Culture Magazine Monday  23/07/2007 G Issue 208
الملف
الأثنين 9 ,رجب 1428   العدد  208
 
في حياة ابن حسين
الخجل من دخول المطاعم!!

 

 

من أطرف الجوانب الاجتماعية التي نجدها في كتاب ابن حسين المخطوط (من حياتي) ما يقصه من نفور بعض الناس إذ ذاك من دخول المطاعم وإحساسهم بالخجل الشديد إذا ما اضطروا أن يأكلوا فيها، فلنترك له الفرصة ليقص علينا خبره وبعض زملائه من المكفوفين وقد أخذ منهم الجوع مأخذه، وكانوا في محافظة الطائف بغرض الالتحاق بدار التوحيد، وما منعهم من الدخول إلى المطعم سوى الخجل، ولكنهم بعد تردد تغلبوا نسبياً عليه ودخلوا وكأنهم لصوص أو مطاردون - كما يذكر - يقول: (اشتد بنا الجوع وكانت روائح الأطعمة المختلفة تنبعث من المطاعم هنا وهناك، وكان كل واحد منا يحتفظ بشيء من المال.. فالنقود ليست مشكلة، فلماذا لا نأكل؟)، ويجيب عن هذا السؤال قائلاً: (لقد عشنا في الرياض، وكان من العيب أن يأكل أمثالنا في المطاعم، فكيف ندخل في أحد هذه المطاعم دون أن يرانا أحد؟ نحن لا نرى فكيف نعلم أننا لا نرى؟ إنها مشكلة).

ويضيف: (أخيراً تمت المجازفة، ودخلنا أحد المطاعم كأننا لصوص أو مطاردون يريدون الاختفاء، فاستقبلنا خادم المطعم بالترحيب فزاد ذلك إشكالنا، فقلنا له في فم واحد: نريد مكاناً منزوياً، فأخذنا إلى زاوية أخفتنا أم لم تخفنا لم نعد نعلم، فقد غطتنا سحابة كثيفة من الخجل!).

قصة وجود ثلاثين نسخة من كتاب واحد في مكتبته!

يقول ابن حسين: أذكر أنني وجدت في مكتبتي ثلاثين نسخة من كتاب (فحولة الشعراء) للأصمعي، ولذلك قصة، ففي إحدى زياراتي لبعض الدول العربية أردت أن أريح نفسي من البحث عن الكتب، فوكلت هذا الأمر إلى اثنين من الأصدقاء من بعض العلماء. وبعد موافقتي على قائمة أسماء الكتب تم شراؤها وشحنها إلى المملكة، وعند تصنيفها وجدت مكررات كثيرة، بعضها من ثلاث نسخ مثل الوجديات، ومنها ما بلغ مكرره ثلاثين كفحولة الشعراء، ولم يكن ذلك خطأ؛ لأن الثمن مقدر..

عندما رسبت في الإنشاء!!

يروي ابن حسين علاقته بالكتابة ومادة الإنشاء في سياق طريف فيقول: (كان أستاذنا في الإنشاء الدكتور عبد السلام سرحان، وفي يوم من الأيام أعطانا موضوعاً عن التعاون، ولم يكن في ذهني شيء من مادة الإنشاء؛ ولذلك حين طلب منا الكتابة في الموضوع ذهبت إلى الكلية واشتريت كتاباً في الإنشاء، فقبست منه ولم أنجح في تغطية التلفيق، فجاءت النتيجة 5 من 30.

وفي الغد سأل الأستاذ ونحن في الفصل: من الذي أخذ كذا وكذا؟؟ إلى أن وصل إلى العلامة التي أخذتها..، وكنت قد مزقت الورقة؛ لأن علامتي كانت هي الأقل وحاولت أن أكتب من جديد؛ لأن الرقم يقل عن زملائي الذين درسوا في المدارس وعرفوا المقصود بالإنشاء وكان جديداً عليّ.

سأل الأستاذ وسكت أنا فأنبني وقال: أنت مصر؟ قلت: نعم. قال: احلف بالله، قلت: لا أستطيع! ثم اعترفت وبعدها صرت أهرب من مادة الإنشاء.. وفي يوم من الأيام لما جاء درس الإنشاء هربت من الطريق الذي كنت أهرب منه، وكان الدكتور سرحان قد رصدني فاقتادني بأنفي إلى الفصل وكان الدرس كله توجيهاً وهو يصحب درسه بالعنف فأثر فيّ واندفعت رغبة ورهبة إلى محاولة تجويد الإنشاء وقراءة الكتب بأقصى سرعة، وأحسست أني انتقلت من وضع إلى وضع.

موقف مع صحفي

في حوار صحفي يعود إلى عام 1400هـ ونشر بجريدة الجزيرة احتد النقاش وحاول الصحفي استفزازه فيما يخص الشعر الجديد، غير أن ابن حسين أبدى له عدم الرغبة في الحديث وأنه يود أن ينام!!

وقد جاء الحوار على النحو التالي:

* هل أفهم من هذا أنك ضد الشكل الجديد لكتابة الشعر؟؟

- هذا حديث لنا معه شأن آخر فاتركه لحينه!

* هل أفهم من هذا أنك تريدني أن أخرج؟

- لا.. ولكني أريد أن أنام!!.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة