الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st November,2005 العدد : 130

الأثنين 19 ,شوال 1426

هكذا اقرأ حدوده.. (2)
غادة عبدالله الخضير
رسالة من ضوء فجر:
صور قديمة..
أصوات بعيدة..
همهمات لا معنى لها..
ضحك.. صراخ.. بكاء..
نداءات مختلفة.. منتشرة..
وكلمات ملغومة..
عروض صوتية- مرئية..
ألوان..
أبيض وأسود..
وجوه تطل مسرعة..
فيلم قصير نسميه (الحلم)..
وعندما تمتد ساعاته نسميه (كابوس)..
يشتد الصوت..
يعلو.. يكبر داخل رؤوسنا..
لا يصمت..
لا ينقطع..
يلازمنا..
ويحركنا كما يشاء.. ودون أن نشعر..
يزداد الألم..
يختنق النفس..
لكن الصوت باق..
لا يرحل حتى نرحل..!!!
رسالة إلى ضوء فجر:
بهذا يكون الإنسان مجنوناً..؟
أي صوت هذا الذي يخنقه ويقدمه للموت على مهل..؟
أي مشاهد تزخم في عقله ووجدانه حتى يصبح تجاوزه لذاته من أول المستحيلات حتى آخرها؟
ما هذا الغليان الذي يعيشه دون أن يدرك من أشعل النار؟
ومن يكرم بالحطب؟
ومن يفتح نوافذه للريح فتزداد النار ارتفاعاً؟
رسالة من ضوء فجر:
الجنون آخر حلول الإنسان مع نفسه عندما لا يستطيع تجاوزه إلى الحكمة..!!
عرف الإنسان الصمت منذ قدمه لكنه لزمن قريب كان يرى أن كل الصمت من عظيم الحكمة وهذا ما أفسد عليه طمأنينته مع نفسه إذ إنه مع صمته الخارجي هذا يعيش ضوضاء داخلية لأصوات عتيقة معتقة تنفذ إليه في جل تفاصيل حياته.. المهرب منها صعب والركون إليها هلاك أو موت على مهل كما قلت.
أصوات من القدم تنادينا تملي علينا تحركاتنا وردود أفعالنا أصوات تؤكد لنا أن لا شيء يرحل سوى أجسادنا لكننا نخزن بداخلنا صوراً قاتمة وأصواتاً قاسية (هذا السائد) لا شيء يفسد مع الزمن والغياب والموت.. والمؤكد أننا اختصارات بشرية لأقوام تعيش بداخلنا منذ الصرخة الأولى لنا في هذه الحياة، هذا حقيقي لأننا لا نتشكل من فراغ إننا نتشكل من تاريخ يموت أجساده وتبقى نبرته وقسماته في الذاكرة (وهذا أكثر الذي يؤخر تجاوزنا).
يقول كازنتزاكيس: في أعماقنا طبقة فوق طبقة من الظلمة: أصوات خشنة ووحوش جائعة كثيفة الشعر. ألا يموت أي شيء إذن؟ ألا يستطيع شيء أن يموت في هذا العالم؟
الجوع والعطش والبلاء البدائي وكل الليالي والأقمار، ما قبل مجيء الإنسان ستستمر في الحياة والجوع في أعماقنا، ستظمأ معنا طالما نحن نعيش.
لقد جعلني الرعب وأنا أسمع الحمل المخيف الذي أحمله في أعماقي وقد ابتدأ يجأر. ألن أتخلص أبداً؟ ألن تنظف أعماقي.
هي أصوات من كل الاتجاهات الممكنة لكنها قد لا تكون بالصورة التي وصفها كازنتزاكيس تماماً ذلك أن الأصوات تتطور وتنمو وتكبر وتتعلم حتى تصبح تشبه أصواتنا ومن ثم تصبح أصواتنا حقاً وهنا (خدعة الإنسان لنفسه) لأنه (يخرس) صوته الداخلي بالتجاهل والتناسي حتى التعب.
مباراة غير حاسمة هذه التي يلعبها الإنسان مع نفسه يكسب فيها التبرير.. ويخسر فيها العقل جرأة الاعتراف!! ويرتفع فيها الصوت الداخلي مطالباً بالإعادة!!
تحاصرنا تلك الأصوات وتشاركنا (لقمة) العيش.. وتضع رأسها آخر الليل على نفس الوسادة..!!!!
رسالة إلى ضوء فجر:
صحيح..
ما تقوله صحيح..
أظن آخر ما يسكنه النوم في الإنسان هو الصوت..!!
لكن اجميعنا يعرف الإمساك بهذا الصوت؟
جميعنا يدرك دوره في وخز القلب والعقل؟
أيجب علينا أن نتعرف عليه حتى نقتله عن ترصد؟
رسالة من ضوء فجر:
أن نمسك به ذلك ممكن.. ولكن ليس كي نقتله.. ابد.. ولكن كي نربيه من جديد.
إن ما ينقص الإنسان منا هو أن يتعلم كي يدرك حب ذاته.. أن يعطيها حقها في الحياة وأن يتخلص من غفلته تجاهها.. هكذا يجعل الصوت مرآة له لا عليه.
وفي هذا لنا ضوء فجر آخر..


ghadakhodair@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved