الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 21st August,2006 العدد : 167

الأثنين 27 ,رجب 1427

اركون في ثنايا العقل!
* الثقافية - ع.ش:
الثقافة العربية لا تستعير من مثيلاتها من الثقافات الأخرى إلا القليل؛ فهي الثقافة الوحيدة التي تأخذ من إنتاجها ومعارفها ما تريد لتستدل على كل الأسئلة الموجهة إليه، ولاسيما حينما يكون الأمر متعلقاً بالتراث والتدوين المعرفي لحالة العقل الذي يجاذب المعرفة أطرافها.
فالمفكر العربي المغترب محمد اركون ينشغل كثيراً في هذه الاستنتاجات التي تفرزها دلالات الأسئلة بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى؛ فهو المعروف دائماً بنظرية العقل والاستدلال؛ إذ يؤكد أن لغتنا العربية بما فيها من شعر وقصص وأدب وحكايات لا تزال محصورة بما ينتجه العقل الملتزم ليصنع حسب رؤية اركون من هذا التعالك ضبابية متوقعة للمعرفة؛ لأن ما يؤخذ من التراث لا يزال محدوداً وإن جاء على هيئة أسطورة محلية النزعة لا تفيد إلا جهة محدودة من جهات المعرفة.
من هنا يؤكد لنا محمد اركون أن البلاد العربية لم تهتم بأي جانب علمي أو تراثي يحقق التواصل مع الثقافات الأخرى بما يخدم (أنسنة الفكر العربي) بدلاً من الانشغال بالأسطورة التي قد تعتبرها ضبابية المعرفة أو استحالتها إلى مجرد نقل شفاهي أو تدوين عابر.
فالعقل والاستدلال لدى محمد اركون يؤكد أهمية التمعن والاستنطاق لكل مجريات المعرفة العربية؛ لأننا لو نظرنا إلى كتب التراث مثل (أدب الكاتب) لوجدنا هناك انفصالا في سياق التأليف بين جيل ماض وجيل حاضر وآخر مستقبل. بينما نجد أن الفكر الغربي واستدلالاته الثقافية تتسق منذ آداب شكسبير وما قبله حتى تتصل بالجيل الحاضر الذي يهتم بما يشاع من معرفة، ربما يقدم من أدب حتى وإن كان موغلاً في قدمه؛ لأن أنسنة الخطاب في الفكر الغربي جعله صالحاً للتناول من قبل كافة الأجيال، فمحمد اركون يؤكد على أهمية أن ينهض الفكر العربي نحو رؤية أشمل ليتخلص من رقة الخصوصية التي وسمنا بها منذ أمد.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved