الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 21st June,2004 العدد : 64

الأثنين 3 ,جمادى الاولى 1425

نص
علا
د. خالد محمد باطرفي
ماذا أقول لك إذن يا علا؟ هل أفتح مقاليد قلبي وأبكي، أم أتعالى على الضعف وأكتم الآهة وأدفن الوجع وأغتال الدموع؟
ثم لماذا يهمك أن تفهميني، يا حباً يستحيل الوصول إليه، هل لمجرد العلم، بالشيء خير من الجهل به؟ أم لإزالة لبس في نفسك عن أسباب بعض ما أفعل وما أقول؟ أم لأنني حالة إنسانية تثير فضولك؟ أم لأنك حنونة وأني أستحق شيئاً من الحنان؟
بماذا أصرح لفاتنتي عندما تقف على أعتاب القلب، وتطرق بابه؟ هل أقول لها تفضلي ولا تسألي؟ أم أعطيها قائمة بأحزاني ما أنفطأ منها واختبأ تحت الرماد وما زال مشتعلاً؟ وأخرى بأحلامي، ما مضى منها ولم يتحقق وما بقي منها وما زال محلقاً يبحث عن بر التحقيق؟ أم أدور بك مضيفاً ودليلاً من جدار إلى حزن إلى نافذة أمل، ومن صناديق عشق قديم، إلى لوحات حب مستجد؟ ومن أركان غشيها ظلم الإنسان للإنسان، وأثواب فرح لوَّنها الحب ومسحها النسيان؟ أم أدعوك إلى كأس وعد وكراس ميثاق وميلاد عمر جديد؟
وعندما تتعبين من تجوالك، عندما تبكين من أحوالي، ومما تذكرك به من أحوالك ماذا أقدم لك؟ صدراً يضمك وكفاً يمسّد شعرك، وشفاهاً تقبل عيونك، وفماً يرتشف دموعك وقلباً يبكي لك ومعك؟ أم أغني لك مرثية الأبرياء في زمن الغاصبين؟ أم أعزف على عودي غنوة أملي فيك، وعلى مزماري أنشودة فرحتي بوجودك وتعلقي بك ورغبتي فيك؟
وإذا قررت أن تقيمي هل يسعك دار القلب كله؟ ومساحة الصدر كلها، ونون عيوني؟ وإن اخترت أن تغادريه، فكيف أسمح لك دون أن... أموت؟
ربما كان من الأسلم إذن أن لا تدخلي كهوف قلبي لتكتشفي كم مرة كتب اسمك في أناشيده وعلى أسقفه وأركانه وجدرانه، وكم مرة ألهم وجهك الحلو قصيده وأغنياته وألحانه.
ربما كان من الأضمن له أن لا تفضحي ضعفه أمامك وانكساره أمام صولجان سلطانك، ولعل من الحكمة، يا أميرة القلب، أن لا تزوريه حتى لا تغادريه، فيغدر به عشقه وغرامه، وأن تبقي فيه دون أن تدخليه، فتشفقي عليه ولكن... لا تحبيه.
ربما يا علا، ربما يا حبيبة قلبي، ووجدي وولهي.. ولكن.. من قال إن الحب عاقل ومن افترى وادّعى أن العشق حكيم.
ادخليه إذن فافترشيه، أو لوِّنيه، بدِّليه أو حافظي عليه، شكِّليه كما أردت.. أو إذا شئت اذبحيه.
ولكن .. أرجوك لا تهجريه!
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved