الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 21st August,2006 العدد : 167

الأثنين 27 ,رجب 1427

نجيب محفوظ:
قرن من الإبداع..وعقدان من العالمية

* الثقافية - علي بن سعد القحطاني:
روايات نجيب محفوظ ستكون بعد مئات السنين بمثابة خرائط مصورة ورسم كروكي لعلماء الآثار عندما يريدون التنقيب عن الحارة المصرية القديمة التي بدأت تضمحل وتغيب شخوصاتها، وتذوب ملامحها بفعل التمدن السريع، ولقد تشكلت ملامح (الحارة) في ذهنية الروائي-الحكواتي- السارد منذ أن ولد في (الجمالية) أحد أحياء منطقة الحسين بالعاصمة القاهرة في 11 كانون الاول ديسمبر 1911م وأمضى طفولته في ذلك الحي الشعبي الذي استلهم منه الروائي المبدع تفاصيل الحارة ونجح في تصويرها فوتغرافيا، ولم يكتف بنقلها حرفيا حتى ليكاد القارئ- المتلقي- لسرديات نجيب محفوظ يحس كأنه بالفعل يعيش في حي (الجمالية) ويشعر كأنه فرد من أفراد الحارة المصرية يعرف أزقتها وحوانيتها ودكاكينها وشخصياتها وتفاصيل حياتها اليومية، يميل نجيب محفوظ في رواياته إلى الكتابة عن الطبقة المتوسطة والأحياء الفقيرة وتكلم عن تلك الشريحة المنسية وعن همومها وآلامها وتوجسها وقلقها من المستقبل المخيف وعراكها اليومي من أجل لقمة العيش إلا أنه بالغ في الحديث عن تلك الشريحة، وذلك نتيجة لتأثره المسبق بأفكار سلامة موسى المتشبعة ب(المنهج الاشتراكي)، وقد تبنى عدد غير قليل من الأدباء ذلك المنهج إبان الخمسينيات والستينيات من القرن الميلادي المنصرم، ويظهر ذلك جلياً في كتاباتهم الفكرية والابداعية، وهام الروائي نجيب محفوظ ب(الحارة) لدرجة انه لم يغادرها ولم يعهد عنه أنه سافر إلى خارج مصر - ويروون تندرا عنه أنه لا يملك جواز سفر - لدرجة أنه أناب كريمتيه في استلام جائزته في السويد وذلك عندما حصل على جائزة نوبل العالمية للآداب عام 1988م، وقد كتب نجيب محفوظ معلقاته الروائية الشهيرة في الحارة المصرية وتجلت موهبته الروائية في الثلاثية (بين القصرين - قصر الشوق - السكرية) وتتسم أعمال نجيب محفوظ ب(الواقعية)، كما كتب روايات رمزية وتاريخية منها على سبيل المثال (مصر القديمة - همس الجنون - عبث الأقدار - كفاح طيبة - رادوبيس - خان الخليلي - القاهرة الجديدة - زقاق المدق - السراب - بداية ونهاية - اللص والكلاب - السمان والخريف - دنيا الله - الطريق - الشحاذ - بيت سيئ السمعة - ثرثرة فوق النيل - أولاد حارتنا - ميرامار - تحت المظلة - حكاية بلا بداية ولا نهاية - خمارة القط الأسود - شهر العسل - المرايا - الحب تحت المطر - الجريمة - الكرنك - حكايات حارتنا - قلب الليل - حضرة المحترم - الشيطان يعظ - ملحمة الحرافيش - قشتمر) ترجمت أعماله إلى أكثر من 30 لغة وكتبت عنه العديد من الأطروحات العلمية والدراسات النقدية، وصار محل حفاوة الشرق والغرب، وإن كان المتنبي قد ملأ الدنيا وشغل الناس بمقطوعاته الغنائية منذ ألف عام فسوف يملؤها نجيب محفوظ بإبداعاته السردية واتفق المناوئون لأعماله، والمتفقون بأن نجيب محفوظ بمثابة مكنز إبداعي كل يوم نكتشف فيه لآلئ وقصصا جديدة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved