الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

ما الذي تريده المرأة من الرجل..؟
أسماء محمد باهرمز *
عن أي امرأة نتحدث هل نتحدث عن المرأة على مستوى العالم أم المرأة العربية أم المرأة المسلمة أم المرأة العربية المسلمة السعودية؟
وهل نحن نتساءل عن علاقة المرأة بالرجل على مستوى شخصي أسري أم علاقة المرأة بالرجل خارج المنزل في العمل في الشارع؟
قالت لي ابنة الخامسة والعشرين، مستجيبة لتساؤلي عن الشرود الذهني الواضح للعيان على محياها، كل ما أريده هو أنا أشعر بآدميتي!
ومن يشكك في ذلك؟!
إنه يضربني لأتفه الأسباب.
كيف يفعل ذلك؟
إنه يضربني في كل موقع تقع عليه يداه أو قدميه من جسمي ويضربني بأي شيء تقع عليه عيناه وتصل إليه يداه وأمام أطفالي!!
ولماذا تقبلين؟
أين أذهب؟؟ والدي توفي بعد أن عقد لي عليه وأنا صغيرة إنه يكبرني بعشر سنوات، أمي يكفيها هم أخواتي، إخواني.. كل مشغول بأسرته.
وماذا عن أهله؟؟
أمه كانت تحبني وتعطف عليَّ وعلى أبنائي ولكنها هي الأخرى توفاها الله وهكذا ترين أنه لا مخرج لي إلا أن أقف على قدمي أملي في الله كبير أن أتخرج وأحصل على عمل يغنيني عن الحياة معه ويعينني على إعالة أطفالي!!
وبعد نقاش دام ساعة بأكملها اتضح أنه واقع تحت طائلة ديون تكبدها نتيجة خطأ في عمله ساعده إخوته بتسديد ديونه وفك قيده بشراء سيارة بالتقسيط وبيعها نقداً وها هو الآن يسدد تلك الأقساط أي أنه تكبد فوق دينه ما يقارب 30%. هل الإحباط والشعور بالعجز أمام زوجته يدفعانه إلى ما يفعل! ولكن هل يحق لك ذلك أم أن عضلاته سمحت له!!
وسيدة أخرى ذات علم ودين وعلى خلق ابتليت بسفيه يثور لأتفه الأسباب ويطلق للسانه العنان فيتهمها بما ليس فيها ويكيل لأهلها ولذويها الشتايم. تلوذ بالصمت ولكن كان على حساب صحتها وعافيتها فإن ما تسمعه من كلمات نابية لم تعرفها في حياتها من قبل أشبه بالصديد يدخل من أذنيها إلى جسدها إنها تعيش مع بركان لا تأمن انفجاره في أي لحظة إنها تفقد الأمان المعنوي فلا تجرؤ على استضافة أحد في دارها ويتجنب أهلها زيارتها حفاظاً على كرامتهم، تتطلع إلى يوم خلاصها بتزويج أصغر أبنائها.. يؤلمها أن تفقد شريكها يوم يتقدم بها العمر وتكون بحاجة لمن يؤنس وحدتها ولكن الوحدة خير من معاشرة السفيه!! إنها تبحث عن الأمان واحترام الذات.
أما هو لم يفعل ذلك؟ فله أسبابه التي على حد قوله تجعل الزمام يفلت منه ثم يعود فيندم على ما فعل! ليعود إلى فعله من جديد قبل أن ينقضي يومه!! أليس مثله بحاجة إلى علاج نفسي؟؟
وثالثة قالت بعد خبرة خمسة وعشرين عاماً من العمل في المجال الطبي مع الرجال أدركت أن المرأة لا مكان لها عندهم إلا عند الحاجة؟ وكيف ذلك؟
كنت الوحيدة في تخصصي فكانت لي الرئاسة لسنين عديدة وبمجرد أن جاء شاب يحمل نفس التخصص استلمت خطاباً يقول لا خير في قوم تحكمهم امرأة وعلى أن أفسح المجال للرجل!! إنهم يفصلون الأمر وفق أهوائهم!!
ورابعة أمريكية أكملت دراستها واحتلت مراكز متميزة في مجال العمل ولكن تعذر عليها أن تجد الزوج المناسب، لكي تجده كان عليها أن تحرم نفسها مما تتطلع إليه كل حواء من الحياة الزوجية ألا وهو الأمومة. كان شرط الزوج أن تعقم نفسها فهو لديه من الأطفال ما يكفيه من زوجته السابقة ففعلت وليتها لم تفعل فهي الآن مطلقة تعاني من الوحدة القاتلة بعد أن تقدمت بها السن وتركت العمل!!
وخامسة من أوروبا متزوجة من عالم أمريكي يكبرها بسنين. هي عالمة مثله ولكنها اختارت أن تكون عوناً له أخذت بيده ليتربع على عرش الشهرة ورضيت أن تكون سكرتيرة لأعماله ومع هذا لا يجد متعته إلا بالسخرية منها في المحافل العلمية وأمام من يستضيفهم في داره. يعاملها وكأنها مخلوق بحاجة إلى تأديب وتوبيخ مستمرين. تدهشك بصمتها وتجاهلها لسوء أدبه وتكفكف دمعها بمنأى عن الأضواء التي ساهمت في صنعها له، تفعل ذلك وهي تدرك أنه لا يستطيع أن يعيش يوماً بدونها فهي تعد طعامه وهي تكتب مذكراته وهي تشغل له جهاز الحاسب وهي تحفظ فواتيره وحساباته، هي باختصار ذاكرته المتحركة معه. وقبل ذلك كله هي أم أولاده الذين حققوا نجاحاً وأصبح يشار لهم بالبنان. لماذا المعاناة إذا؟ لعل لسان حالها يقول لقد مضى أكثر مما بقي لهما في هذه الحياة فلتتحلى بالصبر وذكر الفضل بينهما!!
وسادسة قالت: استلم عبر بريدي الإلكتروني مجموعة من الطرف يومياً من مختلف أنحاء العالم بين كل طرفتين السخرية والتهكم من غفلة المرأة وغبائها موضوعاً لأحدها، لماذا لأن من يكتب تلك الطرف هو الرجل.
قد يطول بي الحديث ولا جديد فالمرأة على مستوى العالم تعاني نوعاً من الاضطهاد بحكم تفوق عضلات الرجل وتحرره من عبء المسؤولية لمحصلة العلاقة الزوجية. فالمرأة بمثابة الأرض الطيبة التي تحتضن تلك النطفة وتتحمل كافة المسؤوليات فترعاها حتى تشب وتكبر. ولكن لنتذكر أن المرأة كثيراً ما تكسب من ضعفها أكثر مما تحقق من قوتها ولكنه الضعف الذكي. وقد يكون ما يعرف بالذكاء الاجتماعي هو ما تحتاجه المرأة لكي تجعل الرجل يحترمها صغيراً ويسكن لها زوجاً ويحنو عليها أباً وأخاً.
وأعود إلى سؤالكم ما الذي تريده المرأة من الرجل؟؟ لأقول ولماذا التساؤل؟؟ عليها أن تأخذ أو تصنع ما تريد بنفسها فهي الأم والأخت وهي الزوجة أليست مسؤولة بالدرجة الأولى عن تنشئة ذلك الرجل الذي على ما يبدو أنه لا يستغني أحدهما عن الآخر لحكمة أرادها الله. فعليها أن تحسن تنشئته وتعلمه احترامها واحترام أخته لو فعلت كل امرأة ذلك ما قهر رجل امرأة في أي موقع كانت.


* أستاذ مشارك بجامعة الملك عبدالعزيز جدة

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved