الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 22nd September,2003 العدد : 29

الأثنين 25 ,رجب 1424

قراءة في العدد الماضي!!
بقلم :اللجنة

هذا الباب ليس غريباً على القارئ المتابع للمجلات الثقافية، أو بعضها، التي تصدر في الوطن العربي بحيث أصبح «عُرفاً صحافياً» يتابعه بشغف، لأنه يمثل سباحة.. أو «شبه مسح» لبعض موضوعات العدد الصادر قبله.. وهو في الوقت نفسه «محاسبة» للمجلة للتعرف على «صدى» طريقها.. وسلبياتها، وإيجابياتها.. وهو محاولة نبدأ بها من هذا العدد.. وسنرى وجهات النظر فيها لاستمرارها بالتشجيع، التأييد.. أو الرفض، وعدم القبول.. والمجلة في كل خطواتها تضع كاتبها، وقارئها في «بؤبؤ» العين.. وتلافيف «الفكر».. وحشاشة «القلب.. والآن دعونا نقوم برحلة سياحية لعدد المجلة الماضي.
سنة حميدة.. وتقليد حضاري
استنت المجلة منذ بدء صدورها تخصيص صفحات كاملة لشخصية لها أثرها وتأثيرها في مشهدنا الثقافي المحلي.. والعربي.. اعترافاً منها بقيمة وأثر هذه الشخصية في مجالها.. فقدَّمت من السعودية مع حفظ الألقاب (عبدالله حمد القرعاوي ومحمد حسن فقي.. وعبدالله الماجد.. وأخيراً، وليس آخراً عثمان الصالح، الذي كان شخصية العدد الماضي حيث تميز إلى جانب موضوعاته بالصور التوثيقية النادرة.. ومن السودان (عبدالله الطيب) الذي كان رحيله مفاجئاً.. ومن فلسطين (إحسان عباس) الذي أثرى المكتبة العربية بكتبه.. تحقيقا وتأليفاً.. وكما يقول الشاعر «وأول الغيث قطرة، ثم ينهمر».. و«المجلة الثقافية» تستحق ثناءنا وتقديرنا لترسيخ هذا «التقليد الحضاري».. وكان الأولى أن يكون عنوان الغلاف «المربي الصالح» لغلبة «الجانب التربوي» على شيخنا الفاضل عثمان الصالح.. وعموماً فهذا «التقليد الحضاري» الذي تبنته المجلة هو «شهادة» نعتز بها بأننا جيل لاينسى رجاله الذين حفروا الصخر.. وساروا على الشوك.. افترشوا الصحراء.. والتحفوا السماء بهجيرها.. وأنهم في الذاكرة.. والعين.. والقلب.. لهذا فإن هذه «الشهادة» ترمز إلى أننا مجتمع الوفاء، والأوفياء.. وأَنْعِم بها من شهادة!!!
بعض الصفحات
صديقنا العزيز علي محمد العمير.. من كتابنا الذين يمكن ان يطلق عليهم «عضام الرقبة».. أو «القفص الصدري» فهو بديباجته العربية.. وأسلوبه الواضح كسماء صحرائنا.. المشرق كقمرها وشمسها ونجومها.. يعد مكسباً للمجلة، بعد «بيات شتوي» طال، فاستطال.
لكن، نرى أن موضوعه أقرب كثيراً إلى «قضية اجتماعية».. ربما كان محلها غير هذه المجلة، رغم ما أثاره في ثنايا مقالته من تلميحات ثقافية، مع الإشارة إلى دور «رقابة المطبوعات» بشكل خفي.. وكان جديراً ان يكون الموضوع متعلقاً بهذا الدور.. أليس ذلك كذلك يا عزيزنا العمير؟
أما الصفحتان (4، 5) فكأن المجلة أرادتهما للأخبار، والإثارة التي تنأى عن الشحناء.. وهما محطتان.. أو مقعدان، وضعتهما المجلة لانتظار قطارها القادم على الصفحات الأخرى.. وكان في الإمكان ضمهما إلى مقعد «مداخلات» الصفحة ماقبل الأخيرة للوحدة الموضوعية التي تضمها.. كما تقضي الأعراف الصحافية.. لأن الفرق بينها في العناوين «أقواس» .. و«مداخلات» فإذا اختلفت «دلالات الأسماء».. فإن «المدلول عليه» واحد.
أشخاص.. في حياتي
ونرتحل كما اعتدنا مع كاتبنا دائم الحضور اسبوعياً (علوي طه الصافي)، مع أشخاص في حياته اختار له عنوانه رامزاً، مسحوقاً بالرومانسية، في عصر الواقعية، والانترنت، وصعود كواكب جديدة.. هذا العنوان هو «هؤلاء.. مروا على جسر التنهدات».. ونحن نعرف بوجود «جسر» في إحدى المدن الأوروبية اسمه «جسر التنهدات».. فهل أثر «الصافي» في اسم ذلك الجسر.. أم ان ذلك الجسر أثر في «الصافي»؟.. الإجابة.. في أيهما أقدم؟!
بين الصومعة.. والخيمة
كعادته يطل علينا كاتبنا وشاعرنا «المخضرم» لإثبات حضوره (سعد البواردي) من خلال «صومعته الفكرية».. وبودنا لو كان أكثر التصاقاً ببيئته، لتأتي اطلالاته داخل خيمة الفكر عوضاً عن «صومعة الفكر».. فالخيمة أقرب إلى موروثنا، وتراثنا العربيين.. أما الصومعة فهو خير من يعرف إلى أي موروث، أو تراث تنتمي.. والمعروف أن الأديب، ابن بيئته، يؤثر فيها، ويتأثر بها.. والاستلاف نوع من «الاستلاب»!!
وفي قوله «خيال أفلاطوني» فإن هذه العبارة مسألة فيها نظر، أو قولان كما يقول الفقهاء.. ذلك لأن «أفلاطون» كان فيلسوفاً.. وكلمة «فيلسوف» تعني «الحكيم» .. والحكيم لايسرح في أحلام الخيال.. بقدر ما يبحث عن الحقائق.. ويتعايش معها تحليلاً، واستقراءً، واستتنتاجاً، واستنباطاً.. ثم إن «الخيال» في أصله، وأساسه، صفة إنسانية يشترك فيها كل الناس العقلاء ولا يختص بها «أفلاطون» وحده.. والخيال ليس معرة، بل عدمه هو المعرة!!
أيعقل أن نقول بوجود عقل دون أن يكون له «خيال».. مما يدعونا أن نقول «خيالاً بواردياً».. أو «خيالا قصيبياً».. أو «خيالاً جاسرياً».. أو «خيالاً خميساً».. أو «خيالاً غذَّامياً».
فالخيال وحده صفة عامة بلا «موصوف».. ويُحدَّد «الخيال» بذكر وتحديد «الموصوف »، وربطه بالخيال.. كما فعلنا في الأمثلة التي أوردنا ها.. ولنا وقفة مع كاتبنا العزيز المخضرم (سعد البواردي) في موضوع، أو موضوعات أخرى ان شاء الله.
فضاءات..!!
في صفحتي «فضاءات» يصادفنا أول ما يصادفنا قصيدة من «الشعر الجديد».. الشعر الذي ينطلق من «منطقة الابداع والتجديد»، لا من «منطقة التقليد والمحاكاة» حسب تعبير الناقد اليمني الصديق الدكتور (عبدالعزيز المقالح»، في كتابه «من البيت.. إلى القصيدة» على ما نذكر.. هي قصيدة الشاعر :عبدالجبار عبدالكريم اليحيا بعنوان «كتابات باهتة».
ما يؤخذ على شاعرنا توظيفه اسطورة (كلكامش)، أو (جلجامش) التي تكررت في قصائد بعض شعراء العراق بخاصة، والعرب بعامة.. وفي بعض أدبياتهم.. ألا يرى شاعرنا أنها أصبحت «أسطورة» لا جديد فيها.. مع علمنا أن الأسطورة يمكن أن تؤخذ من عدة زوايا؟.. وفي أسطورة «انكيدو» يأتي الأمر عكس أسطورة (جلجامش) لعدم شيوع استعمالها.. وكان دورنا أن نعرِّف القارئ بماهية هذه (الأسطورة)، لكن ضيق المساحة يحول دون ذلك.. وهذا اعتذار مكرور لا مكرَّر كما يذهب بعض الكتاب.. ونسأل شاعرنا هل يقصد من وضع الأقواس حول عنوان القصيدة، انه نوع من «التضمين» الذي اقتبسه من غيره؟.. وماذا يقصد بلفظة «ذهبوا».. أهي القلوب؟ أم الصخب.. أم المشاعر.. أم المعنى في ذاكرة الشاعر، لا في بطنه، ومعدته!!
أما كاتبنا العزيز (سلطان سعد القحطاني)، وليعذرنا عدم ذكر لقبه «العلمي»، لأننا نود أن نتعامل معه بصفته كاتباً، لا بصفته «دكتوراً».. إن أول ما يفاجئنا به في بداية موضوعه استعماله فعل «يعتبر» المضارع.. ثم كرره في آخر سطرين العمود الأول بفعل الماضي «اعتبره».. والفعلان مشتقان من «العبرة، والاعتبار» بمعنى الاقتداء.. وهو ما لايعنيه الكاتب.. وهو خطأ لغوي شائع بين كثير من الكتَّاب.. وكان الأصح أن يستعمل فعل «يُعدُّ» في الأولى.. و«عده» في الثانية.. لأنهما يؤديان في الحالتين المعنى نفسه الذي يريده الكاتب.. وهما تعنيان «الاحتساب».. وليوظف كاتبنا ذوقه الأدبي.. فربما كنا على خطأ!! فاللغة قاعدة، ومعنى، وذوق!!
أما حين نأتي لموضوع كاتبنا «القحطاني» بعنوان (طه حسين.. والفكر الآخر) فإننا نجد أنفسنا أمام مجموعة من علامات الاستفهام «الاستنكارية»، لا «التقريرية» هي:
أولاً: ما الجديد في الموضوع الذي كان يحتل دور «طه حسين»، من فكر الآخر «عنواناً».. ودور طه حسين. والفكر العربي «مضموناً»؟
ثانياً: لم يضف أخونا الكاتب شيئاً أكثر مما نعرفه.. بقدر ما أورد آراء الآخرين، في ردودهم على طه حسين؟!
ثالثاً: استطاع الكاتب أن يقدِّم لنا «ببليوجرافيا» ناقصة عن الكتب التي تصدَّت لطه حسين فهل يقصد بهذه «الببليوجرافيا» الناقصة، الفكر الآخر في مواجهة طه حسين؟ إذا كان يقصد ذلك فإننا نجد تناقضاً بين ما «يقصده» ضمنياً.. وبين ما «يعنيه» في مجمل الموضوع بعامة، ونهايته بخاصة؟
رابعاً: استعمل الكاتب مصطلحي، أو عبارتي «الفكر العربي».. و «فكر الأمة العربية».. فهل هما متطابقان، ويؤديان معنى واحداً؟ ألا يرى ان «الفكر العربي» المرتبط بالمفكرين العرب وحدهم أليس شرطاً ان يكون تعبيراً عن «فكر الأمة العربية» قاطبة؟ ثم ألا ترى بوجود انفصام بين فكر المفكر العربي في العصر الحديث.. وبين أمته العربية وفكرها الذي قد لايلتقي مع فكر المفكر؟
هل تعتقد بأن فكر «ادونيس» يمثل «فكر الأمة العربية»، على اختلاف شعوبها، ومفكريها؟.. وعلى العكس هل ترى أن فكر «رجاء جارودي».. و«موريس بوكاي».. و«سارتر» يمثل فكر «الأمة الفرنسية»؟
خامساً: حكاية تأثر طه حسين بالمستشرق «مارجليوت» قال بها غيرك من معارضيه.. مع التفنيد، والتدليل منذ صدور كتاب طه حسين «الشعر الجاهلي» .. أي قبل ما يقارب الثلاثة عقود.. فماذا تود أن تضيفه في هذا الوقت.. هل لمجرد التذكر والتذكير؟
سادساً: وهل ترى حقيقة أن فكر أمتك العربية، «الوارث الوحيد للتركة المسطحة للفكر، التقليدية في التعامل، الخاضعة للتخلف بكل أشكاله ومعطياته المغلقة للعقل البشري؟ ثم أين العقلانية، والموضوعية في مثل هذا الكلام العام، والعبارات الإنشائية؟ وهل يعقل بتفكير مجرد عن «العاطفة، كما هي عادة فكرنا العربي» حسب تعبيرك هل يعقل أن يكون الفكر الذي أنشأ حضارة باهرة باذخة في معطياتها.. تليق به، وتتجرأ عليه العبارات التي وصفته بها؟ وأنت تعرف أن أي «حضارة» لا تقوم دون «فكر حضاري»؟!
سابعاً: لم تذكر اسماً واحداً من أسماء المستشرقين الآخرين؟
ثامناً: كنا نود ما دامت الحلقة عن «طه حسين» ان نعرف أن فكره قائم على «المذهب الديكارتي» الذي يرى أن «الشك هو الطريق الصحيح إلى اليقين».. فكيف تقول أن لا «مذهب له».
وعلى العموم، فهناك نقاط أخرى للمناقشة، تحتاج إلى مجموعة أخرى من الأسئلة.. وحتى لايغضب أخونا (القحطاني) فربما قادت الحلقات السابقة إلى هذه النتيجة!!
تاسعاً: والسؤال الأخير ألا ترى أيها العزيز إنه كان من الأفضل وضع «ثبت المراجع والمصادر» في الهامش لتفيد القارئ الباحث عن بعضها.. أما ذكر اسم الكتاب، والمؤلف فقط، داخل المتن، فهي طريقة لا تفي بالمطلوب، من حيث اسم الدار الناشرة، ومكان الصدور، ورقم المطبعة، وتاريخها، وأرقام الصفحات المقتبس منها لفظاً، أو معنى.
ونعتذر عن النصوص الأخرى التي لم نتعرض لها.. ليس تقليلاً من قيمة أصحابها الأعزاء وإنما مراعاة لظروف مساحة النشر.. وأملاً في أن نلتقي بهم في نصوص أخرى جميلة.. وأوقات أجمل.. مع كل حبنا وتقديرنا، وعطر مشاعرنا.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved