لحظة الارتطام هدى بنت فهد المعجل
|
لا مناص من تهشيم النافذة طالما أن الضباب بالتصاقه الحميمي بها، لا يهيئ لي امكانية رؤيته بوضوح
كنت قد أعددت لذلك عدتي، مطرقة، ومسمار، وكيس بلاستيكي لجمع الشظايا المتناثرة به.
أعلم أن هناك خلافاً ما بين كيس البلاستيك، والشظايا، لدرجة أن الشظية إذا استشاط غضبها قد تمزق كيان الكيس، وتفر من أسره متساقطة أرضاً.. وأخشى لحظتها أن تدمي قدمي.
لا يهم، فأنا مصرة على ما هيأت نفسي له:
استقبلت النافذة بوجهي، المطرقة بيدٍ، والمسمار باليد الأخرى.
«ترى من أين أبدأ؟»
هكذا حدثت نفسي.
* من المنتصف، فأحدث فجوة تمكنني من رؤيته ملياً، أم من جانبيها فيتساقط جزء منها، ويتشبث الجزء الآخر.
انتباتني حيرة شديدة لفترة من الزمن، وامتدت ساعات الحيرة حتى تعرق المسمار في يدي، فارتدت حلّة من الصدأ، وخضّب أطراف أناملي، وجزءاً من كفي اليمنى دون أن أنتبه، انبعثت رائحة الصدأ الكريهة في أرجاء الغرفة حتى زكمت أنفي فلم أجد بداً من مواربة النافذة قليلاً ريثما تفر رائحة النتانة خارجاً، فيتجدد هواء الغرفة، ويستعيد نقاءه.
مددت يدي اليمنى جهة مقبض النافذة مريدة فتحها، فاستعصت، كررت المحاولة، فأصرّت على العصيان، والمسمار ما زال متعرقاً في يدي، ومتشبثاً صدأه بأطراف أناملي، ولا مجال لطرحه أرضاً خشية اتساخ الموكيت فيترك بقعة تصعب ازالتها.
مددت يدي الثانية لأساعد أختها في فتح النافذة، وقد نسيت أني أمسك المطرقة بها.. فسقطت المطرقة على أطراف قدمي العارية بقوووة موجعة، فصرخت صرخة مدوية، ارتطم على إثرها رأسي بالنافذة ارتطاماً أفزع «البلبل الجميل» الذي اعتاد أن يقف كل بزوغ فجر على أغصان السدرة المقابلة لنافذة غرفتي، ففر هارباً قبل أن أتمكن من رؤيته ملياً من خلال النافذة.
hudafahad@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|