الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

الصور الخمس المدهشة للمتألقة غادة
أقرأ دائما للكاتبة الرائعة الأستاذة غادة الخضير، وأتابع نصوصها هنا وفي أماكن أخرى، وليس هذا بيت القصيد أو شيئاً غريباً؛ فكاتبة تأتي ملتحفة بألوان قوس قزح ومعتمرة قبعة نساء بلاد الشوق والجمال والرزانة وبحروف مبللة بالندى ومغسولة بالصدق والنقاء وجمال المشاعر حري بي أن أقرأ لها.. ولكن ما أنا بصدده هو تفاعلي وبسرعة مع نصها الجميل، هذا النص الذي يأخذ القارئ على حين غرة ويسير به فوق رصيف العفوية بعيدا عن الغموض والنرجسية التي تكبل الكلمات وتعقدها كما هو واقع أكثر النصوص.. وهذا هو سر جمال نصوص أستاذتنا القديرة غادة.. نعم لقد حرك فيّ كوامن كثيرة وأقصد نصها الذي كان في العدد 105 بعنوان (نص لأكثر النساء بقاء في الذاكرة).
فرغم أنه غارق في الحزن ويرحل بالقارئ وسط غابات من الدموع وربما أكثر بكثير من المسافة التي أتت في مقدمة هذا النص وأقصد عمق المسافة والكتلة والحجم والطول كما تقول كاتبتنا: ودمعة بنفس الحجم.. والمسافة..
إنه نص رائع من أول حرف حتى آخر حرف أنهت به نصها الرائع.. ومن أول صورة حتى آخر صورة تنتظر من الزمن أن يقدم قراءته لها (وللزمن أن يقدم قراءته كيفما شاء).
الصورة الأولى
عبارة عن شجرة زيتون وأخرى من التين ودائما تسقط الأوراق فنتعلم ان كل شيء سيعود للأرض وكل شيء له نهاية وكل شيء مرده للبداية.. ونتعلم أيضا أننا سنزهد في هذه الدنيا طالما أنها بهذا الشكل كشجرة تسقط اوراقها الآن أو غدا أو بعد غد.. سوف نتعلم الزهد ونتعلم الصبر عندما نراه في هيئة شخص نحبه حين يسكن في انقى شخص نعزه حينما يأتي مع الموت أو مع الصبر رجل اسميه (ابي) علمني.. وتمضي تصف تلك الدروس التي تعلمتها من الاثنين طبعا.
الصورة الثانية
عبارة عن تلك الأنثى التي بقيت تحبك قصة الأمس وتنشر في المساء الصبر بأنواعه.. انثى اسمها (مريم) تعلمنا ان الطريق طويل وطويل كما يعلمنا الحضور والغياب وجفاف المطر او عودته هاطلا لكنها مريم التي بقيت تصف الماضي رغم ذبول الرؤية وجفاف الصحراء ولم ينتهِ الطريق بعد.
الصورة الثالثة
يا لها من صورة رائعة كأنها تنسخ لنا صورة واقعية من مكتب كاتبتنا أو مكتب والدها.. كوب قهوة فارغ.. الباب الذي بقي شاهدا على الأمس.. الشمس التي فقدت بريق تلك العينين.. بقاء لوحة تهتف للهواء ان يتوقف عن العبث بها.. شقوق جدران تنتظر هطول ثلوج الضوء من أي فتحة كانت وفي أي فصل كان حتى لا تنفصل عن بعضها البعض كما هو حلم ورغبة كاتبتنا الاستاذة غادة.. انها صورة جميلة ابدعت في وصفها الاستاذة غادة بل اجمل شيء حين قالت:
رموز تجعل فقط للزمان رائحة وللمكان خفقة قلب..
وهذا ما يحصل عادة عندما نقف مثل وقف هذه الكاتبة التي تكتب الزمن وسط لوحية تقلم اظفار الزمن؛ لذا لا غرابة ان تقول: وقد بدأت من اين ابدأ..؟
الصورة الرابعة
نصف صورة..
لكنها تعبر عن النصف الآخر.. صورة غير متكاملة الا من ناحية انصاف الأشياء.. حينها تبقى للصورة معنى.. طوالا كانت باهتة كما اشارت الكاتبة.
الصورة الخامسة
يا لها من وفية
وفية مع هذه الأنثى
وفية مع الزمن
وفية مع الغياب
مع النسيان
حتى الموت الذي لم يكن بعيدا وهي تصف تلك الملامح الجميلة.
الصورة الأخيرة
أهديها للكاتبة غادة
وأقول لها:
يا له من نص جميل متربع على سفينة تمخر عباب بحر ساكن..
نص لا تتوقف جمالياته عن الإبحار في سكون إعجابنا.
شكراً غادة


عبدالإله محمد العتيبي
abdalotaibi@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved