| «أجارتنا لا تجزعي وأنيبي |
| أتاني من الموت المُطلِّ نصيبي |
| صَبرت على خير الفُتوِّ رُزئته |
| ولولا اتقاء الله طال نحيبي |
| لعمري لقد دافعتُ موتَ محمدٍ |
| لو انّ المنايا ترعوي لطبيب |
| وما جزعي من زائل عمَّ فجعُه |
| ومن وِرد آباري وقصدِ شعيب» |
| فأصبحت أبدي للعيون تجلُّداً |
| ويا لَكَ من قلبٍ عليه كئيب |
| ولي كلَّ يوم عبرةٌ لا أُفيضُها |
| لأحظى بصبر أو بحطِّ ذُنُوبِ |
| وما نحن إلا كالخَلِيط الذي مضى |
| فرائسُ دهرٍ مخطئ ومصيب |
| نؤمل عيشاً في حياةٍ ذميمةٍ |
| أضرَّت بأبدانٍ لنا وقلوبِ |
| وما خيرُ عيش لا يزال مُفجَّعاً |
| بموت نعيم أو فراق حبيب |
| إذا شئتُ راعتني مقيماً وظاعناً |
| مصارعُ شُبَّانٍ لديّ وشيبِ |
| «جفا ودُّه فازورَّ أو ملّ صاحبُه |
| وأزرى به أن لا يزالَ يعاتبُهْ |
| خليليّ لا تستنكرا لوعة الهوى |
| ولا لوعةَ المحزون شطَّت حَبائبهْ |
| إذا كان ذواقاً أخوك من الهوى |
| مُوجّهةً في كل أوْب ركائبهْ |
| فخل له وجه الفراق ولا تكنْ |
| مطيةَ رحَّالٍ كثيرٍ مذاهبُهْ |
| أخوك الذي إنْ رِبْتَه قال إنما |
| أرَبْتُ وإن عاتبته لان جانبُهْ |
| إذا كنتَ في كل الذنوب مُعاتباً |
| صديقك لم تلق الذي لا تُعاتبهْ |
| فعِش واحداً أو صل أخاك فإنه |
| مُقارفُ ذنبٍ مرةً ومُجانبُهْ |
| إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى |
| ظمئتَ وأيُّ الناس تصفو مشاربُهْ» |