الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 23rd February,2004 العدد : 47

الأثنين 3 ,محرم 1425

ظِلالُ الوفاء
شعر: عيسى بن علي جرابا جازان الخضراء
كانتْ وما زالتْ ظاهرةُ الوفاءِ للمبدعِ بعدَ موتهِ تُشعرُني بالحزنِ والأسى، وكنتُ وما زلتُ أتساءلُ: أين ذلك الوفاء للمبدع الحي؟! ولماذا لا يكون ذلك الوفاء له في حياته؟! وظلَّ ذلك الشعورُ يلازمني، وتلك الأسئلةُ تُلحُّ عليَّ عند سماع أو قراءة أي خبرٍ يُنعى فيه أحد رُوَّادنا حتى قرأتُ خبر نعي د. إحسان عباس عليه رحمة الله فكانت هذه القصيدة:
رَاعَ قَلْبِي مَا رَأَى مِنْ دَهْرِهِ
حين أخفى جَهْرَهُ في سِرِّهِ
وَبَدا مِيْزَانُهُ مُضْطَرباً
مَا عَرَفْنا خَيْرَهُ مِنْ شَرِّهِ
كَمْ بِهِ مِنْ مُبْدِعٍ أَقْلامُهُ
هَطَلَتْ فيْنَا بِسُقْيَا فِكْرِهِ
وَجَرَى الإِبْدَاعُ نَهْراً صَافِياً
مَا أُحَيْلَى شَرْبَةً مِنْ نَهْرِهِ
فَإذَا بِالكَوْنِ يَغْلِي جَسَداً
تَتَلَظَّى نَارُهُ فِي صَدْرِهِ
وَإِذَا بِالدَّهْرِ رِيْحٌ تَحْتَوِي
رَوْضَهُ تَجْتَثُّ أَنْدَى زَهْرِهِ
وَالدُّجَى مَدَّ يَداً تَخْنُقُهُ
وَتُوَارِي صَوْتَهُ فِي صَبْرِهِ
لَمْ يَنَلْ إِلاَّ سَرَاباً إنَّمَا
عَاشَ صَقْراً لَمْ يُنَلْ مِنْ قَدْرِهِ
وَإذَا يَوْماً طَوَاهُ المَوْتُ كَمْ
أَعْيُنٍ فَاضَتْ أَسًى فِي إِثْرِهِ
عَجَباً يَا أيُّهَا المُبْدِعُ مِنْ
دَهْرِنَا بَلْ عَجَباً مِنْ أَمْرِهِ
لَمْ يُفَرِّق حِيْنَ وَافَاهُ السَّنَا
مِنْ تُرَابٍ شَعَّ أَمْ مِنْ تِبْرِهِ؟
وَاسْتَوَى مَنْ رَاحَ يُغْضِي طَرْفَهُ
لَكَ فِي إِكْبَارِهِ أَوْ كِبْرِهِ
أَيُّهَا المُبْدِعُ لا تَيْأَسْ وَإِنْ
نَالَكَ الدَّهْرُ بِدَامِي ظُفْرِهِ
وَاحْتَسِبْ إِبْدَاعَكَ السَّامِي رُؤًى
عِنْدَ مَنْ يُعْطِيكَ أَوْفَى أَجْرِهِ
فَلَكَ اللهُ وَمَنْ لاذَ بِهِ
نَالَ مَا يَرْجُوهُ لَوْ فِي قَبْرِهِ
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved