| معالم المنهج التأريخي عند النقاد السعوديين
|
*د. حمد بن عبد العزيز السويلم:
إن النقد الأدبي نشاط معرفي ذو ارتباط وثيق بالعلوم الإنسانية الأخرى، فهو لا يتطور بذاته معزولاً عن سياقه المعرفي، وإنما يتأثر بالمعطيات العلمية الحديثة.
وحينما تطورت العلوم الإنسانية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل القرن العشرين استثمر النقد هذا الانفجار المعرفي فأخذ يستمد من العلوم الجديدة ويتأثر بمناهجها، الأمر الذي أدى إلى تعدد المناهج النقدية والمداخل التي تتيح للمدارس تناول النص من وجهات عديدة. ويعدُّ المنهج التأريخي من أقدم المناهج التي ظهرت في هذه الحقبة الزمنية. وقد تم اللقاء بين الأدب وعلم التأريخ في أحضان الفلسفة الوضعية في ألمانيا، ثم توثقت هذه الصلة في بيئة النقاد الفرنسيين؛ حيث ظهرت بدايات هذا المنهج عند الناقد سانت بيف الذي مهد للناقد الآخر هيبوليت تين كي يضع القوانين الحتمية العلمية في تطور الظاهرة الأدبية، وهي الجنس والبيئة والزمان. وقد اكتملت معالم هذا المنهج عند الناقد الفرنسي جوستاف لانسون؛ حيث وضع الأسس النظرية للمنهج التأريخي.
وقد أخذ النقاد العرب يوظفون هذا المنهج منذ العقود الأولى من القرن العشرين، تجلى ذلك عند جورجي زيدان وأحمد ضيف وغيرهما. وحينما ترجم الدكتور محمد مندور كتاب لانسون (منهج البحث في تاريخ الأدب) إلى العربية وجد قبولاً في البيئات العلمية؛ إذ أصبح المنهج التأريخي في طليعة المناهج النقدية السائدة في الجامعات العربية.
وقد تأثر النقاد في السعودية بهذه الحيوية النقدية، وأصبح المنهج التأريخي من أوائل المناهج النقدية المتجلية في بدايات الحركة النقدية في السعودية.
وسوف أقوم في هذا البحث بدراسة ثلاثة من النقاد السعوديين يمثل كل واحد منهم جيلاً من علماء السعودية. وقد اخترت الأستاذ عبد الله عبد الجبار ممثلاً لجيل الرواد، حيث يعد الكتاب الذي ألف بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي بعنوان: (قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي) من الكتب الرائدة في توظيف المنهج التأريخي في دراسة الأدب العربي في العصر الجاهلي.
* جامعة القصيم نادي القصيم الأدبي - ص ب 872
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
