الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 22nd September,2003 العدد : 29

الأثنين 25 ,رجب 1424

الفكر الأمريكي السياسي المعاصر
صراع الحضارات وأحداث الحادي عشر من سبتمبر

* تأليف: عدد من الباحثين
* أبو ظبي: مركز زايد، 2003
تتناول هذه الدراسة بالبحث والتحليل موضوع صراع الحضارات وحوارها في الخطاب الفكري والسياسي الأمريكي المعاصر في إطار التصورات والطروحات التي انطلقت في المنظومة الثقافية الغربية في عقد التسعينات من القرن المنصرم. ولقد أعادت أحداث الحادي عشر من سبتمبر تسليط الضوء على الإشكالية القائمة بين الصراع الذي أصبح من سمات المركزية الغربية يتلاقفه ساسة النظام الدولي الجديد لبناء مداخل ومخارج هذه الصراع، مقابل الحوار والتعايش الذي له شروطه وعناصره الأساسية، الذي تدعو إليه الحضارات بالأساس في إطار حوار بناء لا يفرض الصراع مع الآخر.
ففي مقاربتها لدعوة صراع الحضارات، وبعد أن وقفت على التحديات المختلفة لمفهومي الحضارة والثقافة ودلالاتهما الاصطلاحية، أوضحت الدراسة جوهر المركزية الغربية وملامح العقل الغربي الذي أنتج خطابا محكوما بقيم ومعايير محددة تقيم الآخرين من خلال الذات الغربية، مستعرضة في هذا الإطار آراء مفكرين اجتهدوا في تحليل تلك المركزية ومن بينهم محمد عابد الجابري، وعبد الله إبراهيم، و عمر كوش، وجمال محمد باروت وغيرهم.
كما أفردت الدراسة فصلا طرحت فيه الرؤية التفسيرية للتاريخ عند المفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما، حيث قدمت قراءتها الخاصة لما صدر عنه من منطلقات فكرية وخلفيات ثقافية ومحددات منهجية، مفككة مقولاتها وافتراضاتها والأسس التي استندت عليها، وكاشفة الطبيعة الأيديولوجية لتلك الرؤية التي وصمها الكثيرون بالاستعلائية.
إلى جانب ذلك، ركزت الدراسة على شرح وتفسير منطلقات المفكر الأمريكي صموئيل هنتغتون في فرضيته صراع الحضارات، الذي رسم خلالها ملامح عالم تتحول فيه الثقافة إلى مصدر أساسي للصراع والاحتراب، يكون فيه النزاع بين الحضارات أحدث مرحلة في تطور النزاعات، ويكون الصدع الثقافي أيضا بؤرة دائمة الالتهاب والفوران، مشيرة إلى أن إطلاق الصراع الثقافي الحضاري ما هو إلا مشروع أوسع للهيمنة الإستراتيجية تفرضها هذه القوة أو تلك من القوى الدولية بحكم الرهان التاريخي والظروف الدولية وسياستها القائمة.
وقد قدمت الدراسة قراءة نقدية جادة لهاتين النظريتين مستدلة بآراء نخبة من المفكرين العالميين من مختلف الاتجاهات، مبرزة ما قد يترتب على تبني الساسة وصناع القرار لهما من مخاطر على السلم والوئام الدوليين لإقصائهما مبدأ الحوار وقانون التفاعل الحضاري الخلاق والمثري. ومن جهة أخرى تناولت الدراسة مغزى المفردات الجديدة في الخطاب السياسي الأمريكي الذي أورده الرئيس الأمريكي في خطابه عن حالة الاتحاد، وما تعبر عنه من توجه جديد في النظرة الأمريكية للعالم وللمنطقة العربية وللعالم الإسلامي، مبرزة أن هذا الخطاب قد واجه انتقادات من بعض أركان الإدارة الأمريكية السابقة، ومن جهة الأوربيين الذين وجدوا فيه نبرة جديدة، ومن روسيا والصين حيث اعتبراه رغبة في التفرد في تحديد الأجندة الدولية على حساب مصالح قوى كبرى، ويكرس هيمنة قوة واحدة لا مستقبل لها.
وفي سبيل توضيحها لملامح الصراع الفكري المحتدم داخل المجتمع الأمريكي حول شرعية وعدالة حرب الإرهاب الأمريكي والسياسة التي يقودها الرئيس الأمريكي، تقدم الدراسة قراءة مفصلة لطبيعة التصورات والأفكار والمواضيع التي حملها بياني المثقفين الأمريكيين اللذين وجها إلى العالم وحمل كل منهما تصورا مختلفا للآخر، من حيث المؤيد لحرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب باعتبارها « الحرب العادلة»، والمعارض لها والمفند لكل الأسس التي قامت عليها السياسة الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر.
وفي السياق ذاته أوردت الدراسة الخطاب الذي وجهه مثقفو العالم إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورسالة مثقفين سعوديين، وما دعوا إليه من أن الحوار خطوة نبيلة لإعادة طرح الأسس الأخلاقية والتداول حولها، من أجل علاقات أكثر عدلا وإنصافا بين الأمم والشعوب في ضوء الشرعية الدولية ومبادئ العدالة، واعتبرا أن قضية فلسطين هي القضية المركزية التي هي أساس عدم الاستقرار والأمن ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما على مستوى العالم كله، وهو ما رأت فيه الدراسة بيان الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرض وطنه طبقا للقرارات الأممية وإنهاء الاحتلال.
وبعد تطرقها إلى الدور البارز الذي لعبه الكتاب والصحفيون الصهاينة أو المتصهينون في التأثير على الرأي العام الأمريكي والغربي بصورة عامة لصالح إسرائيل ومعاداة العرب والمسلمين بعد الأحداث، حللت الدراسة مكونات العقل الأمريكي الذي بدأ ينسج وعيه الحضاري من تداعيات الحادي عشر من سبتمبر، الأمر الذي جعله يتماهى، كما تقول الدراسة، مع الحركة الصهيونية أكثر الاصوليات غلوا وهمجية وعدائية ضد العرب والمسلمين، والتي أضحت المحرك الأساس لهذا العقل الأمريكي.
وقبل أن تنطلق في تحديد المسارات المؤدية نحو حوار حضاري يعترف بالآخر، تذهب الدراسة إلى تسليط الضوء حول المقصود بالحوار، ومع أي حضارة يتم، وما هي مجالات وشروط الحوار وأسسه الفلسفية. وفي سبيل نفيها لمنظور صراع الحضارات الذي شاع بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أكدت الدراسة أن معظم الحروب والنزاعات التي اندلعت منذ أكثر من خمسة قرون، هي حروب اندلعت وتطورت في حضن جماعات وحضارة واحدة تستند إلى مرجعيات دينية وفكرية وسياسية واحدة، الأمر الذي يقوض من الأساس بأن الاختلافات الثقافية هي مصدر النزاعات، مضيفة أن الصراع كان وسيبقى صراعا حول قضايا سياسية واقتصادية ملموسة، وليس على أساس حضاري واختلاف خطوط الصراع بينهما.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved