الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 22nd May,2006 العدد : 154

الأثنين 24 ,ربيع الثاني 1427

القسمة على اثنين
أثارت مقالة الزميلة: سهام القحطاني المنشورة في العدد 151 الصادر في الثالث من ربيع الآخر 1427هـ من الملحق الثقافي بعض التساؤلات على آلية تعيين مجالس إدارة الأندية الأدبية في الآونة الأخيرة عن طريق الاختيار الرسمي، وليس الانتخاب لتستمر إشكالية النهج السابق، ومع عدم الاعتراض على أغلبية الأشخاص الذين تم اختيارهم من حيث الكفاءة والموهبة فإن الوزارة لم تسلك التجديد الفكري لانتهاج وسيلة العمق الإصلاحي التي تسير عليها خطوات قائد هذه الأمة التي بدأت بالحوار الشعبي بين الفئات المتعددة التي تمثل أطياف المجتمع وهي وسيلة حضارية لا شك فيها، وكان المفروض أن تتبع الوزارة النهج القيادي في أفضل السبل وإن جاء أسلوب الانتخاب تحديثاً أي أنه لم يتبع على نطاق واسع إنما هو من الوسائل الحضارية في التمثيل والاختيار رغم معرفتنا أسلوب رجل الشارع الذي تسيطر عليه فئة معينة تقليدية المنشأ والتفكير هي السائدة، وقد يأتي الانتخاب لتمثيل تلك الجهة المحافظة التي تحاذر من سيطرتها الفئة التجديدية ذات التوجه الراديكالي المنفتح، ولن أتبع الأسلوب الساخر الذي انتهجته الكاتبة في طرح تفكيرها الذي لا يسيغ النهج الاختياري، فإنها لم تستبعد أن يأتي الانتخاب في صالح الفئات المتشددة.
لذا فإن وزارة الثقافة والإعلام - وليس هذا دفاعا عن الوزارة التي لا تربطني بها سوى الانتماء الثقافي - وجدت نفسها مضطرة لأن تجعل الاختيار يسبق الانتخاب خاصة وأن بعض رؤساء الأندية السابقين، ومن يلتف حولهم كانت الأمارات تناصرهم باعتبارهم جزءا من هيكلها الإداري لضعف ارتباط الأندية إدارياً برعاية الشباب.
وغير خاف بأن على عاتق إدارات الأندية يقع نشر الوعي والثقافة في كافة الأرجاء، وعلى كافة المستويات، وليس الاكتفاء بالنشاط المنبري فحسب، ولذا ينبغي عليها أن يمتد نشاطها الى الأسرة في الحي قبل المدرسة، وتتدخل في كافة الشؤون التنويرية والتعليمية بل ينبغي لها أن تتدخل حتى في اختيار أعضاء مجالس الشورى، كما يجب أن يكون للمرأة حضور في هذه الأندية باعتبارها تمثل نصف أفراد المجتمع، ورأيها ضروري في بناء وتوجيه المجتمع، كما أن فاعليتها مؤثرة في تنفيذ التوصيات التي لها أساس بمستقبل أفراد المجتمع الذين يمنحون من أفكار الشارع الذي ينطلق أساساً من الأسرة والمنزل، ولهذا فنحن نرى عبثاً التفكير بالانتخاب طالما أن منطلقاتنا الفكرية تدور في فلك القديم والمحافظ والمتشدد الذي يسيطر على الشارع الثقافي متى ما فقدنا الحراك الثقافي الذي يمور في محيط الوعي الذي يتمتع بالحرية الفكرية في العطاء في كافة المستويات الثقافية.
والخلاف الثقافي لا يقتصر على الانتخاب أو التعيين في مجالس إدارات الأندية الثقافية بل يتعداه إلى حراكنا الثقافي الذي يصطدم بتعاليم القوى المناوئة للانطلاقة التفويرية في الوطن العربي، وليس في محيطنا فحسب، والمعركة مستمرة بين قوى التقدم التي تتمسك بالديمقراطية كمنهج وسلاح لتنفيذ الإصلاحات الاجتماعية، وبين قوى التخلف التي تقف دون الانطلاقة في سبيل تنفيذ المشاريع الإصلاحية التي تكدست على أبواب الرجعية التي تحاول أن تحول دون تنفيذ أو الاعتراف بضرورة تنفيذ تلك الإصلاحات والسبيل طويل وواسع في تلك المواجهة الوطنية.


إبراهيم الناصر الحميدان

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved