الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 24th April,2006 العدد : 150

الأثنين 26 ,ربيع الاول 1427

النقاد وروايات الرواد
*سحمي بن ماجد الهاجري:
(بعض النقاد أشبه بجنرالات عجزوا عن الاستيلاء على بلد ما فلوثوا مياهه).
مونتيسكيو
تستحضر الدراسة عنوان الملتقى (الخطاب النقدي في مراحله المبكرة) والعنوان الفرعي: محور (الخطاب النقدي المتعلق بنوع أدبي محدد) وهو الرواية هنا، مما يحيل إلى المقارنة بين أمرين أساسيين لا يمكن تجاهل درجة الاختلاف بينهما: الرواية عندما توصف بالمبكرة، والنقد عندما يوصف بالمبكر، فهذه الصفة في الرواية باعتبارها أقرب إلى الاجتراح والانطلاق، قد تكون صفة إيجابية لما فيها من اجتراح وانطلاق على الأقل.
ونفس الصفة في النقد باعتباره أقرب إلى الصنعة والتراكم قد تكون صفة سلبية، لافتقاد الأداة والتراكم. ولهذا لا يمكن تصور وجود مواكبة نقدية ذات بال لروايات الرواد.
هذا من الناحية النظرية، وهو ما حدث على الطبيعة من الناحية التطبيقية.
فالنقاد الأوائل في نقدهم للروايات غلبوا الصراعات الشخصية، ولم يقرءوا الروايات بقدر ما قرءوا محفوظاتهم اللغوية والفكرية، أي قرءوا ما عدا الخطاب الروائي، وهذا طبعي قياساً على ما تقدم من الاختلاف بين بكارة الرواية وبكارة النقد.
الأمر المثير أن النقاد الذين جاءوا في المراحل التالية تأثروا بأحكام القدماء وأقوالهم، وبقي كثير مما في تلك الروايات - في الغالب - بكراً لم تمسسه يد النقد بالقدر الشرعي لتفتيق الحياة من شريان البكارة. وفي مقابل ذلك القدر غير المجزئ من الخطاب النقدي لروايات الرواد، ربما كان من البدهي وجوب العودة للروايات ذاتها، ومحاولة استكشاف أهم المنطلقات الإنسانية والثقافية والمعرفية والنفسية، التي جعلت القراء يحتفلون بالعمل احتفالاً التقطه المبدعون، وشعروا به، من خلال حساسيتهم الإبداعية.
والصعوبة أو المأخذ هنا أن هذا قد يجنح بالدراسة إلى الوجهة النقدية المباشرة لروايات الرواد ذاتها، بدلاً من دراسة الخطاب النقدي، وهو أمر صحيح، وقد يحسب على منهجية الدراسة.
ولكن سعة الفضاءات التي لم تكتشف، وكثرة المناطق التي لم يتطرق لها الخطاب النقدي، لا تترك أمام الدارس فرصة لتجاهلها.
وفي هذه الحالة فإن العودة المباشرة إلى تلك الروايات، ليست نوعاً من ترقيع المساحات المهملة فقط، بقدر ما هو محاولة لاكتشاف المناطق التي لم يطرقها الخطاب النقدي، وهي الطريقة الوحيدة لمعرفة مساحة المناطق التي طرقها.
وتأسيساً على ما سبق يمكن وضع إطار عام ينطلق من محورين:
- المحور الأول: حصر الدراسة في الرباعية الروائية الأولى في الأدب السعودي (التوأمان، والانتقام الطبعي، وفكرة، والبعث) لما توفر لها وفيها من معنى البكارة.
- المحور الثاني: قراءة (الروايات المختارة) بطريقة تجمع بين:
-أقوال النقاد الذين عاصروا هذه الروايات.
-أقوال النقاد المتأخرين.
-المناطق التي لم يطرقها النقد، مع التركيز على (التوأمان) نموذجاً.


* عضو مجلس إدارة نادي جدة الثقافي الأدبي

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved