الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

قصيدة
ما أروع وأسوأ أن تكون شاعراً
سعود بن سليمان اليوسف
مثلما يفرش الصدى ألوانه
وكما يرسل الضحى ألحانه
حمل الشمس وامتطى موجة الصبحِ
إلى كوكب الرُّؤى الفينانه
عَصَرَ الفجرَ في اليراع، إلى أن
أسرج الليلُ حين خطَّ حصانَه
أمطر الكونَ بالشعور، وفي جدب
الأحاسيس نفسُه عطشانة
كلّما حاول المنامَ قليلاً
أيقظ اللفظُ والرؤى شيطانه
صاغياتٌ نفوسنا للهوى، والشاعرُ
الحبُّ ساكنٌ وجدانه
التماع السرابِ وهمٌ، ولكنْ
عَطْشة المرء حقّقَتْ لمعانه
كلّ قلبٍ روحٌ به، وبقلب الشاعر
الفذِّ ريشةٌ فنّانة
مذعنٌ للتمرُّد العذْبِ، والدنيا
عذابٌ على النفوس الجبانة
ساحرٌ بين أصبعيه، تمنّى
كلُّ شيء لو كان يوماً مكانه
أيقظ الإنسانيةَ الجرحَ في الناس
فضجّوا وأيقظوا أشجانه
لِجَمالٍ تثاقلوه! كما استثقل
في الشعر ناشئٌ أوزانَه
ساحرٌ أنت إن نطقتَ، وإن تكتبْ
يقولوا: لقد تعاطى الكهانه!
نابضٌ بالهوى وبالشوق، فالدنيا
ضجيجٌ مضمَّخٌ شريانه
حاصروه، ضميَره، شفَتَيه
فالأحاسيس والحروف مُدانه
وهواه أمانةٌ، فطرةٌ قد
أودَعتْها، فهل يخون الأمانه؟
حينما هم لم يفهموا لغة الحبِّ
سُمُوَّاً؛ أمسى لهم تُرجُمانه
وإذا القلب صار كالورد فَوحاً
ما استطاع حقولُه كتمانه
ربما يذكرونه ذِكرةَ الأفنان
للطيرِ تاركاً أفنانه
الليالي جفونُها اهترأَتْ، والشاعرُ
الفذُّ لابسٌ عنفوانه
إنما الشاعر الذي عاش لم يعرف
حصانُ الأفكار فيه عنانه
كان حدساً شعورُه قد وعى أنْ
ليس هذا مكانَه وزمانَه
ساوموه على السكوت، وهل يهوى
سجينٌ معذَبٌ سجّانَه؟
دهَمَتْه زوارق الزيف كي يمسيَ
بُوقاً وجرَّحَت شطآنه
ساوموه أن ينزع الشاعرَ الإنسانَ
فيه؛ ليُغمدوا بركانه
فثنى الشاعر الكسيرُ بَنانه
تاركاً في باب الضحى عنوانه
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved