الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 23rd May,2005 العدد : 107

الأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

إصدارات
صدمة المستقبل
هل يتجاوز الإنسان إنسانيته؟
تأليف: أحمد شوقي القاهرة المكتبة الأكاديمية 2003
****
يتناول الكتاب موضوع التدخل في إنسانية الإنسان ومحاولة تغييرها وتجاوزها تحت عنوان (صدمة المستقبل). إنه كتاب ينظر للتحولات الكبرى في تاريخ الحضارات البشرية، فالموجة الأولى هي موجة الحضارة التي قامت على أساس الزراعة، والموجة الثانية جاءت بظهور الصناعة، أما الموجة الثالثة، التي تتعلق بالحضارة الجديدة، فقد كانت محصلة الثورة العلمية والتكنولوجية.. ولا يمكن نفي التداخل بين هذه الموجات في كثير من المجتمعات.
الكاتب شديد الإعجاب بكتاب (ألفين توفلر) المعنون (صياغة حضارة جديدة.. سياسة الموجة الثالثة).. الصادر عام 1995م.. ويقتبس من الكتاب تأكد دور المعرفة في حساب قوة مجتمعات المستقبل ومنعتها، حيث لا تغني عنها الأشكال التقليدية للثروة والعنف... وهكذا يتكرس دخول البشرية إلى عصر المعلومات وأهمية الاستفادة من معطياته.. وضرورة دخول المعلوماتية في إدارة حروب المستقبل وسلامه.
وينقل المؤلف ما يحكيه توفلر في كتابه من تجربته العسكرية الأمريكية في فيتنام حتى حرب الخليج، التي تمّ فيها تطبيق الكثير من التقنيات في مجال الأسلحة؛ لأن حرب الخليج أعلنت بشائر انتصار البرمجيات على الصلب، وأكدت ان القنابل الذكية التي استخدمت فيها ما هي الا إشارة باهتة لأسلحة المستقبل، ولدور الروبوتات في اتخاذ القرار.. كما يحكي (توفلر) عما في الجعبة من امكانيات لتطوير الأسلحة البيولوجية بواسطة الهندسة الوراثية واستخدام الواقع الافتراضي لتضليل العدو.. وما يمكن تسميته (المعارك بلا دماء) عن طريق استخدام مولدات الموجات تحت الصوتية.....الخ.
وينقل المؤلف عن (توفلر) أن الأشكال الجديدة للحرب تتطلب أشكالاً جديدة لصنع السلام، ويستشرف إمكانية نشأة مؤسسات تعتمد ربحيتها على المحافظة على السلام في منطقة معينة من العالم.
ويقول المؤلف إنه توصل لمصطلح (الموجة الرابعة) بعد ما استوعب كتاب الموجة الثالثة ونقده.. وإنه بجانب المفهوم العام للموجة الرابعة فهناك مفاهيم جزئية للموجة الرابعة في مجالات عديدة مثل: الديمقراطية، الإرهاب، الهجرة، الحركات النسائية، إدارة العمليات، البيزنس، أجيال الذكاء الاصطناعي والصواريخ الذكية، تكوين الصخور.. الخ.
كما يقول: إن قمة الموجة الرابعة تتمثل في الانتقال من ممارسة حق تدخل الإنسان في الطبيعة، إلى حق التدخل في إنسانيته نفسها، والدعوة إلى تجاوزها، وفعل التجاوز عندما لا يكون مبرراً، يكون فعلاً متطرفاً، وعندما يتعلق الأمر بتجاوز الانسانية فإن الأمر يكون أشد تطرفاً.. فدعاة التجاوز يريدون السماح بحق التدخل في البرنامج الوراثي والعقلي للإنسان بهدف التعزيز وليس العلاج، ويرون ان ذلك سيؤدي إلى تنوع في البشر بحيث تظهر منهم جماعات متميزة لكل منهم خصائصها المختلفة البيولوجية والسلوكية، كما أنهم يطالبون بأن يمتد التعزيز من الخصائص البيولوجية إلى ايجاد علاقات اندماجية مع الآلة، وبالذات مع ما يتعلق بالمعلوماتية والتحكم.
ويختم المؤلف بأن نقاد التجاوز ينظرون إلى هذه ا(الحقوق المستحدثة).. المستفزة في ضوء ما يعاني منه ملايين البشر، من نقص الغذاء والماء النظيف والملبس المناسب والهواء النقي... ومع ما لهؤلاء النقاد من حق في الشعور بالاستفزاز إلا أن المواجهة معهم تكون من منطق حسابات الفرص والمخاطر.. فقد يكون التعزيز في بعض الأشكال ما هو خير، كإكساب الأفراد مقاومة لبعض الأمراض ومسبباتها، وهو ما قد ينفع قطاعات كبيرة من البشر عندما تكون التكنولوجيا متاحة بأسعار معقولة.
يقع الكتاب في (66) صفحة من القطع الكبير.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved