كانت حكاية..!! تهاني بنت عبدالكريم المنقور
|
* المدخل حكاية قديمة جديدة:
كانت هنا..
امرأة..!!
عند آخر أضواء المدينة!!
كانت هنا.. امرأة..
مضجرة بقلب ميت!!!
فعند أول أضواء..
المدينة..
كان الحلم
كان الفجر..
يقبّل الصباح!!
كان طفل صغير
يحبو.. نحو الغد!!!
ويرسم خط طريقه..
حتى وصل
لآخر أضواء المدينة!!
حيث يغلق الليل
صندوقه الأسود..
ويكتب شاهده
(كانت هنا..
امرأة مضجرة
بقلب ميت)
توقف الطفل..
عن الحبو!!
وتسأل عن..
امرأة كانت هنا..!!
وعن الصندوق..
الذي طالما لعن الظلام!!
تساءل عن..
التاريخ.. وكيف له أن يحكي!!
* التاريخ الذي طالما قرأ وجوم الوجوه..
فهو الذي يقرأ بصمت.. ويسمع أنين الصمت!! بعدها.. يقول.. (يحكى أن...)
(كان.. يا ما كان..)
(كانت هنا.. امرأة..
وقبلها.. كان هنا..
رجل..!!
وقبلهما.. كان آدم.. وحواء..!!)
** التاريخ.. من أول أضواء المدينة.. لآخر الأضواء في ناصية الطريق لا يزال حافلاً بالأحداث الجسام..
والأحداث المشفرة..
والأحداث الصغار!!!
كل ذلك على حجارة الصمت.. ولبنة الحكاية.. وعلى خرسانة الأيام وأهرام السنين!!
ويظل التاريخ.. (حكاية) وللحكاية (تفاصيل) وللتفاصيل (تفاصيل أدق)..!!
لذلك اجتهد علماء الآثار.. ومعهم الرواة.. لنقل الحكايا السالفة قبل التاريخ..!!
ونقل الشواهد الحاضرة.. لتبرهن المصداقية.. فيما يحكى عن الغابرين
أنهم قالوا.. وعملوا.. وهرموا.. وماتوا!!!
*** يظن كل من بحث في التاريخ.. أو من دق مسماره به.. انه قادر على غور مجاهل التاريخ.. ونسي أنه يجهل منه.. ضعف.. ما وصل إليه!!!
لأن الحكايا.. دائماً لا تنتهي مع التاريخ!!! أما الراوي..
فتنتهي معه سريعاً..
ليبدأ بأخرى!!!
**** التاريخ هو الشاهد الوحيد على أصل الحكاية.. مع أصحابها!!
فلا تتغير التفاصيل معه..
ولا يؤثر عليه علم.. ولا يطمس ملامحها به الزمن!!!
الحكايا.. مع التاريخ..
لا تتغير.. لا تنسى.. فقط.. ما كان يبقى!!!
وما قالوا لنا يتغير..!!
وتظل الحكاية.. في قلب الأصل!!
* التاريخ..
شاهد لنا.. وعلينا..
وتنتهي الحكاية.. لنبدأ بحكاية أخرى!!!
وأزمان.. أخرى..
لأمكنة.. جديدة قديمة!!
ليظل التاريخ نفسه.. ويختلف الراوي!!
tmangour@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|