مُحاوَلةٌ لامْتهانِ لُغةِ صَمْتٍ مُفْترضَة شعر حمد حميد الرشيدي
|
في الطَّائرةْ
رَأيْتُها
وَحيدةً مُسافِرة
بِلا حقَيبةٍ ولا أَمْتِعةٍ تحوزُها
سِوى (جوازِ السَّفَرِ) الملْقى على
طاولةٍ بِقُرْبها
في المقْعدِ الْخَلْفِّي حَيْثُ أسْرَجتْ
خُيولَ صَمْتِها على قَهْقهةِ المحرِّكاتِ الهادِرةْ
كانتْ بياضاً في سَوادٍ أوْ سواداً في بياضْ
ما عُدْتُ أدْري ها هُنا
ما الوقْتُ، فالمسافِرونَ يُهْمِلون وقْتَهُمْ
بلْ يَسْلَخون اللَّيْلَ والنَّهارَ عِنْد بابِ كُلِّ (صالةٍ مُغادرةْ)
سَأَلتُها بِلَهْجةٍ مُغامِرةْ:
ما الأمْرُ يا سيِّدتي المهاجِرَةْ؟
هلْ تَحْملينَ ذا (الجوازْ)؟
قالتْ : زواجْ؟
قلْتُ : اعْذريني ما قَصَدْتُ أنَّكِ....
سَكَتُّ ، لمْ....
أُكْمِلْ، ولمْ أرْغبْ بِتقْليبِ المواجِعِ التي
تزيدُ مِنْ وحْشتِها ومِنْ نُفورِ سرِْب عَيْنيْها وراءَ الذَّاكِرةْ
وَأسْندتْ لِظهْرها كُرْسيَّها
وَغالبَتْ أنفاسَها تَنَهُّداتٌ مَتْعبةْ
فَخِلْتُ أنَّ الأرْض تفْرِشُ الجِبالَ والبِحارَ والسُّهولَ المعيِبةْ
لِحُزْنها المغْلولِ بيْنَ الأرْضِ والسَّماء بالتَّوجُّساتِ المرْعِبةْ
عَلَى ارْتفِاعِ (التِّسْعِ) والعشْريَن) ألْفاً مِنْ قدَمْ
يا للألمْ!!
مِنْ أيْنَ لي غَيْرُ الكلامِ مِهْنةٌ
تُعيرني
بَعْضَ امْتِهانِ الصَّمْتِ حينَ الْتَقى
بِمِثْلِ هذي المؤْسِفاتِ العابِرةْ
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|