Culture Magazine Monday  23/07/2007 G Issue 208
تشكيل
الأثنين 9 ,رجب 1428   العدد  208
 

وميض
المشاركات الخارجية
عبد الرحمن السليمان

 

 

أدرك حرص المسؤولين على مشاركاتنا الخارجية وأعرف مقدار ما يبذلونه من جهد من أجل نشاط أو مشاركة تمثل أو تعطي صورة عن هذا الجانب الذي خرجنا به إلى العالم. وفي الفن التشكيلي يكون الحضور إما كمناسبة شاملة فيها التنوع من العروض المختلفة أو كنشاط مستقل وأحياناً كأسبوع ثقافي أجد أن الاتجاه لمثله قلَّ في الأعوام الأخيرة.

الفن التشكيلي ككل الفعاليات الثقافية يحتاج إلى الكثير من الإعداد والتجهيز والاتصال والتنسيق، والنتيجة في معظم الأحيان تكون بمقدار التنظيم، ولذا فإن العمل والتحضير المبكر يوجد نتيجة أكثر إيجابية وتفاعلاً.

الفن التشكيلي الذي حضرنا به إلى كثير من المناسبات الدولية كالبيناليات والمعارض العربية أو الأجنبية تكون ردة الفعل قوية بمقدار نوع المشاركة ولذا فإن عدداً من المشاركات المتواضعة والسريعة لم تحقق سوى التواجد. والتواجد بنفسه لا يكفي إذا لم يقترن بمستوى والمستويات الفنية التشكيلية في المملكة جيدة ومقبولة عالمياً إذا ما قدر لها اختيار وتحضير مسبق يعطي الصورة الأكثر إشراقاً، وكم هي المناسبات الفنية التي حقق فيها الفنان التشكيلي السعودي حضوراً ملفتاً بل إن البعض حقق جوائز متقدمة على مستوى القارة الآسيوية وأحياناً العالم في مثل بيناليات القاهرة أو الشارقة، بالتالي يمكننا استدعاء الأسباب التي أسهمت في تحقيق الفوز أو لفت الأنظار. أرى أن الانتقاء الجيد سيحقق نتيجة جيدة تكون أكثر تأثيراً من اختيار عشوائي أو متسرع لا يقدم ما نود تحقيقة. أرى أن المناسبات كثيرة ويمكن من خلال عددها توزيعها حسب المستويات الفنية سواء للرجال أو السيدات، وأرى أن المعارض الجماعية التي تقام للتشكيليين السعوديين في الخارج بحاجة إلى مزيد من التدقيق في المستويات. ولا شك أنه يوجد من يملأ أي فراغ في المستوى الفني، فالعدد من التشكيليين السعوديين الجيدين يكاد يشغل أي مشاركة خارجية جماعية، ولتكن هذه المشاركات بمثابة المحفز على التنافس وتقديم ما هو مستحدث وجديد. وأعتقد أن الفنان التشكيلي الذي يدعى إلى المناسبات الدولية بشكل فردي يعني أن هناك من المستويات ما يواكب ما ينتجه الآخرون في العالم.

من أهم إشكالاتنا الفنية الخارجية عندما نخرج بأعمال فنانينا إلى العالم هو أن هناك اتجاهات ترمي إلى التشجيع وإعطاء الفرص وما يقابل هذا الكلام وهو في الواقع خطأ كبير لأنه يمكن العمل به أو التبرير عندما لا تكون هناك مستويات، لكن الأمر خلاف ذلك الآن، وبالتالي علينا الأخذ بالمستويات الفنية المؤثرة في ساحتنا المحلية. هذا من جانب، أما من الجانب الآخر فهو مقدار ما يحظى به الفنان نفسه، فمعظم المشاركات التي تتم أعتقد أنها تقوم على شيء من مجاملة الشخص المنسق للنشاط وللعلاقة به وبالتالي فليس هناك ما يحفز فيما بعد للمشاركة إذا تغير هذا الشخص، وعليه فأرى أن توجد آلية يمكن من خلالها الانتقاء وتشجيع الفنان المشارك بأي مقابل مادي أو معنوي يستحق التجاوب، ولا شك أن من أهم ذلك أن تحقق المناسبة النجاح المأمول أو ردة الفعل الإيجابية من الخارج، وهذا يتطلب إعداداً مبكراً تكون فيه القاعات التي تستضيف أعمالنا مهيأة لجمهور خاص وآخر عام، فالخاص يتكون من الفنانين والنقاد والإعلاميين في تلك الدولة، أما العام فمن المسؤولين وعموم محبي الفن، وبالتالي تكون ردة الفعل إيجابية بل وتكون من خلال وسائل إعلامية تقرب لجمهور الدولة المضيفة نتاجنا الإبداعي وبالتالي تكون المناسبة وسيلة لوصول صوتنا الإبداعي والثقافي إلى الخارج العربي أو غير العربي، وهذا هو الأهم في ظل صورة إعلامية تتناقلها بعض الأقلام عنا.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب "7177" ثم إرسالها إلى الكود "82244"

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة