الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

شاعرٌ آثر الصمت
سليمان بن عبدالعزيز الشريف

إلى أخي العزيز د. عبدالله بن محمد الغذامي، مع أزكى التحية.. بعدما أعلن براءته من قول الشعر، وتوكيله الأستاذ إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية لبيع شعره، وفقاً لما نشر في المجلة (الثقافية) عبر رسالة (أبي غادة) ل(أبي يزن).
أيُّها الشاعر الذي آثر الصم
ت وهجر القريض هجراً طويلا
آن أن ترجع الأمور إلى سا
لف عهدٍ وليس ذا مستحيلا
قد هجرتُ القريض عشرين عاماً
وإذا شئتَ زِدْ عليها قليلا
ثم عاودتُ بعدُ نظم القوافي
في ظروفٍ لا تقبل التأجيلا
عندما ودّع الأحبةَ (سعدٌ)(1)
وبكينا عليه والصبرُ عيلا
واستمرتْ مسيرتي رغم أني
كنتُ ألقى بالعَوْدِ عبئاً ثقيلا
وإذا قلتُ: قد كفاني هراء
وكلاماً فحواه قال وقيلا
جاءني الرد: وهو قول صحيح
ليس كلُّ الذي يُقال جميلا
لستَ في هذه القضية بدعاً
فاسلك الدرب واحترس أن تميلا
كَثُرَ المدّعون للشعر لكن
قلَّ منهم من يكرمون الخليلا(2)
إنّ فيه لغواً وهذراً كثيراً
وبياناً ضحلاً وفكراً ضئيلا
كتبوا النثر ثم أسموه شعراً
كيف يلقى هذا الكلام قبولا
قد عرفنا الكلام شعراً ونثراً
هكذا كان ثابتاً لن يزولا
ولكلّ فروعه واضحات
عَرَفَتْها الأجيالُ جيلا فجيلا
ليس حتماً قَبولُ كلّ جديد
لا يراعي ثوابتاً وأصولا
إنما يُقبلُ الجديد إذا كان
يفيد التحسين والتأصيلا
***
لك في عالم الثقافة ذِكْرٌ
قد تبوّأت منه ظلاً ظليلا
عالَم النقد فيه أصبحتَ رمزاً
وبِساحِ السباق مُهراً أصيلا
ذا بيان إذا تكلّمتَ أبلغتَ
وأقنعتَ حجةً ودليلا
وإذا ما نشرتَ يوماً كتاباً
أشْبَعَتْهُ رموزنا تحليلا
وبهذا يزيد قدراً ونفعاً
ويجوب البلاد عرضاً وطولا
إنْ تكنْ قد مُنعتَ يوماً من النشر
لأنْ قد سفّهتَ رأياً دخيلا
وكأنّ الذي أتانا بهذا الرأي
أضحى عن اليهود وكيلا
سنّ أمراً من بعد ذلك قد خا
لف فيه الحديث والتنزيلا
منع العاملين من أن يصوموا
أَتُراهُ مشرِّعاً أمْ رسولا
ما عهدناك في المواقف إلا
رابط الجأش لستَ نِكْساً ذليلا
فأَعِدْ نشر ذلك النص حالاً
وتوكل ولا تخف تعطيلا
فلتعد يا أخي إلى ساحة الشعر
وعرِّج على ابن إسماعيلا (3)
قد مضت مدة ولم نستمع منه
فهلاّ حاولته أن يقولا
يرفضُ الشعرُ أن يظل حبيساً
إن رأينا الغزال تغشى الخميلا
ويشقُّ المكانَ جدولُ ماءٍ
ويهبُّ النسيم رطباً عليلا
فاصطحبه إلى مكان كهذا
ثم راقبه وابدأ التسجيلا
وكأني أراك قد غِرْتَ منه
وبدأتَ التفكير شيئا قليلا
وإذا بالغزال من دون قصد
كشَفَتْ ستر وجهها المسدولا
فبدت صنعة الإله تعالى
مبسماً ساحراً وخداً أسيلا
وجبيناً كنصف بدر تجلّى
ليل إتمامه وطرفاً كحيلا
وتوجهتما عيوناً وفكراً
وتفجرتما قصيدا مهيلا
فاذكراني ولا تقولا نسينا
وادعُوَا لي عسى تُلاقي قبولا
***
كان بيتٌ في (المِسْهِرِيّةِ)(4) يحكي
عنك أيام كنتَ فيه نزيلا
وكأني أراك في الدرب تمشي
واسع الخطو مشرئباً نحيلا
لابساً غترة وثوباً نظيفاً
وسراويل فُصّلت تفصيلا
وحذاء صنع (القِرارة)(5) يبقى
سنوات مؤمناً مكفولا
لا يضاهى في قوة وجمالٍ
فهو في رتبة من الحسن أُولى
حاملاً شنطة الدروس بعزمٍ
وإلى البيت قد سلكت السبيلا
فإذا ما دخلتَ في البيت ألفيتَ
معين الحنان ترجو الوصولا
ثم عانقتها بشوقٍ وأوسعتَ
يديها ورأسها تقبيلا
ودعت ربها دعاءً عريضاً
أنْ تحوز النجاح والتبجيلا
فاستجاب الإله دعوات أمّ
حيث أصبحتَ في العيون جليلا
كان هذا أيام في المعهد العلميِّ
كنتَ المُبَرِّزَ المأمولا
كنت بين الطلاب في غرفة الصف
نبيهاً مؤدّباً ونبيلا
لا تُرى في الحارات كالغير تلهو
إنّما كنت للكتاب خليلا
كنت تبدو على الدوام نظيفاً
وحريصاً على الصلاة عجولا
لم ترافق إلا ذكياً مُجدّا
ولهذا فلم تصاحب كسولا
واتخذت النظام في كلّ أمر
ومن الوقت لا تُضيع فتيلا
ولهذا فلا تزورُ صديقاً
في الزيارات صرتَ جداً بخيلا
هكذا أنت منذ كنتَ غلاماً
ومحالٌ عن ثابت أنْ تحولا
كلُّ ما قد ذكرته من صفات
كان يبدو على النجاح دليلا
ولهذا بلغتَ ما أنت فيه
من عُلُوّ يستوجب التهليلا
***
ذات يوم قال العثيمين(6) إني
سوف آتيك والصديق الزميلا
قلتُ أهلاً ومرحباً وفرحنا
وقرعنا بعد العشاء الطبولا
غير أني فُجئتُ في حين أتاني
يحمل العذر مُقنعاً مقبولا
قلت لا بد أن نجدد وعداً
ولْنُقِم بيننا شهوداً عُدولا
غير أني وجدتُ عرقوب حيًّا
فأراني مزارعاً ونخيلا
وأنا لا أزال أنتظر الوعد
وأرجو الإله ألا يطولا
إنْ تُرِدْ أن يكون يوم خميسٍ
بُكرةً أو عشيةً أو أصيلا
مع مجموعة من الصحب إني
لستُ أرضى بالطيبين بديلا
وإذا شئت فائتني أيَّ يوم
غير أني أفضّل التعجيلا
إنّ شخصاً للمَحْبِسَين رهيناً
حاضرٌ لا يغيب إلا قليلا
أين يمضي من كان مثلي كفيفاً
وهو أيضاً على المعاش أُحيلا؟
قد دعوتُ لك الإله بأن تشربَ
كأساً ممزوجةً زنجبيلا
أو حليباً من دَرّ حمراءَ بِكْرٍ
وحذارِ أن تشرب (البيبسي كولا)
وأخيراً عذراً إذا كنتُ قصّر
تُ فهذا طبعي وشكراً جزيلا

(1) الأستاذ سعد بن إبراهيم أبومعطي رحمه الله.
(2) الخليل بن أحمد الفراهيدي.
(3) الدكتور عبدالرحمن بن إسماعيل السماعيل.
(4) الحارة التي كان يسكن فيها د. عبدالله الغذامي في عنيزة
(5) الإسكافي المشهور في عنيزة بصنع الأحذية.
(6) الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين أمين جائزة الملك فيصل.

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved