الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 22nd November,2004 العدد : 84

الأثنين 9 ,شوال 1425

قصة قصيرة
استدارة نصفها مثلث!
جار الله العميم
(1)
كما لو أنهُ: لا!
يستدير لالتقاط حرفين وقعا، رغماً عن نعم!
بال في وال لماذا وال متى، يكتبها بمنجنيقٍ مهيب، من البحر إلى البحر، يتوسَّد كل ما هنالك حتى لا يجف!
يُخبرها عن لولب الطين، عن حبَّات الجدب بأفواه السرياليين!
(2)
كما لو أنهُ: أنَّ!
يتوازى عند منتصف أرجوحة، يقف عالياً ويلوِّح للأهوئه، تستقبله تلك التي لم تُرَ بعينيه المجردتين، يُغمض صوته كالعادة ويدمع فمه!
(3)
كما لو أنهُ: كما!
يحتضن أسارير حزنه إلى السماءِ بغطرسة، يتهادى خوفاً من أن تمد الغيمة مطرها، ومع هذا كما لو أنهُ كما!
(4)
كما لو أنهُ: حتى!
ينفث أول الخيارات التي أتت به إلى خيارٍ وحيد، يستنجد بالمستحيل ويصرخ بالقاع، يلمّ كل من له علاقة بالظلام، يسألهم عن أول وثان وثالث من قطع شوطاً في سبيل التعرية، يجيبهُ شيءٌ من خامس لم يزل!
(5)
كما لو أنهُ: هي!
تستبيح وتصلي للركن الأخير، ثم تعود مجدداً وترفع قلبها!
يختبئ بالشرايين، يضخ بالدم، يبدأ بالكريات البيضاء، تستوطنه، الحمراء، يبني بالهيموجلوبين، يهدم بالجلد، ينفخ بالرمش، يتجوَّل حتى
يتجوَّل حتى يخرج، وتغيب!
(6)
كما لو أنهُ: فاصلة!
ينغمس إلى أرض ضيقة، دروبها تتسع على من معه، يتفقون على الأثل والكين، يجمعون الحصى إلى السماء، كبيرة، متوسطة، أكبر، يرمون بصوتٍ واحد، ترتفع أكثر، يختبئون تحت كل كينة معلقة، ينتظرون أن تقول الجاذبية شيئاً، لم تقل وسقط الحصى!!
(7)
كما لو أنهُ: نون وما يعلمون!
أذكر أني قتلتها، في المساء الحالك بالأزيز، أذكر تلك الذبابة!
(8)
كما لو أنهُ: لمَّا!
أووووه، مستفزاً ويأكل من ورق النعناع!
تكون بجانبه من يديها المغروستين بالرمل، تحفر له القصائد وتدفن الخاتمة، تفل شعرها رطباً كطعم الشاي، يرمقها برائحة حبرٍ متجمد، تأتي إليه ملسونة الشهوة، يعبر بها صهاريج الفالين، تُخرج يديها من الرمل ويكتبها!!
(9)
كما لو أنهُ: نقطة!
يأتون إليه من بابه الخشبي، حدادين!
تتكسَّر أياديهم وهناً على وهن، تتشابك الأصابع ويتحدون، يطرقون بيدٍ من حديد، لا يسمعهم، كونهُ لا يعرف أحداً بهذا الاسم!!
(10)
كما لو أنهُ: بين قوسين!
تحتُ،
بأكثر من غيمةٍ يقفز على الماء، بالرمل الذي حُثَّ فوق رأسه، بجانب دفترٍ كبير، كان أصغر من بقعة ماء تدور عبثاً، يلتمس العذر الأول بصوت منخفض، يقف بطولهِ العريض حول الحيِّز، يشم الغبار والأتربة، يتذكَّر أن هناك صدى لا يعطس، يناديها ويعطس إعصار!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved