الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st November,2005 العدد : 130

الأثنين 19 ,شوال 1426

من الحقيبة التشكيلية
تقوم بها وزارة الثقافة والإعلام
خطوات متأنية تحقق ما يؤمله مبدعو الساحة التشكيلية

إعداد: محمد المنيف
قمت بزيارة للأحبة في وكالة وزارة الثقافة والإعلام وفي مقدمتهم الدكتور عبد العزيز بن سبيل للمعايدة والتبريك للزملاء في إدارة الشؤون الثقافية بمناسبة انتقالهم إلى عملهم الجديد في الوكالة.. ممن عملوا وخدموا الفن التشكيلي وشاركونا هموم هذا الفن وشؤونه وشجونه في الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقاً وأصبحوا يتحمَّلون اليوم مسؤولياته الأكثر والأهم بعد انتقالهم لوزارة الثقافة.. ورغم أن وقت اللقاء مع الدكتور عبد العزيز كان مختصراً حرصاً مني على وقته ومعرفتي بحاجته لكل دقيقة لإنجاز أكبر قدر من المهام الخاصة بالثقافة بكل فروعها أمام إصراره المعهود وأريحيته وشفافية تعامله وترحيبه بالجميع وحرصه على أن يستمع لكل من لديه رأي وفكرة أو قضية تهم الواقع الثقافي إلا أنني خرجت ببعض شوارد العبارات والتلميحات مع حرصه على أن لا يتحدث بقدر ما يجعل البرامج تتحدَّث عن نفسها ورغم محاولاتي استدراج الدكتور عبد العزيز إلا أنه أكثر حرصاً وأكثر تمسكاً بمبدأ ترك كل ما يمكن الحديث عنه للزمن وترك الأعمال تبرز وتتحدث عن نفسها وأن الوزارة تسعى لشمولية البرامج لتغطي أكبر مساحة من المبدعين على مختلف عطاءاتهم وتجاربهم وخبراتهم، مؤكداً أهمية كبار المبدعين (سناً وريادة) وأهمية ما قدموه ويقدمونه دعماً للساحة وإثرائها وأهمية الشباب والأخذ بهم ودعمهم وتهيئة الظروف لهم كونهم أجيال المستقبل.
هذه الإشارات وغيرها كثير مع ما تضمَّنتها من تفاصيل يعرفها ويؤمل فيها كل المبدعين من كل الأجيال يجب أن يُراعى فيها الوقت خصوصاً أن الوزارة ما زالت في بدايتها والحمل ثقيل.
أما لقائي الثاني فكان مع الأستاذ عبد الرحمن الحميد مدير عام إدارة الثقافة بوكالة الوزارة الذي تتجه إليه أنظار وأسماع التشكيليين مترقبين ما يمكن أن يتم أو يقدم لهم من هذه الإدارة من تغيير أو إصلاح سريع في مجالهم، وقد لمست حرصه وسعيه لتنفيذ ما يمكن تنفيذه من توجيهات وكيل الوزارة وتأكيده على أن الوزارة تعد العدة لنهضة ثقافية ملموسة ومحققة للأهداف الكبيرة التي تخدم الوطن وتضع ثقافته في مصاف الدول الأخرى مع أمله في أن ينتظر الزملاء المبدعون عامة والتشكيليون على وجه الخصوص.. ففي الانتظار الكثير من معرفة كيفية التنفيذ الصحيح لكل المشاريع الثقافية، كما لمست من الأستاذ الحميد أمله في أن يتفاعل التشكيليون مع إبداعهم وأن يساهموا بدورهم في هذه المنظومة التي تتشكَّل بين أقطاب أربعة (الفنان والوزارة والقطاع الخاص والجمهور) وأن على الفنانين التحرك والإنتاجية والبحث وتقديم الجديد الذي عُهد منهم في مرحلة سابقة من مسيرة الفن التشكيلي ونحن هنا نضع أيدينا بأيدي الزملاء في الإدارة العامة للشؤون الثقافية بالوزارة ونؤكد أن على الفنانين أيضاً أن يكونوا عوناً لهذه الإدارة بكل ما يرون فيه خدمة لإبداعهم وأن يكون تواصلهم أو تحقيق رغباتهم متزامناً مع حركة البناء الجيدة، كما يجب ألا يتوقعوا أي تغيير قريب ولو حدث مثل هذا، فالأمر يعني ارتجال التخطيط، فالأيام كفيلة بكل ما يمكن أن يخطر على البال وما يحمله التشكيليون من آمال وأماني ورغبات لم يكن خافياً على سعادة وكيل الوزارة الدكتور عبد العزيز بن سبيل وهذا ما شعرت به وفهمته بعد لقائي به والزملاء في الإدارة العامة للشؤون الثقافية بوكالة الوزارة مَنْ تأسست على أيديهم الحركة التشكيلية ومَنْ ساهم في إعداد برامجها في وقت لم يكن للفن التشكيلي حضن يؤويه لو لم تكن هناك مساهمة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لهذا على الفنانين أن يتعاملوا مباشرة مع هذه الإدارة وأن يكون العمل أكثر تنظيماً وأكثر قرباً عبر زيارات وندوات واجتماعات أجزم بأن المسؤولين بالإدارة على استعداد لقبولها وحضورها، لكن ليكن ذلك بعد فترة يكون فيها الزملاء قد أنجزوا الأولويات والمهام المناطة بهم لتأسيس القاعدة لبناء جسد ثقافة الوطن بناءً يتوازى مع ما أُنجز ومع ما نحن بصدده في زمن العولمة وتقارب الثقافات مما يعني أن البناء مرتبط ببقاء ثوابت ثقافتنا مع مسايرة الجديد في العالم وهذا ما تتطلبه المرحلة القادمة في مجال الفنون التشكيلية.
المجموعات والعصر الذهبي
منذ أن انطلقت فكرة المجموعات أو الجماعات التشكيلية والحركة التشكيلية المحلية تعيش مرحلة من المنافسة، حيث كان لبعض تلك المجموعات دور فاعل ومساهم أثرى الساحة المحلية ونقلها إلى المحيط الخليجي والعربي منها مجموعة فناني المدينة المنورة التي واصلت مشوار وجودها خليجياً ومجموعة الرياض التي وصلت بالفن السعودي إلى الصين وإلى مصر ومجموعة ألوان التي ساهمت في تحريك الساحة محلياً مع شقيقتها مجموعة مسار مع ما تساهم به المجموعات الأخرى من حضور فاعل، هذا التحرك والوجود الذي حرَّك ساكن الساحة قبل وجود وزارة الثقافة والإعلام ووكالة الوزارة للشؤون الثقافية وقبل أن يصبح للفن التشكيلي مرجع واحد وإدارة متخصصة تتولى مهام التنسيق والمتابعة ووضع الأطر، فالمنتظر من تلك المجموعات التّحرك بشكل أفقي نحو الجمهور والوصول بالفن التشكيلي وبمستواه الحالي المتضمن أبعاده في البحث الجمالي والارتقاء بمفهومه والتعريف بما تحقق له وإتاحة الفرصة للجمهور للتّعرف على هذا النجاح عبر اللوحة والمنحوتة لتصبح في متناول غالبية أبناء الوطن بعد أن حققت النجاح عالمياً..
ومن هذه الخطوات إقامة المعارض في المناطق والمحافظات لا أن يتوقف نشاطهم في حدود المدن مع أن في المحافظات والمدن الصغيرة من المحبين والمتابعين لهذا الإبداع ولفنانيه ما يفوق متابعة ساكني المدن الكبيرة ولهذا فالتواصل معهم مطلب وواجب أيضاً، ولنا في تجربة بعض المعارض خارج المدن الكبيرة نتائج بارزة وجدت احتفاء يفوق التوقع، حيث كان الحضور مشجعاً وكاشفاً لمستوى ثقافة تلك المناطق وإعجابهم بالإبداع التشكيلي، إضافة إلى نجاح عدد من المعارض المتابعة من بعض الفنانين في المناطق والمحافظات، إلا أن صدى معارض المجموعات سيكون أكثر تأثيراً وأكثر تعريفاً بعدد أكبر من الفنانين على أن تكون تلك المعارض على مستوى يرتقي بذائقة الجمهور الذي يسمع عن هؤلاء الفنانين أكثر مما يشاهد لهم أعمالاً.
المعارض الشخصية
في السبعينيات الميلادية كانت للمعارض الشخصية دور كبير ووجود ملموس لم يعد له في المرحلة اللاحقة أي وجود ولعل في تبدل المسؤوليات وتجدد الآلية القادمة ما يدفع هذا النمط من المعارض للعودة إلى الساحة، فللمعارض الشخصية دور وتأثير على الفنانين أكثر من مشاركتهم في المعارض الجماعية، فالفنان في حال إقامته معرضاً شخصياً لأعماله يكشف مدى ما وصل إليه من نتاج تجاربه ويتيح الفرصة للمتابع والناقد لمعرفة مدى التجربة وتوظيفها في مجموعة كبيرة من رسم خط بياني لها مع مقارنتها بتجارب سابقة خاضها الفنان، إضافة إلى أن في المعارض الشخصية في حال كثافتها ما يدفع الفنانين للمنافسة والاستمرار في العلاقة مع مراسمهم ومحترفاتهم، وقد نتساءل عن أسباب ابتعاد مثل هذه المعارض وانقطاعها عن الساحة لنجد أن من تلك الأسباب الكلفة أو ميزانية المعرض التي ترهق كاهل الفنان من طباعة لكتيب أو تجهيز حفل الافتتاح، إضافة إلى الشخصية المفتتحة وهذا الأمر أصبح قضية كبيرة لما تبع ذلك من إحراج ومن إحباط عند اعتذار من دُعي لتشريف افتتاح المعرض مع ما يتبعه من تغطية لمختلف وسائل الإعلام من أن مثل هذه المعوقات يمكن القضاء عليها ولم تعد مشكلة أو معضلة، فبإمكان الفنان اختصار المطبوعات في حدود لا تكلِّف إلا اليسير من الميزانية، فالمعرض أهم وأكثر تأثيراً وحضوراً، إضافة إلى دعوة أسماء أدبية وإعلامية كما فعلت وزارة الثقافة والإعلام بدعوة الأديب عبد الله بن إدريس لافتتاح معرضها الثقافي بمناسبة اليوم الوطني وإن لم يكن هناك استجابة فالإعلان عن افتتاح المعرض كافٍ لمن يريد الحضور إذا علمنا أن الفن التشكيلي ما زال يُعتبر فن النخبة من أصحاب الوعي بهذه الفنون وهي الفئة التي يجب أن يسعى الفنان لتأسيسها وتكثيف أعدادها من خلال كثافة المعارض مع أن من أهداف إقامة المعارض الشخصية هي اكتساب ردود الفعل من المتخصصين من نقاد مع ما يضيفه المعرض من رصيد للفنان، وبما أننا ألمحنا عن المعارض الشخصية في السبعينيات فلنا أن نذكر بعض الأسماء التي كان لها وجود ومساهمة في المعارض الشخصية ومنهم الفنان الراحل محمد السليم والفنان عبد الحليم رضوي والفنان عبد الجبار اليحيا وعبد الرحمن السليمان وعبد الله حماس وسعد العبيد والفنان فهد الربيق والفنان أحمد الزهراني وعثمان الخزيم ومحمد المنيف ومن الفنانات منيرة الموصلي وصفية بن زقر وبدرية الناصر ونوال مصلي وفوزية عبد اللطيف وغيرهم ممن لهم دور في انطلاقة التشكيل السعودي في تلك الفترة.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved