الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 22nd November,2004 العدد : 84

الأثنين 9 ,شوال 1425

(لا تسألوني من يكون)
شعر / د.عبدالعزيز محيي الدين خوجة
هل تذكرين الأمس حين سألتني بين التدللِ والظنونْ
من ذا أكونْ؟
لكنه بين السؤالِ وردِّهِ عزفَ الهوى أحلى لحونْ
ورشفتِ خمرَ صبابتي
وشربتها حتى الثمالهْ
لكنّه لم يبقَ من
ليل الهوى إلا ظلالهْ
وجذبتني حتى ارتقينا فوقَ صهْواتِ الجنونْ
وضحكتِ كالطفلِ المُدلل كالملكْ
لا اسم لي لا اسم لكْ
لا تسأليني منْ أكونْ
وهتفتُ ميلادي على هدبيكِ يا أحلى عيونْ
لم يبقَ لي ماضٍ فأذكره ولا بيتاً على هذا الفلكْ
اليوم اسمي عاشقٌ هذا الفتونْ
بيتي هنا في أضلعكْ
أحيا فأسكنُه ووحْدكْ أذكرَكْ
الفلكُ لي والبحرُ لكْ
والشّطُّ لا شطُّ أراه فأهجرَكْ
وهمستُ من ولهٍ على بدرٍ حنونْ
سبحانَ مَنْ قد أبدعكْ
وأخذتِني لم أدرِ أن الحبَّ يُفقِدني الإرادهْ
لم أدرِ أن الحبَّ لي أضحى عيادهْ
***
هل تذكرين الأمس حين سلبتي بين الزّحامْ
لم أدرِ بالدنيا وما فيها ولم نعرِ الأنامْ
وأذبتني حتى الفناءْ
لا أنتِ أنتِ ولا أنا، صرنا ارتقاءً وانتشاءْ
الله يا أحلى النساءْ
قولي لهم إنَّ الهوى أحلى فضاءْ
إنّا رضينا بالقضاءِ وبالقدرْ
قولي لهم إنا زرعنا الحبَّ أوجدنا الربيعَ بلا مطرْ
قولي لهم إنّا رسمنا الكونَ الواناً وجاوزنا السُّترْ
قولي لهم إنّا أذبنا الصخر أنهاراً وفجرْنا الحجرْ
***
يا أيها العشّاقْ، لا قبلي ولا بعدي ولا مثلي عشقْ
إني أنا المفتونُ والمجذوبُ في أحلى حبيبٍ قد خُلِقْ
لا تسألوني منْ يكون
هذا الغرامُ العاصفهْ
جرفَ الرّكامَ بداخلي ثم استراحْ
أزِفَتْ بقلبي الآزفهْ
لما رأيتُ بأنه عَشِقَ الجراحْ
لم أشكُ من سهدٍ ولا عزّ يُباحْ
***
هل تذكرين الأمس حين توسلتْ
عينان من فرط الجوى
بين التولّهِ والذهولْ
لما دوى صوت النوى
وكأنه صوت الردى
حان الرحيلْ
حان الرحيلْ
وسمعت صوتك كالغريقْ
نادى لينقذه غريقْ
هل نبتعدْ؟
وبُهِتُّ من هَوْلِ السؤالْ
ورأيتُ أنَّ الكونَ طيرٌ يرتعدْ
ومضى يبعثرنا الطريقْ
وتعثرتْ قدمي على دربِ الشجونْ
وعرفتُ أني لا محالة سائرٌ نحو المنونْ
ولمحتُ أسرابَ المحالْ
في الأُفقِ تصرخُ بالمآل
لا بدَّ يوماً نبتعدْ
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved