الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 22nd November,2004 العدد : 84

الأثنين 9 ,شوال 1425

مطالعات
نوف الحزامي تصف (النائمون تحت الرماد): في القصة الأولى خطاب استلهامي لحالات عامة
عبدالحفيظ الشمري

إشارة:
* النائمون تحت الرماد (مجموعة قصصية)
* نوف عبد اللطيف الحزامي
*الرياض (ط1) 1424هـ.
***
(النائمون تحت الرماد) مجموعة قصصية جديدة صدرت للكاتبة نوف الحزامي، اشتملت على عدد من النصوص السردية، حيث جاءت القصة الأولى حاملة لعنوان المجموعة كاملة.
في القصة الأولى (النائمون تحت الرماد) استبطنت الكاتبة قماشة التاريخ لتنسج فيها رسماً كاريكاتورياً مؤلماً لثلاثة قادة عظام يسجلهم التاريخ بكل بهاء وقوة، هم.. موسى بن نصير، وصلاح الدين الأيوبي، وقتيبة الباهلي وقائد آخر يظنه (الراوي/ البطل) الشهيد عبدالرحمن الغافقي، ومشهدهم العام هو صحراء نائية حوت حلم هذا الراوي الذي أثخنته حراب البرد والفقد والغربة ليحاول في هذا (المشهد) الحلمي أن يزف لنا بوجه اللاعج.. فمحمود أفسد سهرة رفاقه في أعماق الصحراء حينما عاوده الحلم القديم جداً، لكن هذا الحلم السردي جاء على هيئة نفض لغبار الماضي عن لوحة مشرقة في حياتنا لأن الأحداث اتكأت على مخزون الماضي والزمان محنط بإتقان أما المكان فهو دهليز طويل بين الصحراء وبين غرناطة والصين وبلاد أخرى.. وحده حمود هو الذي التقط لنا هذه المشاهد الصحراوية من خلال عدسة حلمه لحظة الإغفاء.
القصص بين الهمين العام والخاص
في القصص التالية تحاول الكاتبة نوف الحزامي مد جسور التواصل بين الهم العام والهم الخاص، إذ تجد في الأول فرصة أكبر للتأمل فيما يبقى الأخير هاجساً مقلقاً تجهد الكاتبة في جعله حالة سردية ممكنة التواصل، كما في قصة (قدح من الشاي)، حيث جاءت على هيئة لوحة بانورامية تتوارد فيها خواطر الإنسان البسيط لتلتقي مع الآخر عبر اشتعالات الذات، لكن القصة تتداعى باستحضار وجوه كثيرة لا تجد بينهما رابط سوى بعض الحكايات لتصبح مجرد لوحات حكائية تغيب فيها روح السرد الفني الذي يعتمد على الإيجاز وحصر الحدث في نقطة معينة يمكن للقارئ أن يتواصل معها.
القصة عرض موسع لحكاية الإنسان
في قصة (الحذاء) تحاول الكاتبة نوف أن تسكت جميع الأصوات عدا صوت (الراوي) الذي يحوّل كل ما حوله إلى مجرد قطع صامتة، في وقت تسعى فيه إلى بناء لوحة كبيرة من الصور التي ترد على مخيلتها فبين ركوبها السيارة وبحثها عن الصديقات وعرضها لمشكلة السيارة وزيادة وزن (مها)، وعلاقتها بأبيها.. بل تحولت إلى عرض موسع عن
أخبار النساء ( هلا والله بأم سعد.. شاخبارك..؟) وعلى هذا المنوال تسير النصوص في بقية المجموعة. إلا أن ما يلفت الانتباه ويشد القارئ هي البدايات القوية كما في قصة (في المرة القادمة) لكن سرعان ما تطول ديباجة القص لتتحول إلى عرض غير موجز للأخبار العامة وهذا ما يجعل القصة تتحول عن تكنيكها المناسب إلى ما يشبه سرد الحكاية بشكل مباشر.
يبقى أن نشير إلى أن الكاتبة نوف استطاعت أن تسجل ومن خلال اللغة البسيطة حضور الحكاية الإنسانية العامة وتستلهم من قصص الإنسان رؤية سردية مميزة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved