| منتدى عكاظ يقرأ بياض الزهراني
|
احتفى منتدى عكاظ مساء يوم الاثنين الموافق 11 1425هـ على عادته بالإبداع، فكان المحور الأول مخصصاً لقراءة ديوان الشاعر أحمد قران الزهراني (بياض) الصادر مؤخراً عن المركز الثقافي العربي، حيث بدأت الجلسة بتعريف بالشاعر وبقراءة من ديوانه قدمها الأستاذ خالد الخضري، حيث كان من إلقائه قصيدة (مشكاة) التي قال الشاعر في بدايتها:
وجهُك، والحمى، وبقايا أوراق التوت
وصمتي وجموحي
آيات في سفر التكوين
وجهك.. إعصار
يجتاح الغربة والمنفى ومسافات التوطين
وجهك سر غيبي
يتماوج في بحر مد ودق
يستحضر كنه تفاصيل الجسد الأبهى
حين يلملم شعث سنين حبلى
تتهادى فوق فصول من قبس
تغسل رهق الآتين حفاة
من فورة شك ويقين
ثم جاءت القراءة النقدية، التي بدأها الاستاذ عايض القرني، حيث أشار إلى عتبة العنوان (بياض) فقال (منذ الوهلة الأولى تصطدم عين القارىء بهذا الغلاف الغارق في السواد، تتوسطه اسم المجموعة بلون أبيض (بياض)، فهذا العنوان المسيج داخل إطار خفيف يحمل دلالات تعكسها روح الشاعر المتأزمة على مستوى الذات والجماعة ثم هنالك بصيص من أمل يحدو الشاعر بقدر مساحة البياض في العنوان تمثله آمال وخواطر مبثوثة في هذا الليل البهيم.
وعندما يتصفح القارىء المعجم الشعري في هذه النصوص سيجد أن الحقل الدلالي الذي يمثل السواد غاصاً بالمفردات السلبية التي تندرج تحت عتماته بينما يكاد يعز عليك أن تجد الكلمات والتراكيب التي تشي برمز البياض وتحمل دلالات الصفاء والخروج من العتمة مثل: نديا، صباحات، خصبا، الشوق، يخضر الهشيم، غية، الخصيب.. ثم أخذ القرني يفصل القول في المسافة ما بين الشاعر، الأمة، البياض، السواد ليصل إلى القول:
مجمل القول في هذا الديوان أن الشاعر أحمد قران استطاع أن يتسم بالخصوصية الشعرية عبر ديوانه.
ثم جاءت القراءة الثانية للديوان من الدكتور فوزي خضر الذي ذكر أننا نبدأ قراءة الديوان، ثم حين نكمل قصائده نكتشف أن فيها شيئاً يجعلنا نوقن أن ما نقرؤه لشاعر واحد، يتفرد شعره عن غيره، الأمر لا يكشف نفسه للقارىء بيسر وسهولة، يأتي من البناء التصويري، وهو التضاد التصويري.. ووقف عند نماذج من هذا التضاد، منها قول الشاعر:
وجهك، والحمى، وبقايا أوراق التوت
وصمتي وجموحي
آيات في سفر التكوين
وجهك.. إعصار
يجتاح الغربة والمنفى ومسافات التوطين ص25
الذي علق عليه بقوله:
ايد السطور الثلاثة الأولى تحمل من الضعف والانكسار، فالحمى تدل على ضعف المرض، وبقايا أوراق التوت تدل على الانكسار الذي يحمل فجيعة الخطيئة التي اوضحها قوله (آيات في سفر التكوين) فإذا أعدنا الحمى إلى حمى الجنس كانت دالة أيضاً على الضعف البشري، وبالصمت إلى الضعف.. والجموح هو انحراف عن قوة الرزانة، فالضعف يمد ظله في تلك السطور، ثم ينتقل الشاعر إلى صورة مخالفة تماماً لهذا الضعف، فإذا بنا نجد وجهها اعصاراً يجتاح في طريقه كل ما هو موجود.
بعد ذلك جاء دور المداخلات مع القراءة النقدية، حيث شارك فيها كل من عثمان الغامدي، خالد الخضري، د. محمد قاسم. ثم تم الانتقال إلى النصوص الابداعية، حيث شارك في هذه الجلسة عدد من المبدعين حيث قُدم ما يلي:
1 نص سردي بعنوان (الطريق إلى رمدان) للأستاذ المرزوقي.
2 نص سردي بعنوان (اليوم ليس لي) للكاتبة نجوى العوفي.
3 نصان سرديان لخالد ربيع السيد.
4 نص شعري بعنوان (مراهنات) العشاء الأخير (رؤية خاصة) للشاعر حمدان الحارثي قال فيه:
أتراهنين..؟!
هو الأخير
هو العشاء البين يوم تحملوا
أتراهنين
ذكر الحبيب المنزل
دموع ناقف حنظل
أتراهنين على...
الجروح المترعات..
على المدى.. رمح مسجى..
كان يشعله.. القهر..
5 نص شعري لحرائر بعنوان (هذيان) منه قولها:
(إغفاءة)
حيث ان قد غفوت..
ضجرت من أزمنة الصحو..
إلى حيث غيمة..
تنزف سماوات وردية..
حيث السقوط.. إلى الأعلى!!
إنها الأشياء.. تبكي الأشياء..
5 نص شعري لبديعة كاشغري من ديوانها الجديد الصادر عن دار الأول للنشر 2003م بعنوان (يا أرضا كانت)، قالت فيه:
كل مساء
نتبادل أطراف هزاتنا
نتوغل في صمت عناصرها
عناصرنا
إذ تشتعل الأوردة
برهط خطاياها
نتشبث بشظايا الروح بقاياها
وكأن الروح المسفوعة بمعاصينا
لا تعرف أن الجسد العربي
الساكن في جرح مداها
يحمل عاراً
قد أثقل كاهلها، وكاهلنا
6 نص شعري بعنوان (أغان لشفاه البرتقال)، لزينب غاصب من ديوانها الصادر مؤخراً بعنوان (للأعراف وجهها القمري)
الشمس فينا نكهة
ممزوجة بلمى العصور
تتوهج النخلات في قاماتها
وتنثر الخصلات من وجناتها
عقدا تخاصرة النحور
فلك يدور!!
7 قدم ضيف الله الزايدي نصين، أحدهما بعنوان (أظلاف) والآخر بعنوان (آمين).
التعليق على النصوص:
بعد ذلك علق الدكتور عالي القرشي على بعض هذه النصوص فقال معلقاً على نص (هذيان) الحرائر:
ينبغي أن يتم التعامل مع الكتابة على القدر الذي توحي به وتدخلك في بواباته فلا تتجانف عن ايفادها لتوقعك في حداثة تجربة الكتابة للكاتب.. وان نص هذه الكاتبة يشعرنا منذ البدء بصعوبة قدرة النص على تحقيق التئام الذات فجاء النص مفرقاً على هيئة (هذيان) ففي النص الأول (إغفاءة) هروب إلى الغفوة الى الغيم، إلى التعلق بالسماوات، وتفاصيل بأن يكون التعلق سقوطاً فلماذا؟
لأنه الهروب، لأن مكان الثبات غير قادر على احتواء هذه الذات الضجرة. وفي هذيان (المنطق) نجد بحث الذات عن غير المعتاد عن الحب في المنطق. وفي هذيان (الجريدة) نجد التشظي في تشظي الذات على صفحات الجريدة، وهذا امتداد لتشظي الذات في هذا الهذيان. وأخيراً لئن كانت بعض صور هذا الهذيان قريبة مألوفة فإن بعضها الآخر يحل رؤية متجاوزة وقدرة على استثمار حركة التأويل والغوص في تلافيفه.
أما عن نصي بديعة، وزينب فقد قال القرشي:
نص بديعة يحمل حالة القهر والتشظي التي يعايشها الإنسان العربي، ولعل رجوعها إلى الأرض التي كانت، رجوع إلى بدء هذا الانسان إلى بدء الخصوبة، إلى حركة انبعاث تجاوز هذا الجرح الغائر.. اما نص زينب فهو نص تفاؤلي يتغنى بالأمل، ويغالب حالة اليأس والقنوط حين يتغنى بالأمومة والخصوبة، والزهور ويتأبى على الرتابة والفتور.
أما عن نص نجوى فقد قال:
نجح نص نجوى في تصوير تلك اللحظة المؤلمة للأنثى..ونجح في ارتياد البوح للصوت الانثوي المكلوم.
النص بوح جسد المكان والذكرى والمفارقات لما يريد ونجح في ذلك.. لكن النص مع هذه النجاحات قراءة وانهال في صورة يذكرنا بها النص.
أما عن نص طلق (الطريق إلى رمدان) فيقول:
نص طلق نوع من الكتابة السردية نجدها عند رجاء عالم تدخل في صلب الحكاية تأويل السارد ورجوعه إلى وقع صدى الحكاية والحديث عن مصادرها مما يجعلنا نفتقد ما كنا نجده في مألوف الحكاية.
أما عن نص حمدان الحارثي فقد قال الدكتور عالي القرشي:
نص حمدان يقوم على استحضار فارس الذاكرة.. أمام عوائق الحاضر، امتداد من عوائق الماضي.. ونلحظ فيه امتداد خطاب المرأة، واستحياء الخطاب الطلعي في الشعر القديم.
ويتقمص النص التاريخ العربي ماضيه وحاضره في هذا الفارس المحاط بخيبة الأمل وانكسار حاضر اللحظة يقود طلل امرىء القيس إلى طلل العراق. فهل يا ترى إلى متى نظل في هذا الطلل؟
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
