رحل الزميل فسمرت أعضاء |
أعضاء شيخ ناله الإعياء |
فازداد ضعفاً وانطوى بفجيعة |
وتناثرت بدل الدموع دماء |
وتذكر الأيام من ما قد مضى |
كانت زمالته لها أجداء |
موت القرين أتى فذكر صنوه |
أن الرحيل دنا وعز بقاء |
يتفرق الأحباب ينهزم الرجا |
وتغيب شمس للهنا وضياء |
تتكثف الأحزان عند فراقهم |
بوجودهم تتخفف الأعباء |
كان الرفيق بمهنة التدريس مع |
سكنى المنازل إننا عزباء |
هذا الصديق له مناقب عدة |
فيه السماحة والوفاء عطاء |
قد كان يحتمل الرفيق إذا بدا |
منه التعنت فالهدوء جزاء |
ورث المكارم والمناقب جلها |
من أسرة في قومها علياء |
لقب المسيطير اقتضى استمساكهم |
بفضائل الأخلاق هم نبلاء |
كنا افترقنا في الوظيفة واللقاء |
لكن على الصفحات دام لقاء |
كم اقرأ الأشعار ينشرها على |
مطبوعة أو تنقل الأنباء |
ولربما قرأ الذي هو صادر |
مني فجاء إليّ منه ثناء |
ما كنت أخسره نتيجة فقده |
فلي العزاء بما له أصداء |
فعلى الجزيرة ما كسا أعدادها |
ثوب القصيد وفي المقال رداء |
وبغيرها نشر العديد من الرؤى |
في نصف قرن خاضه إثراء |
بتراثه تتخلد الأمجاد إذ |
أمثاله لهمو ندا وسناء |
فمجالس الأدباء تفقد عضوها |
برصيده للباحثين غناء |
فلأهله مني العزاء مع الدعاء |
ليناله من مولاه جناء |