Culture Magazine Monday  23/07/2007 G Issue 208
تشكيل
الأثنين 9 ,رجب 1428   العدد  208
 

منشي: سوء تنظيم وتخبطات آخر الموسم..الواعدات مثالاً

 

 

إعداد - محمد المنيف:

الفنان الناقد أحمد منشي.. يراقب.. يرصد.. ثم يكتب انطباعاته، التي لا تخلو من وخز وإسقاط حجر في مياه راكدة تكاد لا تصلح للشرب أو سقاية الإبداع، ومن هنا يقدم لنا الزميل أحمد رؤية خاصة حول ما استجمعه من خلال متابعته لواقع الفن التشكيلي وما يدور في الساحة عامة أو في محيط (جدة) التي تزخر بالعطاءات والمنافسة أكثر من أي منطقة أو محافظة أخرى، والحقيقة ومهما كان أو أصبح عليه الحال فعلينا أن نقبل الرأي وان نتوقف قليلاً لنعيد النظر فيما نحن عليه لئلا نكون قد أضعنا الطريق، دعونا نقرأ ما جاء اليوم من الزميل أحمد مع قبولنا لأي رأي أو وجهة نظر حول الموضوع أو غيره من المواضيع التي تطرح في الصفحة في المجلة أو عدد الخميس.

التنظيم والإفرازات الموجبة

جميل منا... أن نحلم... إلا أن الأجمل من ذلك أن نسعى لتحقيق ذلك الحلم على أرض الواقع بكل أمانة ومصداقية.

فالتنظيم والتخطيط ينجم عنهما إفرازات موجبة تؤكد مدى ما يمتع به فريق العمل... من وعي ومقدرة على تحمل المسؤولية تجاه مجتمعه والمجال الذي يشغله... وفي المقابل نجد التخبط وعدم الاستقرار يكمن في انعدام التنظيم والتخطيط، وهذا ما نحاول التنبيه عنه في طرحنا هذا كمحاولة جادة لتصحيح بعض الأوضاع غير المتناسقة كظاهرة برزت على الساحة التشكيلية.

عناد اثني عشر عاماً...

هذا هو العمر الزمني لمعرض الواعدات، فعلى الرغم من أننا على أعتاب القرن الواحد والعشرين، ما زال البعض منا... يعمل على ضوء التفريق فيما بين الجنسين، فمسمى المعرض (الواعدات) يعطي انطباعاً بل يوحي بذلك... وإلا لما أدخلت تاء التأنيث هنا... واستأثر المعرض الموهوبات فقط دون الموهوبين، ويظهر أننا نواجه نوعاً من العناد والتعنت بالرأي باستمرارية مسمى المعرض، الذي لا يخدم الوسط التشكيلي بالشكل المطلوب.

معرض بلا أهداف...

من البدهي بمكان أن أي فعل جاد لابد أن تحدد أهدافه، والسعي الجاد لتحقيق تلك الأهداف، ومعرض الواعدات فعل إنساني يهتم بالواعدات من الموهوبات اللائي يتوقع لهن مستقبلاً في مجال التشكيلي الفني، إلا أنه في ظل انعدام الاستراتيجية للخطط، الأمر الذي تسبب في تكرار اجترار الأخطاء.

تصوير... وتصوير...

من الواضح أن المعرض منذ بدايته الأولى كان مهتماً بالفن التشكيلي فقط، إلا أنه بقدرة قادر... أخذ يهتم بالتصوير الفوتوغرافي ولا أدري كيف اختلط لدى الراعين للمعرض مفهوم التصوير الزيتي مع مفهوم التصوير الفوتوغرافي، حيث ضم المعرض عملاً واحداً في التصوير الفوتوغرافي، وحصلت صاحبته على المستوى الأول، حيث خلا المعرض من أي عمل فوتوغرافي آخر... يدعو للتنافس الشريف، مما يوحي بأن الهدف من الجائزة مرسوم لشخص بعينه...

عرض غير لائق...

مما لا شك فيه أن الخبرة التي يمتع بها المسؤولون عن العرض خبرة غنية عن التعريف، ولكن كل من شاهد المعرض الأخير... يضع العديد من علامات الاستفهام والتعجب، للطريقة السيئة للعرض خصوصاً فيما يتعلق بالأعمال الخزفية، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على المتلقي...

باب من الأبواب...

شيء رائع أن نعتمد على حفر أسماء رموز الفن التشكيلي بالمملكة العربية السعودية، بأن يحمل كل معرض في دورته اسماً لرمز من الرموز التشكيلية، ولكن ليس بالطريقة التي قدمت، مما تسبب في إنشاء باب من أبواب العمل المجاني، فالمطبوعة المصاحبة للمعرض قد حمل غلافها صورة شخصية للفنان الراحل: محمد السليم، طيب الله ثراه، إذاً ما المبرر للصورة المرفقة للتقديم التي ظهرت مع الرمز (السليم)؟!

من أسباب الإغفال...

مما لاشك فيه أن التحكيم يستوجب تحقيق مقصد شرعي ألا وهو العدالة، والعدالة لا تتحقق إلا إذا أدركنا مسؤولية الأمانة... حيث إن التحكيم لا يخضع للأهواء أو المزاجية، أو حتى التوجه الشخصي الفني دون التوجهات الفنية الأخرى... فمن مسمى المعرض نستطيع إدراك ومعرفة المعايير المناسبة لتحكيم الأعمال... كالفكرة والتكوين العام والتقنية والمهارة، والمعايير الشكلية والشكلانية، إلى جانب مراعاة المجالات المختلفة للفن التشكيلي الذي احتواه المعرض، من رسم وتصوير وملصقات وتراكيب، وأعمال تطبيقية كالخزف والنسيج، حيث لم تراع لجنة التحكيم تلك المجالات بل اكتفت بالتصوير، والتصوير الفوتوغرافي، والخزف، وغضت النظر عن الطباعة (طباعة الباتيك) والنسيج، والملصقات والتراكيب، على الرغم من تقسيم الجوائز إلى أربعة مستويات، لكل مستوى أربع فائزات، إلى جانب خمس جوائز لأعضاء لجنة التحكيم، فالموهوبات في فن الطباعة والنسيج قد أغفلن تماماً وكأنهن غير معنيات بالدعم والتشجيع الذي حظي بهما أقراهن في المجالات التشكيلية الأخرى.

دعم المغاير...

تعود الراعون للمعرض تقديم جوائز تشجيعية للفائزات كل عام، وهو أمر طبيعي، إلا أنه في دورته الثانية عشرة ابتدعت سياسة الدعم المغاير... حيث قدم الراعون دروعاً للفائزات بالمستويات الأربعة، وقد تفاجأ الحضور بتقديم شهادات تقدير من قِبل فرع الجمعية العربية السعودية بجدة، ليس للفائزات... بل لفائزات أخريات... والتساؤل المطروح في هذا المقام هو: هل سيسمح مستقبلاً بطرف ثالث ليقدم دعماً وتشجيعاً لأخريات حسب وجهة نظره...؟

فنانات واعدات...

في هذه الاحتفالية الثانية عشرة لمعرض الواعدات، نجد أن هنالك عدداً من الفنانات الواعدات قد برزن وتستحق كل منهن الإشادة بما قدمن من أعمال تنم عن موهبة إبداعية مقبلة وبقوة للساحة التشكيلية، ليحجزن موقعاً على خريطتها بكل اقتدار، ففي التصوير، برز كل من الفنانة الواعدة: منال بن محفوظ، مشاعل العذل، وعد فهد الحجيلان، زينب العيسى، الاء كتبي، أحكام هوساوي، إيمان الرفاعي، وفي الخزف برزت كل من إسراء فته، دانية الطلخي، مي فيصل محمد، وفي التراكيب برزت الفنانة الواعدة: شوق البكري، وفي الطباعة الفنانة الواعدة: عفاف يحيى مجرسي، وفي التصوير الفوتوغرافي الفنانة الواعدة: أماني طه صبان.

جدل... عقيم...

بعدم الانتهاء من الاحتفالية، دار جدل عقيم اتضح من خلاله التعنت بالرأي ومصادر الرأي الآخر... وذلك بالتأكيد على مسمى المعرض وعدم تغييره ليشمل الجنسين، وعدم وجود لجنة تهتم بتقييم وتقويم المعرض، حيث طالب كاتب هذه السطور وكل من الفنان: بكر شيخون، أحمد فلمبان، عبدالله إدريس، عبدالله نواوي، بضرورة تشكيل لجنة لتقييم وتقويم مثل هذه الفعالية من باب العمل التطوعي، لتحديد الأهداف، والمعايير المناسبة للتحكيم، كما اقترح الفنان: شيخون توزيع شهادات أو دروع لجميع المشاركات، وتخصص جوائز للمتفوقات من قِبل لجنة التحكيم، بعد أكثر من مشاركة للوقوف على مدى التطور والتغيير الذي طرأ على إفرازات المبدعات منهن...

****

لإبداء الرأي حول هذا اللقاء أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461» ثم أرسلها إلى الكود 82244

أحمد طيب منشي musaks2@hotmail.com - monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة