الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 22nd December,2003 العدد : 40

الأثنين 28 ,شوال 1424

العثيمين شاعرٌ ملء أردانه شميم عراء
حمد بن عبدالله القاضي

أجد في الشعر الجميل فضاء أخاذاً، ينقلني من رتابة الحياة إلى عوالم جميلة زاهية حيث أحلق عبر سماته إلى دنيا يوشيها ورد الحرف، ورفيف الأهداب..!
وقبل بضع ليالٍ عشت مع (ديوان لطيف) للشاعر الدكتور: عبدالله الصالح العثيمين، وقد أصدرته دار العلوم في الرياض.
لقد ضم الديوان على صغر حجمه عدداً من القصائد الجميلة ذات المضمون الوطني والاجتماعي في أغلبها إلا أن الشاعر المحلِّق يخلق من الشأن العادي إبداعاً ويضفي على قوافي الكلمات قبائل من سحر الكلمة وشفافية الحرف..!
لقد رحلت عبر الديوان إلى دمشق الفيحاء، وشممت خزامى نجد، وتأرجت بروحانية مكة، وسافرت عيناي إلى رباط المغرب العربي.
لقد كانت أول قصيدة شَدَّتني تلك القصيدة التي عنوانها (دمشق) والتي ألقاها بمناسبة أسبوع الجامعات السعودية في الشام، ومنها هذه الأبيات:
«في مهجتي لربوع الشام تحنان
صانت حميّاه أزمانٌ وأزمان
أتيت أحمله حرفاً تسطّره
مشاعرٌ وأحاسيسٌ ووجدان
وللهوى في عيون العاشقين رؤى
هي البيان إذا ما عزّ تبيان
وجئت يحملني عبر المدى قَبَسٌ
معطّرٌ بالشذا الفوّاح فتّان
على جناحين ميمونين حفهما
من مهبط الوحي والتنزيل إيمان
ومن عشيّات نجدٍ مستطاب صَبا
ريّاه شيحٌ وقيصومٌ وريحان»
** ثم توقفت عند قصيدة أخرى جميلة تحمل اعتذاراً لطيفاً لحضور إحدى أمسيات الأمير الشاعر: خالد الفيصل يقول فيها مقدماً الاعتذار بسبب ما يراه أمامه من سيوف الناقدين وأهداب مخضوبات البنان والجبين:
«أملي في الحضور أن يعذروني
إن أتى قاصراً أداء لحوني
رهبة الموقف الجليل أضاعت
ما تبقي من عزمي المظنون
«الأساطين» من ذوي النقد حولي
«والمواضي» من أعين الغيد دوني
قُدرتي في الكلام كيف توفِّي
وصف من طاوعته شوس الفنون
«والمعاناة».. أيّ أمرٍ تراها؟
صرخة الوجد أم ضرام السكون؟
هل «تمون» العيون؟ خير جوابٍ
عند قلبِ المولَّه.. المفتون»
وآخر القصائد التي أنخت بركاب ذوقي عندها قصيدة تحمل عبق الوفاء والاحتفاء برجل يستحق الوفاء. هذه القصيدة وجهها إلى معالي أ.عبدالله العلي النعيم بمناسبة تكريمه وجاء فيها:
«رام العلا يافعاً واستصحبَ العَمَلا
فنال بالجدِّ والتصميمِ ما أمَلا
ومن تسامت إلى العلياء همَّتُه
أيرتضي بسوى أفيائها بدلا؟
مسدَّد الرأي لا نقصٌ يساوره
ولا يرى في أرباب النُهى خَطَلا
كم مرفقٍ شلَّه مَيلٌ فطوَّعه
حتى استقام بسيفِ الحزمِ واعتدلا
هلالُ ما شاد في «الفيحاء» مطلعُه
وفي «الأمانةٍ» بدرُ المنجزِ اكتملا»
بودي أن أسترسل وأقدم نماذج أكثر، وحسبي (أن الربيع ببعض العطر يختصر) كما قال الراحل عمر أبو ريشة..!
عبدالله العثيمين شاعر «ملء أردانه شميم عرار» كما قال وملء قيثارة قلبه قوافٍ راقصة كما أقول.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved