الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 22nd September,2003 العدد : 29

الأثنين 25 ,رجب 1424

أبو أوس إبراهيم الشمسان ل :«1 2»
كثيراً ما اتهم النحاة بأنهم سبب الضعف اللغوي
وهم بريئون منه براءة الذئب من دم يوسف

* حوار علي سعد القحطاني:
عرف في الأوساط الأكاديمية بكنية «أبي أوس» التي عادة ما يذيل بها كتبه المنشورة وأبحاثه ومقالاته اللغوية، حصل على درجة الماجستير من جامعة القاهرة عام 1979م عن الرسالة العلمية «الجملة الشرطية عند النحويين العرب» ثم حصل على درجة الدكتوراه عام 1985م عن الرسالة العلمية «الفعل في القرآن الكريم: تعديته ولزومه» له مشاركات معهودة مع الإذاعة وكتب في المجال الصحفي زوايا عديدة تحت مسمى «مساحة لغوية» و«مساحة» بصحيفتي «رسالة الجامعة» و «اليوم» وقد التقت «المجلة الثقافية» الأستاذ الدكتور أبا أوس إبراهيم شمسان عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الملك سعود الذي شخص لنا ظاهرة الضعف اللغوي وأرجع السبب إلى أن الطلاب يبدأون تعلم العربية على ما يشبه تعلمهم اللغة الثانية، وإلى جهلهم وعدم معرفتهم بمصطلحات العلوم اللغوية واعتمادهم الكلي على الحفظ في تعلمها دون إدراك أو فهم ورأى أنه ليس بيد العلماء ولا المجامع عصا سحرية تعالج تلك المشكلات إذ لا بد من تضافر الجهود.
وتطرق ضيفنا العزيز من خلال الحوار إلى تقدمه للمجامع العربية ورأى أنه على جلالها لم تؤت أكلها على النحو المرضي لأنها لم تأخذ حيز التطبيق على نحو جاد.
ووصم الدكتور أبو أوس بالحجة الباطلة تلك الحجة التي قد يتذرع بها المدرسون لتلك العلوم بلغة أجنبية الذين ربما لا يجدون في اللغة العربية على حد زعمهم ما يسعفهم من تلك المصطلحات، وتحدث الضيف الكريم عن الصراع الأزلي ما بين اللغويين والمبدعين على نحو ما يرصده لنا التراث من سجال ما بين النحاة والشعراء وضرب لذلك مثلاً شهيراً بين الحضرمي والفرزدق.
إبراهيم الشمسان
الكنية
* نرى هذا الاسم أبا أوس على كتبك المنشورة وأبحاثك ومقالاتك؛ أفاسمك الأول أبو أوس أم كنية تتكنى بها؟
هي كنية أتكنى بها تأسياً بعادة أسلافنا القدماء، وهي أيضاً تميز اسمي عن غيري من أبناء العائلة لكثرة انتشار اسم «إبراهيم» فيها.
السيرة العلمية
* ما أهم جوانب السيرة العلمية لكم؟
بعد تعييني معيداً في كلية الآداب ابتعثت إلى جامعة القاهرة لاستكمال دراساتي العليا وهناك حصلت على درجة الماجستير عام 1979م بتقدير ممتاز عن الرسالة العلمية «الجملة الشرطية عند النحويين العرب»، ثم حصلت على درجة الدكتوراه عام 1985م بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة وهي «الفعل في القرآن الكريم: تعديته ولزومه». عينت أستاذاً مساعداً في قسم اللغة العربية عام 1405هـ ثم رقيت إلى درجة أستاذ مشارك في 1412هـ ثم رقيت إلى درجة أستاذ في 1421هـ نشر لي خلال هذه الفترة عدد من الكتب منها الرسالتان السابقتان، وأما الكتب الأخرى، فهي: قضايا التعدي واللزوم في الدرس النحوي، أبنية الفعل: دلالاتها وعلاقاتها، حروف الجر: دلالاتها وعلاقاتها، أخطاء الطلاب في الميزان الصرفي، دروس في علم الصرف، جداول التدريبات الصرفية، الإبدال إلى الهمزة وأحرف العلة في ضوء كتاب سر صناعة الإعراب لابن جني، مساحة لغوية. وكتبت عدداً من الأبحاث العلمية نشرت في الدوريات المحكمة، وهي: في التصحيح اللغوي المعاصر، الإشمام: الظاهرة ومفهوم المصطلح، جوانب من الاستخدام الوظيفي للغة، نظام التسمية في المملكة العربية السعودية، أخطاء الطلاب الصرفية والاستفادة منها في التعليم الجامعي، التغيرات الصوتية في المبني للمفعول، التخلص من المتماثلات لفظاً، جوانب الدرس التصريفي للفظ «آية»، أسماء الناس في المملكة العربية السعودية، مجابهة الضعف اللغوي، الإدغام: مفهومه وأنواعه وأحكامه، قضايا لغوية، أقوال العلماء في صرف «أشياء». وكتبت عدداً من المقالات نشرت في صحف ومجلات مختلفة منها: الأصوات: مخارجها وترتيبها عند الخليل وسيبويه، الإمالة في كتاب سيبويه، التصنيف الصوتي للحروف في كتاب سيبويه، اللغة والحياة، الاستخدام الوظيفي للغة، القافلة، في منهجية التعليم اللغوي، يا وزارة المعارف: عودي إلى التعليم الصوتي، قراءة في الطرائف النحوية. ونشرت عدداً من المراجعات وعرض الكتب منها: حول مقال أخطاء لغوية معاصرة، عرض حولية «نظرة في قرينة الإعراب»، من أدب الحرب، عرض للمجموعة القصصية: طلقة في صدر الشمال، لوليد الرجيب، مراجعة لكتاب «النص الفكاهي في درس النحو» لمحمد صالح بن عمر، عرض لكتاب «حدائق الآداب» لأبي محمد عبيدالله بن محمد بن شاهمر دان الأبهري، عرض لكتاب «الجملة في الشعر العربي» لمحمد حماسة عبداللطيف، ملاحظات على مراجعة محمد السديس لديوان الأعشى ميمون بن قيس، مراجعة لموضوع الاستصحاب، ملاحظات على كتاب تصحيحات لغوية لعبداللطيف أحمد الشويرف.
أما الجانب العلمي الآخر فهو المشاركة ببعض المؤتمرات والندوات في داخل المملكة وخارجها، ولي مشاركات في المجال الإعلامي إذ شاركت في عدد من البرامج الإذاعية.
وفي المجال الصحفي كتبت زاوية «مساحة لغوية» في صحيفة رسالة الجامعة عدداً من السنوات، ثم كتبت زاوية «مساحة» في صحيفة «اليوم» حتى أوقفتها الصحيفة إلى أجل غير مسمى.
وأما في مجال التصحيح اللغوي فقد صححت عدداً من الكتب من داخل الجامعة وخارجها.
وفي مجال التعليم كلفت بالمشاركة بوضع مناهج وتأليف كتب لتعليم الكبيرات. واشتركت في إعداد بعض الموسوعات منها: موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب، الموسوعة العربية العالمية.
ثم هناك عضوية اللجان العلمية وهيئات التحرير لبعض الدوريات ومناقشة الرسائل العلمية للجامعات والحكم على الأبحاث العلمية.
الضعف اللغوي
* كلما قابلت أستاذ لغة قفز إلى ذهني سؤال عن الضعف اللغوي الملاحظ في أوساط متعلمينا فهلا استطاع الأكاديميون أن ييسروا النحو؟
يظن كثير من الناس أن علاج الضعف اللغوي إنما يكون بتيسير النحو والحق أن هناك خلطاً بين مسألتين، أما إحداهما فهو ضعف الطلاب وغيرهم في المهارات اللغوية المختلفة، وأما الأخرى فالضعف في النحو مصطلحاً ومفهوماً. وكثيراً ما اتهم النحو والنحاة بأنهم سبب الضعف اللغوي وهم بريئون منه براءة الذئب من دم يوسف.
والحق أن العالم كله يشهد على نحو متفاوت ضعفاً لغوياً؛ وعلة ذلك أن المتعلم لا يجد وقتاً كافياً لتجويد ملكاته اللغوية فهو مقتحم منذ نشأته بطوفان من المعارف المتلاحقة ومحوط بجملة من الصوارف الذهنية مما يحول دون الانكباب على التحصيل اللغوي.
وقد حاول كثير من اللغويين محاولات كثيرة مشكورة في مجال النحو ولكنها في الغالب تمس أشكاله الظاهرة لا بنيته الباطنة. ولكن الأمر المهم أن تيسير النحو وحده لا يكفي. وعلينا أن نتذكر جيداً أن أجدادنا القدماء أتقنوا لغتهم دون شكوى على الرغم من مشكلات النحو، ومن السهل أن ندرك سبب ذلك إذا عرفنا أن القدماء لا يشغلهم من أمور دنياهم سوى الانصراف بكل جوارحهم وطاقاتهم للتحصيل اللغوي؛ وهذا ما يفسر لنا هذا التراث المعرفي المذهل في كيفيته وكميته؛ إذ يعجب الإنسان من الوقت المنفق في تحصيل العلوم وتدوينها. وعلينا أن ندرك أن الضعف اللغوي ضعفان أحدهما ضعف لغوي في المهارات اللغوية والآخر ضعف في تحصيل العلوم اللغوية، ولكل منهما أسبابه وعلاجه.
أما الضعف في المهارات اللغوية فمرده إلى أن الطالب يبدأ تعلم العربية على نحو يشبه تعلمه للغة الثانية؛ ولكنه لا يجد من التعليم ما يكفل له إتقان المهارات. فتعلم اللغة يحتاج إلى وقت طويل، وتدريبات كثيرة متواصلة، وهذا لا يتيحه التعليم العام؛ وذلك لأسباب كثيرة منها كثرة الطلاب في الفصل الواحد، وكثرة أعباء المعلمين، وضيق الوقت المتاح للتعلم، وكثرة العلوم التي يطالب بتعلمها الطالب، وقلة اهتمام الطالب هو نفسه بالتحصيل والدرس، وإهمال أهله من ورائه بمستواه الحقيقي وطلب النجاح كيفما اتفق، ثم كثرة الأمور الملهيات عن الدرس من مشاهدات تلفزيونية وحاسوبية.
أما الضعف في تحصيل العلوم اللغوية فمرده إلى جهل الطلاب بمصطلحاتها واعتمادهم على الحفظ في تعلمها لا الفهم والإدراك والتحليل. وتحصيل هذه العلوم على الوجه المرضي يحتاج إلى وقت طويل وإلى تدريبات خاصة. وكل هذا غير ميسر في التعليم العام أو الجامعي.
أما العلاج فأن نهتم بأن نفرق بين النحو العلمي والنحو التعليمي، فيما يعالج الضعف اللغوي هو النحو التعليمي الشامل لتعليم المهارات اللغوية. وهذه المهمة التعليمية منوطة بالتعليم العام، ولكن تعليم المهارات لا بد أن يكون متدرجاً مكفولاً له الوقت، فلا يزاحم بعلوم أخرى. ولا بد، والأمر على هذا النحو، من النظر الشامل إلى التعليم لصياغة أولوياته وترتيب مناهجه، ولا بد من التفريق بين المقررات التعليمية المعرفية والمقررات التربوية تفريقاً يؤدي إلى حسن الثمرة، ثم معالجة المشكلات التي تعوق المسيرة التعليمية الجادة من مثل تخفيف أعباء المعلم وتهيئة الظروف المساعدة على الإنجاز، وإعادة تدريبه وتحديث معارفه، وتوسيع مداركه والاهتمام بجوهر الأمور لا أعراضها وأشكالها، ثم إعطاء اللغة وعلومها الوقت الكافي لإتقانها إتقاناً مرضيا، وتوفير الوسائل المعينة على التعليم.
إنشاء مجمع لغوي
* ألا ترون أن من المفيد لمعالجة الضعف اللغوي وغيره من هموم العربية أن ينشأ مجمع لغوي؟
لست أشك بفائدة إنشاء مجمع لغوي؛ ولكن ذلك لا يعني أن مشكلة الضعف سيحلها المجمع؛ إذ ليس بيد العلماء ولا المجامع عصا سحرية تعالج المشكلات؛ إن مسؤولية العلاج مسؤولية قومية وطنية لا بد من تكاتف الجهود في سبيلها وإخلاص النوايا في ذلك. وتجارب الدول العربية في هذا الخصوص علمتنا أن جهود المجامع على جلالها لم تؤت أكلها على النحو المرضي لأنها لم تأخذ حيز التطبيق على نحو جاد.
اهتمامات المجمع
* ما الموضوعات التي يمكن أن يهتم بها المجمع؟
إن من أولوياته جمع اللغة العربية التي يتحدثها الناس في القرى والأرياف جمعاً علمياً متقناً وأقصد كل اللغة أشعارها وحكاياتها وأمثالها، ومعجمها، ثم درس ذلك درساً علمياً حديثاً. ومن أولوياته العمل على تعريب لغة التعليم في الجامعة دون القطيعة بينها وبين اللغات الأخرى. ومن المفيد الاستفادة من منجزات المجامع العربية الأخرى ومراكز التعريب.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved