قصتان قصيرتان حديث المساء! سلوى أبو مدين
|
هكذا استلقت فوق وسائدها المخملية
ذات اللون الأرجواني
ممسكة بيدها فنجان قهوتها التي علت مرارتها.
تستسلم لوخز آذار القارس.
همهمات خافتة تصدر من التلفاز.
تجف الكلمات في لحظات.
لم يبق شيء عدا ليل عاجز..؟
وسط سياط الضباب
تبحث عن جزيرة الأمان
عقارب ساعتها تمضي بوهن.
نافذتها الثكلى لاح منها..
فجر متخاذل..
ستستيقظ سعادتها كلما لمست
ملامحها التي اعتادت مشاهدتها
كل صباح بلا لمسات!
من حجرتها المطلة على
سنوات العشر التي لا تكف
عن الهذيان..
بقايا لوهج أحلام يحاصر سجا الليلة.
سئمت نحيب الأزهار
وما تبثه من وشوشات متكلفة!
...
تناسى مهاتفتها من مطار أمستردام
بقوة تقلبات الجو.
مشاعر متكلسة..
مارست شغب الألوان في غيابه..
ستغزل حقيقة واحدة
وترقص على أوتارها
ستحيا بين سطوره
وسط زمجرة الشتاء.
رحلة خارج الزمن!
حقيبتي تتكئ على وسادة الصمت
هكذا انسكب خوفي دفعة واحدة
تدافع عقارب الساعة..
يعلن عن احتضار الوقت..
ذاك هو الصمت الذي يقتات المكان..
كل شيء يمتلئ بالفراغ.
نفسي الثكلى ترصد اللحظات
لرحلة ألغيت قبل موعدها.
خلت أني أصارع انعتاقي
وأنسج في الفضاءات حكايا
لرغبة موشاة في ذاكرتي
أستيقظ على صدى الريح التي تعبث
في أروقة نفسي
تحملني فوق صهوتها.
وأمسي خافت الإيقاع
هدوء صاخب..
أطوف بين مدن
ومطارات جديدة.
لم أعد أرى سوى مسحة لعنوان.
أحدق في المجهول العابر
تفاجئني المدنية..
بوجوه أصحابها.. الملونة
في زحام الأقنعة.
بشوارعها التي تضيق.
أعبر بقدمين أنهكهما التجوال
وسط أمطار قانية.
وأغدو وحيدة وسط صفحة..
لرحلة نقشت في ذاكرة الزمن!
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|