الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 23rd January,2006 العدد : 137

الأثنين 23 ,ذو الحجة 1426

إشكالية الهوية والانتماء

*تأليف: علي حمدان
سيدني: المركز الأسترالي للدراسات السياسية 2005م
(إشكالية الهوية والانتماء) هو الجزء الأول من سلسلة (الأستراليون العرب) التي تصدر عن المركز الأسترالي للدراسات بسدني، بهدف المساهمة في صياغة رؤية عامة ووعي جماعي للمهاجرين العرب في أستراليا، وذلك من خلال إنتاج حوار وأفكار ومعرفة حول ظروفهم التاريخية الجديدة.
تنطلق هذه السلسلة البحثية من محورية الوطن الجديد والتحديات والإشكاليات والآفاق التي يطرحها هذا الواقع النوعي في كافة المجالات الرئيسية لحياة أبناء لغة الضاد.
وفي ظل العولمة والثورة الهائلة في مجال الاتصالات والمواصلات وتحول العالم إلى قرية صغيرة تتفاعل، تكاملاً وتناقضاً، سلماً وحرباً، في مختلف القضايا التي تواجهها البشرية، لن يتم سبر أغوار الهوية الجديدة وتداعياتها، بمنأى عن التفاعلات الحيوية مع القضايا العربية في ظل الأوضاع الراهنة.
فما يجري في المجتمعات العربية بأبعاده الداخلية والخارجية، يؤثر بشكل مباشر على المهاجر العربي، وفي ظل ذلك -يقول المؤلف-: تطمح هذه السلسلة إلى تقديم فلسفة إيجابية في التعاطي مع الظروف التاريخية الجديدة، وهي تتجسد في التركيز على صياغة رؤية لذواتنا ووعي جماعي لواقعنا ومفاهيم استراتيجية للعمل والبناء وذلك بعيدا عن منطق ردات الفعل وأسلوب الرفض والمواجهة السلبية للتحديات، وبعيدا أيضا عن ممارسة الاستيراد العشوائي من أوطاننا العربية للشعارات والمقولات الجاهزة والنسخ الببغائي للأشكال والأنشطة والتحركات.
القضية المفصلية هنا، أن هجرتنا إلى أستراليا والاستقرار فيها، تختلف جوهريا عن الهجرة لفترة زمنية محددة إلى بلد آخر، تطول أو تقصر، والعودة بعدها إلى الوطن الأم.
أستراليا فعلياً، وبعيداً عن أية مشاعر وتفاصيل، هي (بيتنا) ومستقبل أولادنا وأحفادنا، باختصار هي وطننا الجديد، والذي يحدد بهذه الصفة، وموضوعيا، كافة الجوانب الرئيسية لحياتنا بما في ذلك قضية التعاطي بالشأن العام.
ومن هذا المنطلق، وبالرغم من أجواء المواجهات الساخنة التي تعصف بالمنطقة العربية من أزمات واحتلال وإرهاب، وما يسمّى بإعادة تأهيل العالم الإسلامي والعربي، السائدة في الدول الغربية، فإننا في هذه السلسلة ننطلق من ضرورة الانفتاح على الآخر والتفاعل العقلاني المسئول مع أطيافه المختلفة، محاولين بذلك المساهمة في بناء نموذج إنساني لحوار الحضارات وتداخلها وتوارثها بعضا عن بعض....
تتكون هذه الدراسة من ثلاثة فصول، استعرض الفصل الأول المسار التاريخي لتكون أستراليا: الدولة والمجتمع، وكيفية انعقاد حالة المهاجرين العرب في هذا الفضاء المجتمعي الجديد.
أما الفصل الثاني فعالج إشكالية الهوية الوطنية الأسترالية، كما بين بالمعطيات المادية المستندة على الإحصائيات الرسمية من منظار التركيبة الديموغرافية، الطابع المركب السائد لهذه الهوية في المرحلة التاريخية الراهنة.
وفي هذا السياق تشير الدراسة إلى أن الهوية المركبة الإسترالية العربية هي التعبير المكثف الموضوعي لواقع المواطنين المنحدرين من البلدان العربية، مبينة أن الثقافة تلعب دورا محوريا على هذا الصعيد.
ومن هذا المنطلق وعلى أساس الإحصاء السكاني الأخير(2001)، يتوقف الفصل الثاني أمام التركيبة الديموغرافية للأستراليين العرب، فيشير إلى تعدادهم العام وتوزعهم الجغرافي وانتماءاتهم القطرية والدينية، ومستوى الكفاءات والعمالة السائدة في صفوفهم.
على أساس هذه المعطيات، يعالج الفصل الثالث الواقع الملموس للجالية العربية، وهنا تبين الدراسة أن التحدي الأكبر الذي يواجه المهاجرين العرب في أستراليا - الوطن الجديد - بعد تحديد هويتهم، هو بناء مرجعية عامة قادرة على احتضان تلك الهوية وتجاوز الانقسامات الإلغائية السائدة في صفوفهم، وخلق الظروف المساعدة للارتقاء بأوضاعهم وتعزيز نفوذهم في المجتمع الأسترالي الواسع.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved