الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st November,2005 العدد : 130

الأثنين 19 ,شوال 1426

وميض
ما بعد وكالة الثقافة (1)
عبد الرحمن السليمان

الحديث حول الفن التشكيلي في ظل وزارة الثقافة والإعلام وبعد أن تم تعيين أحد الكوادر الوطنية المشهود لها بالوعي والجدية والكفاءة الدكتور عبد العزيز السبيل يجعلنا أكثر تفاؤلاً واطمئناناً، ولعل إحصاء التركة الفنية للراحل محمد السليم واللجنة التي شكلت لهذا الغرض بداية خير واهتمام ودور كبير نتطلع إليه.
لا يغيب عن المهتمين وأصحاب القرار ان الفن التشكيلي في المملكة تجاوز الأربعين عاماً منذ العروض الأولى في النصف الأول من الستينيات الميلادية، وما بين تاريخ أول معرض شخصي موثق للفنان عبد الحليم رضوي وحتى الآن شهدت الساحة الثقافية بروز الفن التشكيلي وفق اهتمامات متعددة على المستوى المؤسساتي والإعلامي وحتى الفردي. أقيمت المعارض على نحو ملفت ووزعت الجوائز بدرجة تنافسية خاصة ما بين بعض الجهات التي سعت لدعم الفن التشكيلي مادياً خلال الأعوام الأخيرة، وبرز الصوت التشكيلي من خلال الصحافة لتي منحته مساحة واسعة وخلال فترات متفاوتة، ومع كثير الجهد الذي اشترك فيه الفنان والمؤسسة الخاصة والجهة الحكومية إلا أن جوانب متعددة وهامة لم تزل ناقصة ولم تستكمل حتى الآن.
أرى أن الفن التشكيلي في إدارته أو الإشراف عليه عن طريق أكثر من جهة وضعه في مأزق من الازدواجية التي لم يحسد عليها، وبالتالي نشأت أطراف وحتى انحيازات لهذه الجهة عن تلك والحقيقة أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب كانت الأكثر قدرة واحتضاناً ورعاية للفنانين التشكيليين وكانت مع غلبة الجوانب التنظيمية الإدارية فيها على النواحي الفنية إلا أنها قدمت الوجوه الفنية الشابة والمبتدئة عبر معارض وبرامج ودعم مالي تشجيعي أسهم في ظهور أعداد الهواة والموهوبين سواء عن طريق العروض المركزية التي تنظمها على شكل مسابقات سنوية أو شبه ذلك، أو عن طريق مكاتبها التي أخذت في الاهتمام بتشجيع الشباب والفنانين من خلال معارض المدن أو المناطق. ازداد مع ذلك الخلط الذي اجتمع فيه الحابل بالنابل والفنان بالمبتدئ أو الهاوي ما ساعد على تباعد بعض الفنانين واحياناً عزلتهم وبقيت الغلبة في هذه المعارض للشباب أو للهواة، والواقع أن نظام منح الجوائز كان سبباً في ذلك، فالجوائز محدودة ومقننة وقد لا يمنح فنان الجائزة الأولى ويتم توجيه الجائزة إلى مستوى اضعف لسبب حصوله المسبق على الجائزة، قد يكون الأمر مقبولاً إذا كانت هناك ضوابط لمثل هذا الأمر وإشارة واضحة تضع للمشاركات وللفوز أطراً خاصة، لكن التوزيع غير المقنن للجوائز أحدث نوعاً من الخلط والإرباك. المعارض بالتالي احتاجت إلى آلية تواكب عمر التجربة التشكيلية - خلاف بداياتها التي كان كل شيء فيها مقبولاً - هذه الآلية تضع للمعرض تنظيماً جديداً فيه التصنيف وفيه عملية الاقتناء بعيداً عن أمور الجوائز بحيث تكون الأعمال الأجود هي القابلة للاقتناء فقط بعيداً عن الشكل المسابقاتي للمعرض، ومعه تكون جوائز الاقتناء متقاربة جداً، يخضع هذا على المعارض الشخصية التي يقيمها الفنانون أنفسهم أو التي تنظمها أو تشرف عليها الوزارة. مثل هذا الأمر سيساهم في تكوين مجموعة فنية عالية المستوى من الأعمال التشكيلية السعودية بدل المجاملة في تفويز هذا او ذاك من باب التشجيع. ومع ذلك لا يمنع أن يتم تنظيم مسابقة سنوية أو كل عامين تمثل مستويات بارزة وتمنح فيها جوائز مشجعة وتتاح فيها الفرصة للمشاركة في التحكيم من الداخل ومن الخارج وتستغل الفرصة لإقامة حوارات أو لقاءات تناقش قضايا تشكيلية محلية أو عربية، ستتخذ مثل هذه المناسبة أهمية كبيرة والوزارة تسهم في تحقيق أحد الجوانب الإعلامية المهمة بإيصال النتاج التشكيلي السعودي إلى الفنانين أو النقاد ووسائل الإعلام العربية، لعل ذلك هو ما قربته الخطوط السعودية وهي تقيم مسابقتها (ملون السعودية) التي كان لها إسهام حقيقي في الحركة التشكيلية المحلية باستضافتها عدداً من الباحثين والنقاد والفنانين والإعلاميين العرب للتحكيم ومعها كانت تقام الحوارات واللقاءات التي خلقت احتكاكاً مباشراً بين الفنانين وضيوف البلاد.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved