياً لمدة عام في جريدة البلاد وكان اسمي يظهر كل يوم تقريباً ولي تحقيقات كثيرة عن المنطقة لا أريد أن أتحدث عنها.. ودعوتني للاجتماع الذي حضره سموّ الأمير مشعل بن محمد.. ثم تقابلنا في غرفة عميد كلية المعلمين في الباحة.
(2) أنا لست عضواً في نادي الباحة الأدبي لا عاملاً ولا منتسباً منذ نشأته، ولا أدري لماذا الافتراء عليَّ واتهامي بعضوية النادي التي لا أطمح إليها ولا يشرفني أن أكون عضواً في نادي كنادي الباحة الأدبي.
(3) رؤسائي في العمل وزملائي في الكلية الذين تدعي أنهم في النادي هو واحد فقط ذهب إلى النادي بعد أن حثثته أنا على ذلك، وقلت النادي ربما أخذ موقفا ضدي، ولكن اذهب وأصلح ما استطعت، فذهب وعاد وقال كل ما قلته عن النادي صحيح.. لا أمل (وللعلم هو دكتور في النحو).
(4) لا أحد يجفو النادي، النادي هو الذي يجفو ويحارب ويبعد.. وإلا بماذا تفسر دعوة النادي، في السنة التي كنت فيها في النادي، لجميع مديري المكاتب الصحفية في المنطقة ليكونوا أعضاء في اللجنة الاعلامية إلا مدير مكتب صحيفة البلاد، هل لأن مدير مكتب صحيفة البلاد سيكشف حقيقة النادي، ولن يسكت؟ ثم ان مدير مكتب صحيفة البلاد آنذاك مازال يحتفظ بورقة وصلت إليه بالفاكس عن طريق الخطأ (الورقة الوحيدة التي تصل إليه)، وفيها يطلب النادي من جميع الادارات الحكومية تزويده بمعلومات عن أدباء المنطقة لتأليف كتاب! وما سمعنا بمؤَلَّفٍ تجمع مادته بالفاكس من الادارات الحكومية، وربما سيظهر كتاب عن أدباء المنطقة مثل كتاب أبي عالي عن تاريخ التعليم ممتلئاً بالحقائق إلا الحقائق، وبنفخ الاقزام، وبتشويه سمعة الأدب في المنطقة التي هي من أغنى المناطق بالمثقفين والأدباء الحقيقيين.. وللمعلوم أولئك الأدباء الحقيقيون غير راضين عن النادي، لأنهم يعرفون ان النادي فيه كل من هب ودب إلا أديبا أو عالما.
(5) مازال التحدي لرئيس النادي ولن يزال، وقد كتبت يا دكتور سعيد عن رئيس النادي نافخاً لرجل كل ميزته أنه كان في فترة تاريخية انتقالية، وأمثاله كثير، من المعلمين، ولكن فيهم المخلصون، وفيهم دون ذلك، وفيهم من اتخذ ادعاء العلم تجارة وليس في العلم من قبيل ولا دبير، وكنت قد علقت على كتابك في الفصل الذي خصصته للمنطقة وغمطتَ الرواد الحقيقيين لترفع من شأن معلم أقل من اقل من أي معلم عادي (أقول هذا الكلام واحترامي للمعلمين الحقيقيين كاحترامي لوالدي).
هل كل ذلك لأنه درَّسك وأنت صغير، كنت صغيراً، صحيح، ولكن أما آن للصغير أن يكبر، ثم أين مكتبة المليص، وأين مجالسه العلمية؟ لا مجالس ولا مكتبة ولا هم يحزنون.. أما فتحه للمدارس فلا أدري أتقصد المدارس الحقيقية أم الوهمية. وأما ثقافة المليص الموسوعية فنريد أن نراها في الميدان، أما الذائقة الأدبية التي ربَّى الناس عليها فكيف وهو لا يحسن قراءة قصيدة أو نقدها، وكيف وهو من أجهل الناس بالأدب خاصة الأدب السعودي الذي يمثله.. أما جهلة بالنقد فحدث ولا حرج. إنك يا دكتور سعيد مسؤول أمام الله ثم أمام الناس عن كل هذه المعلومات المخالفة للحقيقة.. والعجيب أنها ليست معلومات تاريخية حتى لا يمكن اكتشاف بعدها عن الواقع بصعوبة؛ فمازال رئيس النادي حياً يرزق ولكن اللوم ليس إلا على من تنطلي عليه هذه المعلومات وهو قادر على التحقق من صحتها فوراً.. رحم الله العرب.. ويقولون لماذا أصبحنا في ذيل الأمم! هذه عينة عشوائية من أخلاقنا وعينة عشوائية من أدبنا، ثم إن دراسته في الحرم المكي ليست مقياساً، فليس بيت من غامد أو زهران إلا وكان فيه من يعمل في الحرم بعرقه يبحث عن الرزق (الحلال)، وبعضهم ربما درس في الوقت نفسه ورجع يعلِّم الناس في قريته وما جاورها رواداً أفذاذاً، ولم تذكرهم في كتابك، ولكن هل كل من تعلم في الحرم عالم؟
لقد ذكرتني يا دكتور سعيد في تاريخك للتعليم في الباحة بالفيلسوف الفرنسي الذي عرف التاريخ بقوله: هو فن اختيار كذبة من بين مجموعة أكاذيب تشبه الحقيقة.
(6) هذا الهامش مخصص للأستاذ ناصر بشية رداً على ما وزعه على جميع المكاتب الصحفية في ورقة رسمية من النادي وفيها مغالطة الحقائق وجحد واستكبار مع معرفة واقرار.
(الأستاذ) ناصر بشية.. أسألك عن الدكاترة الآخرين غير المعترف بشهادتهم، هل تبلدوا أم أنك الوحيد الذي اذا عُنيت لم تتبلد، وإذا كان هذا الوصف العظيم لرسالتك من لسانك فلماذا لم يعترف بها هنا في المملكة.
(الأستاذ) ناصر بشية يشكك في تقويمي لطلابي وأعزائي في الكلية، أسأل عن جمعان عبدالكريم، ولتسأل ابنك في البيت، ثم إنك آخر من يتكلم عن التقويم، وما يوم حليمة بسر.
(الأستاذ) ناصر بشية.. يعجبني دفاعك عن تعيين عضو في مجلس ادارة النادي لأنه صديق لأحد الأدباء، فاللهم كثِّر من أصدقاء الأدباء، واجعلهم من موظفي المستشفيات، حتى يقوموا بالعمليات، لانقاذ اعضاء الأندية الأموات، وهنا فليحكم القارئ العادي، على سكرتير النادي الذي يدافع عن تعيين عضو في مجلس ادارة النادي، لأنه درس في تثليث (منطقة صحراوية) لمدة عشرين سنة، وكان صديقاً لأحد الأدباء، أي تفكير وأي سكرتير، هزلت ورب الكعبة، أما اساتذة كلية المعلمين (غيري) وفيهم أصحاب رسائل علمية عن الأدب السعودي فلم يُدعوا حتى لالقاء محاضرة، أم أن النادي يضيق بالأدباء؟!
(الأستاذ) ناصر بشية.. أحسن ما كان في مقالك هو عرض قائمة ببعض المحاضرين في النادي، فأين البقية في السنوات الماضية، عشرون محاضرة فقط في عشر سنوات! إن كنت منصفاً فاذكر عدد المحاضرات الاجمالي، وموضوعاتها، وأسماء المحاضرين ليدرك القارئ الحقيقة عندئذ، ثم أين جلسات العمل العلمية عن تاريخ المنطقة وأدبها، وأين الندوات المتخصصة في شؤون النقد والأدب، وكيف يمكن لغير أصحاب الشأن أن يعقدوا، ويتفاعلوا مع تنظيم الندوات وحلقات البحث، ثم لماذا لم تذكر مطبوعات النادي الممتلئة بالأخطاء العلمية واللغوية والهزيلة المحتوى؟
(الأستاذ) ناصر بشية.. عجبت من مدحك لنفسك، ومن يمدح نفسه ماذا يقال فيه! أما ما فخرت به فذكرني بالحلزون الذي صعد عوداً صغيراً ثم نظر إلى أثر لعابه، وقال: سأترك أثراً للتاريخ!
(الأستاذ) ناصر بشية.. لأن النادي صار مجلس ادارته مكوناً من مديري مدارس متقاعدين مثلك، ومثل صاحبك من تثليث، ومديري تعليم متقاعدين، وكانوا لعشرات السنين يجلسون على مقاعد الادارة، فمن الأفضل تزويد النادي ببعض الأجهزة الرياضية التي تعيد الصحة لاولئك المتقاعدين الذين يتسمرون كل ليلة أمام القنوات الفضائية في النادي.. أما الشباب المهموم بالثقافة فلا مكان له في النادي.
(الأستاذ) ناصر بشية.. استكتبت أحد أدعياء الصحافة في الباحة ليصفني بالتطاول على رجال الفكر والأدب، أي رجال فكر وأدب وأين فكرهم وأدبهم، هم في الأدب كهو في الصحافة. أما الأخطاء الإملائية والوقوع فيها والتفاخر بالاملاء فهذا هو مبلغك من العلم، وهذا هو عصر فك الخط الذي مازلت تعيش فيه، ولكني اذا نزلت إلى مستوى تفكيرك قليلاً فأسألك أين الخطأ؟ كما اسألك أن تحضر النسخة الأصلية ليتبين الحق.. فمثلك مشهور ومعروف بأمور لا يمكن ذكرها هنا، وبالمناسبة من لا يعرف أعضاء مجلس ادارة النادي أكثر فليرجع إلى تاريخهم الوظيفي.
(الهامش الأخير): وصف بعضهم كتابتي في المقال السابق بالحدة، ولو يعلمون حقيقة ما أعلم لقالوا: لقد تماديت في العطف والرأفة بأعضاء نادي الباحة الأدبي، أشدد عليهم.. ولأن النادي يدعوني لاظهار بطولتي على الملأ، ولأني كررت التحدي لرئيس النادي، ولاحترامي لمقولة المناظرة العلمية التي يرى الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن أنها أحد أهم الأسباب في قوة الحضارة العربية ابان عصرها الذهبي، فإنني أدعو رئيس النادي أو ناصر بشية أو أي أحد في النادي إلى مناظرتي أمام الناس أو أمام من يختارونه، وليس هذا لأنهم أكفاء، ولكن من باب {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، وعندئذ فليخسر المبطلون حقيقةً لا كذباً.
(الخلاصة): الباحة تستحق أفضل من هذا النادي.


* عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالباحة

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved