الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 22nd March,2004 العدد : 51

الأثنين 1 ,صفر 1425

الصيخان.. وذاكرة تبوك
منصور الجهني
هناك العديد من الأندية الأدبية في المملكة، تتوزع على امتداد خريطة هذا الوطن، وكما أن لكل مكان خصوصيته التي تميزه عن الأماكن الأخرى، سواء من حيث الطبيعة أو الطقس، أو حتى الفلكلور، فإنه يفترض أيضا أن يكون هناك تنوع وتمايز في نشاطات تلك الأندية، انطلاقا من خصوصية، وذاكرة المكان، وطبقا أيضا لتوافر الإمكانات والطاقات، التي تختلف من ناد لآخر.. ما يعني أنه ليس مطلوبا من أندية في تبوك أو حائل أو جيزان على سبيل المثال أن تقدم ما يقدمه نادي الرياض أو جدة مثلاً، حيث توجد هناك معظم الهيئات العلمية والثقافية والصحفية، وغيرها من المؤسسات والهيئات التي تشكل في مجملها رافداً يسهل عمل الأندية الأدبية، ويدعم خططها وبرامجها، وهو ما لا يتوافر بنفس الزخم في معظم المدن الأخرى الأقل كثافة سكانية. وفي ظل ذلك قد لا يكون من المجدي أن تتبنى جميع الأندية برنامجاً موحداً، لأن ذلك قد ينتج في الغالب نماذج (مدرسية) أو مكررة للنموذج الذي ينتجه المركز، أعني الأكثر إمكانات، وهو ما لن يضيف إلى أدبنا وثقافتنا المحلية شيئاً، بل قد يصبح عبئا عليها.
لقد شكلت الأقاليم أو المدن البعيدة رافداً حقيقياً ساهم في إثراء الحياة الثقافية في معظم دول العالم، وذلك من خلال الإفراز المستمر للعديد من الأسماء المبدعة والفاعلة، التي تتدفق في شرايين الإبداع الوطني، وتمنحه المزيد من الحيوية والتجدد. يمكن الإشارة إلى دور أدباء الأقاليم في أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به أندية هذه المدن خاصة ما يتعلق باكتشاف المواهب الشابة ومحاولة تقديمها ودعمها، وتشجيعها على استلهام روح المكان الذي تعيش فيه والتعبير عنه، ليشكل ذلك انطلاقتها الحقيقية ضمن فضائها الأرحب، وكل ذلك في المحصلة يثري ثقافتنا الواحدة، ويجعلها أكثر تنوعا وخصوبة.
إن خصوصية المكان أو ذاكرته، يمكن تلمسها بشكل واضح من خلال النصوص الإبداعية، والفنون التشكيلية، وكافة أشكال الإبداع الأخرى التي أنتجها وينتجها أبناء ذلك المكان، سواء كان ذلك في الماضي، أو الراهن.. وهنا في تبوك ربما كان أستاذنا عبد الله الصيخان، خير من استلهم ذلك الفضاء الرحب، الذي احتضن أولى خطواته، ورغم ابتعاده في أحايين كثيرة، إلا أن كل المدن لم تستطع أن تسرق تبوك من ذاكرته، فقد ظل عبد الله وفيا لهذه المدينة التي حملها في قلبه وحلّق بها في فضاءات الشعر، مثقلا بالكثير من تفاصيلها الصغيرة، ورائحة ترابها، فعانقت من خلال صوته المبدع معظم المدن العربية، من بغداد حتى مراكش، وذلك من خلال العديد من المهرجانات الشعرية التي شارك بها مسكوناً بمدينته الأولى.
وعندما أعلن عن افتتاح نادي تبوك الأدبي توقعت أن يكون من أولويات نشاطاته، إقامة أمسية شعرية لعبد الله الصيخان، ربما من باب مبادلة الوفاء بمثله، إلا أن ذلك لم يحدث حتى بعد مرور سنوات طويلة، على إنشاء النادي؛ لذلك ما زال ذلك التساؤل معلقاً في ذهني: أما آن أن يستعاد ذلك الطائر المغرد إلى دوحه الأول؟.. ربما عندها ستكون الأغنية الأجمل، وتكون المستفيدة هي تبوك أولاً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
منابر
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved