الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

مع الشعراء في إخوانياتهم
عبدالله بن حمد الحقيل
عرف الكثير من الأدباء والشعراء بالقدرة على المطارحات الشعرية وتدوين الخلجات شعراً لا نثراً وقد حفل الأدب العربي بنماذج كثيرة في هذا الميدان. وفي عصرنا هذا برز عددٌ من هذه النماذج ولعل الشيخ عثمان الصالح يأتي في مقدمة هؤلاء فتجده دائماً يحرص على تهنئة وتحية أصدقائه وإخوانه ومعارفه بأبيات شعرية رقيقة يتجلى فيها الوفاء والحب والمودة ويعتبر بعضها توثيقاً لفترات زمنية يستطيع المؤرخ أن يستفيد مما ورد بها من أماكن وأعلام وأحداث ومناسبات وغير ذلك.
وحيث إنني ممن يهتم بهذا الجانب وتدوينه للاستفادة منه حاضراً ومستقبلاً أثناء مراجعتي لبعض أوراقي الأدبية وجدت من بينها قصيدة لطيفة موجهة من الشيخ عثمان الصالح شفاه الله إلى صديقه ورفيق دربه الشيخ حمد بن إبراهيم الحقيل الأديب والمؤرخ والنسابة المعروف، وهي تفيض وفاءً ونبلاً وتتضمن بعض الذكريات والأسماء المحببة إلى النفس وذكر عدد من الأدباء والشعراء الذين كانوا يرتادون منتدى الشيخ حمد الحقيل في دارته في الرياض، حيث كان اللقاء يتم فيها بعد صلاة العصر حتى أذان المغرب منذ عام 1388هـ وكان هذا المنتدى ملتقى فكرياً لأدباء كبار وشعراء ومثقفين وشخصيات مرموقة يستفيد من يحضرها مما يدور فيها من أحاديث وأشعار وحكم وقصص تاريخية وأفكار أدبية بناءة ومن تلك الاخوانيات استعرض واحدة منها بعث بها الشيخ عثمان الصالح إلى صديقه الشيخ حمد الحقيل وهذه مقطفات منها لأنها طويلة.
يقول الشيخ عثمان:
فقدنا في (عكاظ) لنا أديباً
بلبنان يغرد عندليبا
ومربدكم بها أضحى خلياً
وأصبح روضكم فيها جديبا
لقد أضحى (المربع) من شمال
لعمري منك يا (حمداً) جديبا
فعجل نحوه تضفي عليه
جلالاً كي يظل بكم خصيبا
(رضيمان) وشاعرنا (صقيه)
تركتهما ولست بذا مصيبا
هجرت (أبا سهيل)(1) و(المهنا)
ووالد (ناصر) وفتى لبيبا
ولم تذكر بها (فهداً) صديقاً
(أبا عبدالعزيز) أخاً حبيبا
له صوت رقيق إن تغنى
يعيد لنا به الشدو الطروبا
وما أرسلت تحريراً رقيقاً
وكنت إخالك الشهم النجيبا
وأنت عرفت بالإحساس فينا
لماذا القلب منك غدا صليبا
نمتك سديرنا ولانت فيها
أمير في البيان بدا خطيبا
من (الفيحاء) مجمعة أرتنا
محامد باقيات لن تذوبا
لهم من (وائل) نسب عريق
ومن بكر بنوا مجداً قشيبا
وتغلب (والمثنى) من معد
ومن شيبان شبانا وشيبا
فيا (حمد الحقيل) هلم آنا
لناديكم نراك سنا وطيبا
إليك من المعيذر كل شوق
ودوحا في مناهله رطيبا
رياض ناضرات مثل (سدحا)
فلست ترى لها أبداً ضريبا
و(زلعاً) و(الخفيسة) و(المقاري)
ترى سر الجمال بها ضروبا
إذا خاب الحمى بشباب قوم
ففيحانا بمثلك لن تخيبا
ولعلي في حلقات قادمة أورد نماذج من هذه الاخوانيات التي سيجد القارئ فيها متعة وذكرى.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved