الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 22nd November,2004 العدد : 84

الأثنين 9 ,شوال 1425

20 عاماً على تأسيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية «22»
التصور الإسلامي يختلف من ثقافة لأخرى ونظريات الأدب لا بد أن تشير للآخر الغربي
* عبدالله السمطي:
5 أن تنتمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية، فإنك لحظتئذ ملتزم بهذا المفهوم الفضفاض جداً، الذي يخرج عن كونه مفهوماً جامعاً مانعاً، والذي يتمثل في: (التعبير الجميل عن الكون والحياة والإنسان وفق التصور الإسلامي). إن هذا هو المبدأ الأول لدى الرابطة، وهو شرط أساسي للدخول إلى امبراطوريتها. بلى إنه شرط جوهري، لكنه لا يخص الرابطة وحدها إنه يخص ثقافتنا الإسلامية كلها.
إن التعبير هنا يشير إلى كيفية خاصة في التعامل مع اللغة، أن أعبر أن أكتب بطريقة مختلفة، وبالتالي فأنا أعبر وفق شروط لغة معينة بالعربية أو الفارسية أو التركية أو الأردنية أو حتى الإنجليزية وألتزم بمعايير هذه اللغة أو تلك ضمن ثقافتي الخاصة، وبالتالي تصبح لغتي هي هويتي بمعنى من المعاني وهنا تصبح اللغة العربية مثلها مثل أية لغة للتعبير، فإذا كان هذا التعبير (جميلا) فإنه يتطلب آليات استاطيقية معينة حتى يبدو جميلاً، وهنا يحدث نوع من الانحراف الدلالي عن مستويات التعبير المألوفة. هذا الانحراف يختلف من لغة لأخرى، ويتراوح بين ما هو (جميل) بالفعل، وبين ما هو (قبيح) وهنا تختلف مستويات الرؤية بين اللغات، فيما هو (جميل) في لغة، قد يكون (قبيحا) في لغة أخرى، وبالعكس. فكيف يتحقق شرط (التعبير الجميل) ها هنا؟ دون نظر إلى ما هو (قبيح)؟ ثم ما هو تعريف (الجميل)؟ هل نعرفه على المستوى الشرعي هنا، وبالتالي نقف على وجهة أحادية منه أم نعرفه على المستويات الدلالية والرمزية والفنية والفلسفية والفكرية والمذهبية؟ وبالتالي ينتفي شرط رابطة الأدب الإسلامي العالمية!!
أما النظر إلى (الكون والحياة والإنسان) فهو يختلف من ثقافة إلى أخرى، ومن تصور إلى آخر تبعاً للبيئة والتاريخ والجغرافيا والتطور الحضاري للأمم، كما ذكرت في الحلقة الماضية، وهي اختلافات في الجوهر لأنها ترتبط بشكل أو بآخر بما هو (مطلق). والحديث عن المطلق يستدعي الحديث عن المخيلة، والأسطورة، والإدراك الإنساني، وماهية الوجود الفلسفية والمعرفية بوجه عام، وهي كلها شروط جوهرية لقراءة (الكون والحياة والإنسان)، وهو ما يتفق مع بقية مفهوم الرابطة إذا عد مفهوماً منهجياً الذي يقول (وفق التصور الإسلامي). فالتصور الإسلامي لا يقف عند حد، فكل أبناء الإسلام يبدعون وينتجون وفق هذا التصور كما ذكرت في حلقة الأسبوع الماضي وبالتالي نرى أن حسان بن ثابت،
وأناشيد وعظات تصلح للطفل وهو المجال الذي نجحت فيه الرابطة باقتدار في الجانب القيمي والأخلاقي وعلى مستوى النقد الأدبي، انهمك نقاد رابطة الأدب الإسلامي في الكتابة في ثلاثة مجالات:
الأول: تبيان مفهوم (الأدب الإسلامي) والتنظير له، وتحديد إشكالياته، وتقريب وجهات النظر حول هذا المصطلح.
الثاني: القراءات النقدية التطبيقية لأبرز رموز هذا الأدب كنجيب الكيلاني، وبهاء الدين الأميري.
الثالث: الذود عن تيار (الأدب الإسلامي) وعن الرابطة بمهاجمة التيارات الأخرى الوافدة، المنحرفة، الحداثية، العلمانية، المارقة!!
ومن أبرز العناوين النقدية التي قدمت في هذه المجالات:
عدنان النحوي: الحداثة في منظور إيماني.
محمد إقبال عروي: جمالية الأدب الإسلامي.
الظاهر محمد علي: الملامح العامة لنظرية الأدب الإسلامي.
محمد حسن بريغش: في الأدب الإسلامي المعاصر.
نجيب الكيلاني: آفاق الأدب الإسلامي.
محمد بن سعد بن حسين: الالتزام الإسلامي في الأدب.
سعد أبو الرضا: الأدب الإسلامي.. قضية وبناء.
عماد الدين خليل: في النقد الإسلامي المعاصر.
عبدالباسط بدر الدين: مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي.
وغيرها من العناوين الكثيرة التي تتجاوز مجال التنظير إلى مهاجمة التيارات الأخرى مثل:
حسن الهويمل: الحداثة بين التعمير والتدمير.
عدنان النحوي: النقد الأدبي المعاصر بين الهدم والبناء، الحداثة في منظور إيماني، تقويم نظرية الحداثة.
علي التمني: في خيمة النص.
سعيد الغامدي: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها.
وغيرها من المؤلفات التي تهاجم بضراوة بدلاً من أن تحاور وتتأمل وتتساءل لكي يمكن التعرف على العناصر المميزة لتيار أو آخر، وكيف ينظر لي
إن (الآخر) ضرورة لوجود (الأنا).
إن التنظير للأدب الإسلامي اتخذ شكل (التكرار) ففي هذه العناوين السابقة نجد أن الأهداف والأسس والمبادئ التي تتأسس عليها الرابطة هي نفسها التي يتأسس عليها المفهوم الأدبي، وهذا عنصر خلل، فالرابطة جهة تنظيمية إدارية تسعى للجذب والانتشار، جذب أكبر عدد ممكن من الأدباء، ونشر مبادئها في العالم
والفرزدق وجرير، وعمر بن أبي ربيعة، وأبا تمام، والمتنبي، وعمر الخيام، وأحمد شوقي، ونجيب محفوظ، والتوحيدي، والعشماوي، والأميري، والكيلاني، وحسن الهويمل، وعبدالقدوس أبو صالح، وعماد الدين خليل وغيرهم كتبوا وأنتجوا وفق هذا التصور.
فالتصور الإسلامي ليس جامداً، وليس حكراً على فئة دون فئة، أو مذهب دون مذهب، أو طائفة دون طائفة.. إنه تصور إلهي يشمل كل ما يندرج تحت الثقافة الإسلامية، وهو تصور أعطى للتفكير والنظر العقلي مساحة شاسعة طالما أن ذلك يصب نهاية الأمر في عقيدة التوحيد.
من هنا ومن وجهة نظرية محضة نرى أن هذا المفهوم: (الأدب الإسلامي هو التعبير الجميل عن الكون والحياة والإنسان وفق التصور الإسلامي) مفهوم غير جامع مانع، وهو شرط الاصطلاح العلمي، ولا يؤدي غرضه على النحو الذي صيغ به، أو أريد من خلاله تمييز أدب الرابطة عن بقية الآداب والتيارات الأخرى.
6 كثيرة هي إصدارات ونشاطات رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وهذا أمر متوقع من رابطة تنتشر في بلدان العالم الإسلامي المختلفة، ولها مكاتب اقليمية في الهند ومصر والسودان وتركيا وباكستان والأردن والمغرب، والسعودية، وبنجلاديش وماليزيا، وتصدر الرابطة 7 مجلات فصلية هي:
الأدب الإسلامي، المشكاة، قافلة الأدب، قافلة الأدب الإسلامي، الحق، منار الشرق، الأدب الإسلامي ب(التركية)، وباللغات: العربية والأردية، والإنجليزية، والبنغالية. وقد أصدر مكتب البلاد العربية أكثر من 22 إصدارا منها: (نظرات في الأدب) لحسن الندوي، و(دليل مكتبة الأدب الإسلامي في العصر الحديث) لعبد الباسط بدر و(الواقعية الإسلامية في روايات نجيب الكيلاني) لحلمي القاعود، فضلاً عن الدواوين الشعرية، والقصص القصيرة وكتب المختارات.
كما تضم الرابطة عدداً هائلاً من الأديبات والأدباء والشعراء والنقاد والروائيين والقاصين وكتاب (أدب الأطفال وهي لذلك تمثل أكبر امبراطورية أدبية في الشرق الإسلامي، فلم يحدثنا التاريخ الأدبي أو الفكري، أو تحدثنا المدارس الأدبية بوجود مثل هذا العدد الوفير الذي تؤلف فيه معاجم وأدلة وببليوجرافيا مثل: (معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين) لأحمد الجدع الذي ضم طائفة كبيرة من الأدباء، حيث ضم المعجم شعراء وكتاباً ومناضلين ورجال دعوة، وكل من كتب بيتاً أو بيتين من الشعر في حياته عفو الخاطر وذكرنا ذلك بمعجم (البابطين) للشعراء المعاصرين الذي
جرابا وآخرين قد نجد بعض اللمعات الشعرية هنا أو هناك، لكن النموذج الشعري الغالب هو النموذج المتوسط الذي لا يدنو من جمالية الصورة الراقية ولا التخييل المتجاوز بل مجرد أناشيد وعظات تذكرنا بنماذج شعرية عند (أبي العتاهية) دون اعتبار لتحولات العصر ولا صوره الجديدة أو معجمه أو مفرداته اليومية، بل (سيوف ورماح وخيول وطبول، وأبواق) واستدعاءات تراثية من باب (أحلام اليقظة) كأن الشاعر آنئذ يعيش في الأزمنة الغابرة الأولى لا في زماننا الراهن.
ومما يضعف التوجه الشعري للرابطة فنياً، احتفاؤها بكل من كتب شعراً أو نظماً له صبغة وعظية كما لدى الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله أو الشيخ يوسف القرضاوي الذي يقول في نموذج شعري له:
مسلمون مسلمون مسلمون
حيث كان الحق والعدل نكون
نرتضي الموت ونأبى أن نهون
في سبيل الله ما أحلى المنون
من كتاب (أناشيد الدعوة الإسلامية) اختارها أحمد الجدع وحسني جرار، دار الفرقان، عمان، الأردن ط1 1982 ص27.
وكما لدى نجيب الكيلاني:
من النوم هبوا وفكوا القيود
ولا تفزعوا من خئون يسود
فنحن غداة الوغى كالأسود
نخط المصير بحد الحسام
(أناشيد الدعوة الإسلامية ص110)
إننا نؤمن تماماً بهذه المضامين، لكن الأداء الفني لها ضعيف جداً ولا يمكن أن تقول إن هذه الأبيات منظومة في القرن العشرين الميلادي أو القرن الخامس عشر الهجري، ولا يمكن أن ننسبها لشعريتنا العربية، وأن نسيء لها فنياً بهذا النظم، وقس على ذلك أغلب ما ينظم من شعر في هذا المجال، وهو إساءة بالغة لموروثنا الشعري، ولعبقرية اللغة العربية، لغة القرآن الكريم.
وبالنسبة للقصة والرواية لا نعثر على نماذج فنية راقية ربما في بعض أعمال نجيب الكيلاني، لكن النماذج التي يقدمها أغلب المنتمين للأدب الإسلامي ركيكة، ولا ترقى لمستوى الفن القصصي والروائي، لأن هذا الفن لا يبحث عن فضيلة قدر ما يبحث عن أحلام الإنسان وأشواقه، تجاربه ومآسيه ومن هنا فإنه يقدم الأصوات المتعددة، أو الرأي والرأي الآخر بأسلوب مبسط، فضلاً عن التطورات التقنية الهائلة التي يقدمها، وهو ما لا يمتلكه المنتمون للرابطة، ونموذج روايتي عبدالله العريني يشهد على ذلك.
أما نموذج أدب الأطفال، فهو يظل
تضمن 1645 شاعراً، ثلاثة أرباعهم من شعراء بريد القراء وربات وأرباب البيوت.
لقد أخذت الرابطة على عاتقها زيادة عدد أعضائها. ويشير مأمون جرار رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي بالأردن الى أن الأدب الإسلامي لم يوجد أديباً كبيراً حيث يقول في ندوة نشرت بمجلة أبيات في العدد 201 بقوله:
(بداية لا بد من الاعتراف بأن أدبنا الإسلامي اليوم يعاني تعثراً وعوائق في انتشاره محلياً في الساحات الأدبية العربية، بمعنى أننا لم نستطع أن نوجد (نزار قباني الإسلامي) المنتشر في بلادنا العربية، فمثلاً عمر بهاء الدين الأميري لم ينتشر مثلما انتشر نزار قباني، وكذلك الأديب (نجيب الكيلاني) لم ينتشر مثلما انتشر (نجيب محفوظ) كذلك يحتاج أدبنا إلى نقاد متابعين لإبرازه، وإلى إعلام إسلامي فاعل يأخذ بأيدي أدبائنا وينشر إنتاجهم ويعرف بهم، كما لا ننسى قضية الاحتراف، فمثلاً: ما الهوية الأدبية للفرزدق؟ ستجيبني: إنه شاعر، ونجيب محفوظ؟ روائي، وثالث ناقد، بمعنى أن كل واحد من هؤلاء أعطى للفن الذي لديه حقه من الاحتراف والإخلاص بينما اكثر أدبائنا الإسلاميين ليسوا محترفين لفن واحد، مما يشتت طاقاتهم، ولا يسمح بانتشارهم عالمياً).
إن سبب ذلك، فيما أتصور، هو وجود هذه الكثرة التي يمكن أن نباهي بها الأمم ضمن تيار أدبي، دون نظر أو اعتبار لقيمة الفن، فاختلط حابل التقنية الإبداعية بنابل (الرداءة) من وجهة الفن، وأصبحنا نقرأ قصائد وقصصاً وكتابات منسوخة ب(الفوتو كوبي) لجيوش من الكتاب والشعراء، هي أقرب للخطابة والعظة منها إلى الفن.
7 توزعت إصدارات المنتمين إلى رابطة الأدب الإسلامي العالمية بين عدة فنون:
أولاً: الشعر.
ثانياً: القصة والرواية.
ثالثاً: أدب الطفل.
رابعاً: النقد الأدبي.
بالنسبة للشعر، كان النموذج الهندي الباكستاني يتمثل في شعر (محمد إقبال)، وهو تبعاً للدراسات المكتوبة عنه شعر متميز على كل حال، لكنه في نموذجه العربي، هو شعر متوسط تماماً، وهو يندرج في باب النظم أكثر منه في باب الفن الشعري على عكس ما يرى الندوي ويغلب (المضمون) و(الأفكار) على أي بعد آخر، وهناك نماذج كثيرة جداً تتبع الطريقة نفسها كما لدى عمر بهاء الدين الأميري، أو محمد التهامي، أو عبدالرحمن العشماوي أو حبيب اللويحق وعيسى
جرابا وآخرين قد نجد بعض اللمعات الشعرية هنا أو هناك، لكن النموذج الشعري الغالب هو النموذج المتوسط الذي لا يدنو من جمالية الصورة الراقية ولا التخييل المتجاوز بل مجرد أناشيد وعظات تذكرنا بنماذج شعرية عند (أبي العتاهية) دون اعتبار لتحولات العصر ولا صوره الجديدة أو معجمه أو مفرداته اليومية، بل (سيوف ورماح وخيول وطبول، وأبواق) واستدعاءات تراثية من باب (أحلام اليقظة) كأن الشاعر آنئذ يعيش في الأزمنة الغابرة الأولى لا في زماننا الراهن. ومما يضعف التوجه الشعري للرابطة فنياً، احتفاؤها بكل من كتب شعراً أو نظماً له صبغة وعظية كما لدى الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله أو الشيخ يوسف القرضاوي الذي يقول في نموذج شعري له: مسلمون مسلمون مسلمون حيث كان الحق والعدل نكون نرتضي الموت ونأبى أن نهون في سبيل الله ما أحلى المنون من كتاب (أناشيد الدعوة الإسلامية) اختارها أحمد الجدع وحسني جرار، دار الفرقان، عمان، الأردن ط1 1982 ص27. وكما لدى نجيب الكيلاني: من النوم هبوا وفكوا القيود ولا تفزعوا من خئون يسود فنحن غداة الوغى كالأسود نخط المصير بحد الحسام (أناشيد الدعوة الإسلامية ص110) إننا نؤمن تماماً بهذه المضامين، لكن الأداء الفني لها ضعيف جداً ولا يمكن أن تقول إن هذه الأبيات منظومة في القرن العشرين الميلادي أو القرن الخامس عشر الهجري، ولا يمكن أن ننسبها لشعريتنا العربية، وأن نسيء لها فنياً بهذا النظم، وقس على ذلك أغلب ما ينظم من شعر في هذا المجال، وهو إساءة بالغة لموروثنا الشعري، ولعبقرية اللغة العربية، لغة القرآن الكريم. وبالنسبة للقصة والرواية لا نعثر على نماذج فنية راقية ربما في بعض أعمال نجيب الكيلاني، لكن النماذج التي يقدمها أغلب المنتمين للأدب الإسلامي ركيكة، ولا ترقى لمستوى الفن القصصي والروائي، لأن هذا الفن لا يبحث عن فضيلة قدر ما يبحث عن أحلام الإنسان وأشواقه، تجاربه ومآسيه ومن هنا فإنه يقدم الأصوات المتعددة، أو الرأي والرأي الآخر بأسلوب مبسط، فضلاً عن التطورات التقنية الهائلة التي يقدمها، وهو ما لا يمتلكه المنتمون للرابطة، ونموذج روايتي عبدالله العريني يشهد على ذلك. أما نموذج أدب الأطفال، فهو يظل
ضمن إطاره الطفولي يقدم حكايات وأناشيد وعظات تصلح للطفل وهو المجال الذي نجحت فيه الرابطة باقتدار في الجانب القيمي والأخلاقي وعلى مستوى النقد الأدبي، انهمك نقاد رابطة الأدب الإسلامي في الكتابة في ثلاثة مجالات: الأول: تبيان مفهوم (الأدب الإسلامي) والتنظير له، وتحديد إشكالياته، وتقريب وجهات النظر حول هذا المصطلح. الثاني: القراءات النقدية التطبيقية لأبرز رموز هذا الأدب كنجيب الكيلاني، وبهاء الدين الأميري. الثالث: الذود عن تيار (الأدب الإسلامي) وعن الرابطة بمهاجمة التيارات الأخرى الوافدة، المنحرفة، الحداثية، العلمانية، المارقة!! ومن أبرز العناوين النقدية التي قدمت في هذه المجالات: عدنان النحوي: الحداثة في منظور إيماني. محمد إقبال عروي: جمالية الأدب الإسلامي. الظاهر محمد علي: الملامح العامة لنظرية الأدب الإسلامي. محمد حسن بريغش: في الأدب الإسلامي المعاصر. نجيب الكيلاني: آفاق الأدب الإسلامي. محمد بن سعد بن حسين: الالتزام الإسلامي في الأدب. سعد أبو الرضا: الأدب الإسلامي.. قضية وبناء. عماد الدين خليل: في النقد الإسلامي المعاصر. عبدالباسط بدر الدين: مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي. وغيرها من العناوين الكثيرة التي تتجاوز مجال التنظير إلى مهاجمة التيارات الأخرى مثل: حسن الهويمل: الحداثة بين التعمير والتدمير. عدنان النحوي: النقد الأدبي المعاصر بين الهدم والبناء، الحداثة في منظور إيماني، تقويم نظرية الحداثة. علي التمني: في خيمة النص. سعيد الغامدي: الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها. وغيرها من المؤلفات التي تهاجم بضراوة بدلاً من أن تحاور وتتأمل وتتساءل لكي يمكن التعرف على العناصر المميزة لتيار أو آخر، وكيف ينظر لي إن (الآخر) ضرورة لوجود (الأنا). إن التنظير للأدب الإسلامي اتخذ شكل (التكرار) ففي هذه العناوين السابقة نجد أن الأهداف والأسس والمبادئ التي تتأسس عليها الرابطة هي نفسها التي يتأسس عليها المفهوم الأدبي، وهذا عنصر خلل، فالرابطة جهة تنظيمية إدارية تسعى للجذب والانتشار، جذب أكبر عدد ممكن من الأدباء، ونشر مبادئها في العالم
الإسلامي.
وهي أمور قد تكون ثابتة تبعاً لتحولات العصر، أما المفهوم الأدبي فيحتاج إلى التطوير الدائم والمتابعة، لأن الأدب ليس عنصراً جامداً بل هو عنصر متحول، تجريبي، يرتبط بالإبداع الإسكاني الذي هو نتاج ثقافة متغيرة تحكمها آلية العصر، فرؤية الأديب للعالم مثلاً منذ 50 عاماً ليست هي رؤية أديب اليوم اختلفت الذائقة والتقنية، وتغيرت الحواس، حواس المبدع وحواس المتلقي أيضاً.
أما أن تتكرر مقولة عامة مثل (التعبير الجميل عن الكون والإنسان والحياة وفق التصور الإسلامي) فهو تكرار يفقد (المنظر) خصوصيته التنظيرية النقدية، ويصبح مجرد مقلد لا مجتهد.
8 إن هذه العناوين الكثيرة في التنظيرة وفي مهاجمة التيارات الأدبية الأخرى تعني فيما تعني أن الفكرة غير صائبة لأن التنظيرة مستنسخ، والهجوم غير مبرر منهجياً.
كيف يمكن لي أن أنظر وفق الذائقة لا وفق العمل الإبداعي المنتج؟ كيف يمكن أن يسبق التنظير الإبداع؟
أليست هذه نقطة منهجية جديرة بالتساؤل؟
ثم كيف أنظر دون امتلاك الآليات العلمية لشروط التنظير وهي آليات يحكمها المنهج العلمي بكل أسمائه وأوطانه العربية أو الغربية؟
لنصغِ لهذا التنظير من عدنان النحوي في كتابه (الشعر المتفلت بين النثر والتفعيلة وخطره) يقول: (أؤمن بأن الشعر العربي الحقيقي الأصيل هو الشعر الذي يقوم على الوزن والقافية.. أما الشعر المتفلت نثراً أو بالتفعيلة فليس بشعر ولا نسب له مع الشعر، وهو هابط في معظمه معنى ولغة وبناء، وما حسن منه وهو قليل فإنه يدخل الأدب من باب النثر فقط، وفي النثر العربي ما هو أرقى منه جمالاً ومعنى وبناء، بما يغنينا عن هذا الانحراف. والشعر المتفلت بالتفعيلة أشد خطراً على اللغة العربية من المتفلت بالنثر، وكلاهما خطر شديد، ومؤامرة على اللغة العربية)
(دار النحوي للنشر 2ط 1 1422هـ 2001م ص13).
فهل هذه لغة تنظيرية نقدية، وهل قرأ الدكتور عدنان النحوي الذي ألف أكثر من (60) كتاباً في كل دواوين شعر التفعيلة وقصيدة النثر حتى يصل لهذا الحكم.
إن الذهنية الغالية على نقاد رابطة الأدب الإسلامي هي ذهنية (النصح) و(التوجيه) وقد قدم عدنان النحوي في كتابه (النقد الأدبي المعاصر بين الهدم والبناء دار النحوي للنشر، الرياض 1416هـ 1995م).
نظرية بديلة لكل نظريات الأدب والفن قديمة وحديثة من (محاكاة) أرسطو حتى (تفكيك) ديريدا هي نظرية (النصح الأدبي) حيث ينصح الناقد أخاه الأديب أو الشاعر لعمل الخير وكتابة شعر (خير) ورواية (فاضلة) وقصة قصيرة (طاهرة).
كما تسيطر على هذه الذهنية فكرة (إلغاء) الآخر ونفيه بدلاً من التحاور معه، وفكرة (التكفير) و(الهجوم الضاري) وهذه أمور لا تجدي في مجال الأدب والفن.
فهل هذه الأفكار نابعة من كون أن منظري الأدب والرابطة الأوائل هم من الدعاة وليسوا من الأدباء؟
خلاصة الأمر:
إن مفهوم الأدب الإسلامي غير
منهجي، وإن حمل مضامين طيبة، لكنه بعيد عن الفن والكتابة المتطورة، وعاجز عن أن يتمثل قيم العصر والمجتمعات وتحولاتها. وما يقدمه من مضامين هي مضامين عامة يشترك فيها جميع الناس لا الأدباء فحسب في عالمنا الإسلامي وحتى اليوم بعد مرور 20 عاماً على تأسيس الرابطة فإن ما قدمه أدباؤها لا يمكن طمره، فهو له قراؤه ومتابعوه لكن من الوجهة الفنية البحتة يمكن أن يدرج في باب أدب الطفل أو ثقافة الطفل لأنه يحمل قيم الحماسة وأناشيد الأمل والتغني بالماضي الجميل.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved