الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 21st November,2005 العدد : 130

الأثنين 19 ,شوال 1426

صدى لون
مبالغة (البعض) أضرت (بالكل)!!
محمد الخربوش

يتباكى أحبتنا الفنانون التشكيليون على غياب الاقتناء ويلقون باللائمة بشكل مباشر إلى أن معظم الجهات أو المؤسسات سواء كانت حكومية أو أهلية وحتى الأفراد لا يعيرون المنتج التشكيلي المحلي أدنى اهتمام عند رغبة هذه الجهة أو تلك في تجميل مرفق أو منشأة ما، سواء كان هذا التجميل للجهة نفسها أو أن تكون مؤسسة متخصصة بأعمال الديكور والتجميل لقاء مقابل مادي، بل إن الغالبية من الفنانين مستاءون جدا من توجه القائمين على الاقتناء إلى اللوحة الأجنبية وإغفالهم اللوحة المحلية بدواعي ارتفاع القيمة أو أن المنتج المحلي لا يحقق رغبة المقتني من حيث القيمة الفنية والتقنية وخلافه، إلا أن واقع الحال ومن خلال متابعة وجد أن كلا الطرفين يتحمل تبعية الإخفاق في هذا المسار خصوصاً أن معظم الفنانين التشكيليين يبالغون في أسعارها بل إن بعضهم يضع مبالغ تقديرية خيالية لأعمالهم ولا أدل من ذلك ما قالته إحدى الفنانات التشكيليات السعوديات الواعدات عندما سئلت في إحدى العواصم العربية عن أحد أعمالها وعن السعر التقريبي له في حال توفر مقتنٍ له.. لقد قالت هذه الفنانة الواعدة أمام النقاد والصحفيين إن قيمة عملي المادية هي (150) ألف دولار فقط.
تصوروا لوحة عادية جداً وضعت لها صاحبتها سعراً تقديرياً يتجاوز النصف مليون ريال فقط، أسوق هذه المعلومة وأترك التعليق للقارئ العزيز!!
ثم إن بعض الزملاء ممن يقومون بتسويق اللوحة إن جازت التسمية يذكر لي مواقف طريفة في هذا الجانب، تتعلق بمبالغة البعض من الفنانين والفنانات في أسعار أعمالهم.. ولقد مررت شخصياً بالتجربة عندما ترسل الأعمال الفنية إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب إبان إشرافها على الحركة التشكيلية، وكنت بحكم موقعي أطلع على الأعمال المرسلة، وأجد العجب العجاب في تسعيرة العمل، عندما أجد أحد الواعدين أو الواعدات وقد وضع خلف اللوحة العبارة التالية: (القيمة المادية للوحة عشرون ألف ريال)..!! فنان ناشئ أو فنانة ناشئة تضع مثل هذا الرقم الكبير لأعمالها.. لست ضد الفنان أو الفنانة ولست -يعلم الله- (قاطع أرزاق)، لكن الواقع يفرض نفسه فهل من المعقول أن تصل أسعار أعمال الناشئين إلى مثل هذه الأسعار المبالغ فيها.. هذا أنموذج لواقع الاقتناء المحلي ومسببات غيابه!!
أتمنى على الفنانين وكذلك الفنانات التشكيليات أن يكونوا أكثر واقعية في عملية الأسعار؛ لأن السوق لدينا يتميز بالانفتاح وعليه فسوف نجد من الأعمال الفنية المستوردة الشيء الكثير، والتي نفذت هنا وهناك بمواصفات رغبة المتلقي العادي، الذي لا يزال اهتمامه محصوراً بجودة البرواز والموضوعات التقليدية المباشرة، وحتى يقطع الفنان مقولة المقتني المحلي الذي دائماً وأبداً يعلل غيابه عن لوحة (البلد) إلى المبالغة في الأسعار أتمنى ذلك.
شكراً لكم أنتم..
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved