الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 22nd December,2003 العدد : 40

الأثنين 28 ,شوال 1424

البروفسورة الدكتورة بربارا بيكولسكا:
«الاستشراق» علام مثير شدتني إليه كتابات القدماء

البروفسورة الدكتورة بربارا بيكولسكا مستشرقة عملت في ترجمة العمل الادبي العربي ولاسيما الابداع الخليجي.. كما انها لازالت ترأس قسم اللغة العربية في معهد الاستشراق في جامعة ياجيلونسكي في بولندا، ولديها طروحات عديدة تطمح أن تصل الى القارئ في العالمين العربي والغربي من خلال ترجماتها المتعددة.. كان «للمجلة الثقافية في الجزيرة» معها هذا الحوار الذي جاء على هذا النحو:
* د. بربارا نود بداية ان تعطي القارئ الكريم نبذة عن سيرتك وعطائك في مجال اللغة والادب والتأليف..؟
اسمي بربارا ميخالاك بيكولسكا من مواليد بولندا عام 1965م حصلت على الماجستير في اللغة والادب العربي عام 1991م والدكتوراه في «الادب المعاصر في الكويت عام 1994م، واعمل حالياً رئيسة لقسم اللغة العربية في معهد الاستشراق في جامعة ياجيلو نسكي في بولندا ولدي عضوية في العديد من الجهات التعليمية في اوروبا مثل « الجمعية الاوروبية للمستشرقين ومجلس إدارة جمعية الدراسات البولندية الشرقية وعضو جمعية لجنة اساتذة الادب العربي الاوروبيين.
وصدر لي العديد من المؤلفات التي تعنى بالأدب العربي لاسيما الخليجي، ولدى مشاريع جديدة في الادب السعودي سيكون عن كتابات المرأة في السعودية وتحديداً العمل القصصي الحديث للكاتبات السعوديات.
* نود أن تحدثينا عن البدايات الأولى لتعلقك بعلم الاستشراق.. هل جاء مصادفة ام رتب لك هذا التخصص..؟
في بداية حياتي لم اكن على اطلاع بالادب والثقافة في العالم بشكل عام لكن وأثناء دراستي الثانوية في «لندن» قابلت استاذاً متخصصاً في الاستشراق وسألني لماذا تحاولين تعلم اللغة العربية قلت اود أن اتعرف عليها فقط فقال:
المستقبل في هذا وكان يشير وقتها إلى «معهد الاستشراق في لندن»، وبعد أن عدت الى بولندا ذهبت الى مدينة «كراكوف» وهناك تعرفت على قسم الاستشراق والذي كان يدرس فيه العديد من اللغات مثل اليابانية، والصينية والفارسية، والهندية والعربية، والتركية، ووفقت في الدخول إلى هذا المجال وتخصصت فيه واصبحت على اطلاع جيد فيما يتعلق بحضارة العرب والمسلمين وآدابهم فمالت دراساتي نحو العمل السردي وخصوصاً فن القصة القصيرة.
* نود أن نتوقف د. بربارا عند هذا المشروع الذي بدأت به مشوارك العلمي كيف وجدت فن القصة في الخليج العربي..؟
حينما خطر لي ان اتخصص في فن القصة القصيرة وجدت انه من الضروري ان يكون الاتجاه نحو «القصة الواقعية» حيث يتم من خلالها تقديم رؤية محددة المعالم.. بل حتى يسهل على المترجم نقل هذه الاعمال الى اللغات الاخرى..
كما ان الادب الخليجي لم يكن معروفاً لدينا في بولندا لذا وجدت انه من المناسب ان ادرس هذا الفن فكانت اطروحة الماجستير عن اللغة العربية واثرها في الادب العالمي والدكتوراه كانت في فن القصة في الادب المعاصر في الكويت.
* د. بربارا.. لماذا لم تتخصصي في السرد الادبي بشكل عام؟
كانت لدي بعض التصورات عن الرواية والقصة القصيرة لكنني وجدت ان القارئ في الغرب لا يميل كثيراً الى قراءة الروايات المطولة، ولا يمكن لي ان اتابع كل ما يكتب من روايات في الخليج.. بل اخذت جانباً رأيت انه يفي بالغرض وهو فن القصة الواقعية والتي تصبح احياناً على هيئة رواية قصيرة جداً.. لكنني ابتعدت عن دراسة القصة الخيالية او الرواية من اجل ان احقق للقارئ ما يبحث عنه الا وهي الواقعية والفائدة المرجوة من الكتابة السردية.
* هل اطلعت على تجربة الشعر العربي.. ولاسيما في الخليج والمملكة العربية السعودية..؟
الشعر بالنسبة إلي صعب جداً لاسيما الشعر العربي التقليدي خصوصاً القافية واللفظ العميق فقد حاولت لكن لم اكن متمكنة ولم اقدم اي دراسة في هذا المجال الا انني اطلعت كقارئة فقط على العديد من الاعمال الشعرية في العالم العربي من امثال غازي القصيبي وسيف الرحبي وشعراء آخرين.. ولديكم في الجزيرة العربية عطاء شعري كبير لكنني لم اقرأه لانني كما اسلفت متخصصة في فن القصة فقط.
* ما دمت في فن القصة قد تخصصت كيف ترين تجربة الجيل الجديد من كتاب السرد لدينا..؟
نعم.. يأتي على رأس هؤلاء الكتاب في العالم العربي نجيب محفوظ حينما عرف عالمياً من خلال نيله لجائزة نوبل للادب فقد اطلعت على اعماله باللغة العربية، وما ترجم منها الى اللغات الاخرى.. وكذلك قرأت ليوسف ادريس، واسماعيل فهد اسماعيل.. بل تخصصت في دراسة قصص الكاتبة الكويتية ليلى العثمان لانني وجدت في كتاباتها تحديداً عالماً واقعياً يفيد القارئ حسب اعتقادي.
* د. بربارا.. كيف ترين الادب البولندي وهل هو قريب مما يطرح في عالمنا العربي ام انه مختلف عنه..؟
الادب في بلدي «بولندا» زاخر في الاسماء الكبيرة الذين تعلمنا على ايديهم الشيء الكثير، فقد حازت بولندا على جائزة نوبل للادب اربع مرات، فكانت عطاءات هؤلاء مميزة وهم: هنري سنكيج حازها في فن الرواية عام 1905م، وكوجارمسكي في روايته «الفلاحون» عام 1924م، كافما وايموت في الشعر عام 1980م واخيراً الشاعرة باشن يوسكا عام 1996م.
وجميع هذه الطروحات تقدم للإنسانية العديد من الطروحات النافعة ولا يختلف ما يقدمه الادباء في بلادنا عما يقدم هنا في المملكة العربية السعودية لان الادب والفكر والايداع هو ناتج انساني لا علاقة له بالتاريخ او الجغرافيا او اللغات.. فهناك جامعات في بولندا تدرس علوم اللغة العربية واللغات الاخرى وفيها مزيج من العرب والمسلمين وجميع هولاء ينقلون حضارتكم الينا ويأخذون من ادبنا ويقومون بترجمته الى العربية من اجل ان تعم الفائدة.
* نود ان نتعرف على ماهية «النقد» خصوصاً وانك ممن درسوا بعض الاعمال السردية لاسيما القصة القصيرة..؟
نعم.. بحكم دراستي لبعض الاعمال السردية وخصوصاً القصة القصيرة في الخليج العربي ادب ليلى العثمان نموذجاً وجدت ان النقد الادبي متأخر جداً عن مواكبة ما يطرح من ابداعات واعمال ادبية الا ان هناك اسماء نقدية في السعودية استطاعت ان تعرف بالمنجز الادبي والفكري لديكم مثل الناقد الدكتور عبدالله الغذامي، ومن مصر جابر عصفور وآخرين لا تحضرني اسماؤهم الا ان النقاد الآخرين لم يكونوا في مستوى الحدث الادبي الذي ينتجه الكاتب في الجزيرة العربية والخليج بل اقول صراحة انه اقل مما يجب لان النقد رسالة مهمة للتعريف بما لدى المبدع في بلاده ناهيك انه يرتبط دائماً بما بحجم طروحات الادب الجاد، والابداع المتميز والذي ينعكس على اداء الناقد، بل ربما نجده وقد اصبح اداة هامة لكشف زيف بعض الانتاج الادبي الذي لا يحقق المعادل الجمالي للمنتج الادبي.
* د. بربارا تقودنا هذه الاجابة الى سؤال هام يتمثل في دور الترجمة في هذا المجال.. هل ترين ان «الترجمة» عنصر هام من عناصر التوصيل للعمل الادبي ايضاً..؟
بكل تأكيد الترجمة لها دور مهم في العطاء الادبي لانها هي المرآة التي تعكس حجم الابداع والتميز والانتاج للرواية والقصة والشعر والفكر والفنون الاخرى، فان نشطت «الترجمة»« حتماً ستعرف بما لدى الكتاب والنقاد والمفكرين، وستنقله الى القارئ في كل مكان لتكون الترجمة هنا عنصراً هاماً من عناصر التواصل بين الشعوب، فلو لم يكن هناك نقل وترجمة لهذه الثقافات لما كان هناك حوار حضاري بيننا فحضارات العرب والافارقة والاسكيمو والاوروبيين هي نتاج انساني بيئي محدد المعالم ومحصور بمنطقة جغرافية مغلقة لكن حينما تقوم الترجمة بدورها العظيم تكون هناك معرفة ويكون هناك تواصل وحوار يخلق مزيداً من العطاء الانساني الذي يفيد ويحقق معادلة التواصل بين الشعوب، ليبقى الادب والابداع هو اللغة المشتركة دائماً.
* نود التكرم في نهاية هذا اللقاء اعطاء القارئ الكريم فكرة عما تنوين القيام به من مشاريع ثقافية.
اود ان اشير الى ان مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث قدم لي الدعوة مشكوراً من اجل ان اطلع على مالدى الكتاب العرب في كل مكان من عطاء وتأليف، وسأركز حقيقة على الإبداع النسائي في المملكة حيث حصلت على العديد من الدراسات والنصوص في مجال القصة في المملكة وستكون الدراسات والترجمة التي سأقوم بها منصبة على هذا الجانب من ابداع المرأة السعودية.. في النهاية اشكركم جزيل الشكر على استضافتي عبر صحيفتكم «الجزيرة» ولكم التحية والتقدير.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved