الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

(معجم موازين اللغة)
صالح بن سعد اللحيدان

لعل كثيراً من العلماء اليوم ولعل كثيراً من صناع الثقافة والأدب والنقد وكذا الشعر والرواية وما يجري نحو هذا من: كتابات هذا.. العصر.. يقع في كلامهم الكثير من الخلل اللغوي.. والخلل هذا لا أدري علته، لكنه خلل مروع، وإذا كان الناس غالبهم لا يقرأ وغالب من يقرأ لا يدرك من أمر اللغة شيئاً، فهذا وذاك ولا جرم يسهلان للعالم ومن ذكرت معه السير على منوال واحد في الزلل.
وهذا أمر فيه خطورة بالغة على لغة المسلمين الذين قال الله تعالى عنهم: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.
سوف هنا أذكر ميزاناً من موازين اللغة العربية ندرك من خلاله الخلل الواقع في كثير من الأسفار في العلم ونحوه.
الاستثناء (بإلا)
هذا الميزان وقع في الحيف فيه كثير وخلطوا بين كافة أنواع الاستثناء فلم يفرقوا بين أعمال (إلا) فيما بعدها بل ساروا على غرار شائن سيئ مهين.
ومن المعلوم أن: الاستثناء عمل مهم في ذاته وفي عمله في الكلام وما يدل عليه من حيث المعنى.
ولكي يتبين هذا جلياً أُبين هذا الميزان بنظر ممكن أمكن حتى لعل ممن ألف وصنف يعيد النظر في هذه: الأداة الضاربة في قعر اللغة لتكون أداة فعالة لابد من معرفتها حساً ومعنى.
* يُراد بالمستثنى (بإلا) الاسم الواقع بعدها مباشرة دون حائل، يخالف هذا الاسم الواقع بعد إلا ما قبلها في الحكم الإعرابي.
وللمستثنى ثلاث أدوات ركنية:
1. أداة الاستثناء.
2. المستثنى.
3. المستثنى منه.
وهذا لعله يهون فيما لو سألت: مبتدئياً لكن الخلل الذي وقع ويقع فيه البعض هو الحالات أو الأنواع التي بسببها والجهل بها وقع: (الرأس في طاس)
فما حالتها:
1. الاستثناء (المفرغ)
وهذا غامض وقع في زلَلِه كثيرون لكنه غير غامض على: الحر الأبي الأمين وهذا الاستثناء هو كما يلي: (أن يُحذف المستثنى منه (فقط) مثاله (ما جاء إلا العاقل).
فهنا المستثنى منه قد حذف وهو: ما قبل إلا ومن طبع هذا (الاستثناء المفرغ) هو أن يكون المستثنى بعد إلا يأخذ حكم الفعل قبل إلا،
مثلها: (ما ساد إلا الأمين)
فلو حذفت إلا لأصبحت العبارة هكذا (ساد الأمين) فيكون في هذه الحالة حكم ما بعد إلا الرفع ولابد.
والاستثناء المفرغ لابد أن يسبق باستفهام أو نهي أو نفي
أمثلة ذلك
1. النفي: ما ثبت إلا المؤمن
2. الاستفهام: (هل يعاقب إلا الظالم)
3. النهي: (لا تتزوج إلا صالحة واعية)
وهنا كذلك يمكن أن تدخل الجملة في الاستثناء المفرغ مثل:
( ما قرأتُ إلا على عالم تقي)
ومعرفة هذا النوع إنما يكون بالموهبة وأين هذا؟!!
ويكون بطول النظر والممارسة والقراءة الواعية الفطنة المسؤولة،
النوع الثاني
الاستثناء الموجب وهذا لابد أن تخلو فيه الجملة من: النفي، والنهي، والاستفهام، وسمي موجباً لأن ما بعد إلا لابد أن يكون: منصوباً.
مثاله: (فاز الأدباء إلا أديباً).
فالنصب هنا واجب ولا يصح نصبه أو رفعه أو جره ولو تم ذلك تغير المعنى لكن تغيره ليس ظاهراً لمن يجهل اللغة فيمر عليه هذا ويستمر لعدم من يُقوِّم الأعمال وينتقد الخلل.
النوع الثالث:
الاستثناء غير الموجب. وهذا يشتبه بذاك (الموجب) لكن المثال يتبين منه الفرق.
مثاله: (ما أعطيت أحداً إلا الصالح الأمين) وخطورة الجهل بهذا النوع (غير الموجب) إنما تأتي لأن ما بعد إلا يكون حاله:
1. النصب على البدل لما قبل إلا.
2. النصب على الاستثناء.
ويستويان في الإعرابية،
و(غير الموجب) من حاله أنه يسبق، بنفي أو نهي أو استفهام.
أرأيت أيها المطالع العزيز حال اللغة وميزانها وموازينها وأنه من الفرض العيني على العالم والمثقف والأديب والناقل وسواهم أن يكونوا على قدر كاف متين من فهم اللغة ودلالتها وإعرابها وخواصها. وكما تعلم أيها المطالع الفاضل أنه لا يقوم (المعنى) إلا باستقامة الإعراب وهذا أمر معلوم من الدين والعقل السليم بالضرورة.
وخذ مثلاً أي كتاب أو مقالة أو استمع لكلام ما صاحب هذا أو ذاك ممن يلحق اللوم تجد عجباً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved