الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 24th April,2006 العدد : 150

الأثنين 26 ,ربيع الاول 1427

ملتقى النقد الأول .. الواقع والتطلعات

*متابعة - علي محسن المجرشي:
بمناسبة إقامة الملتقى الأول للنقد الأدبي في المملكة والذي سيرعاه نادي الرياض الأدبي، أقيم في أروقة النادي ندوة تحت عنوان (ملتقى النقد الأول.. الواقع والتطلعات) شارك فيها كل من: الدكتور سعد البازعي رئيس نادي الرياض الأدبي، والدكتور محمد الربيع عضو اللجنة التحضيرية للملتقى والدكتورعبد الله الوشمي نائب رئيس نادي الرياض الأدبي والدكتور عبدالله الحيدري عضو اللجنة التحضيرية للملتقى.
***
سعد البازعي:
إن النقد الأدبي في المملكة هو جزء من النقد الأدبي في العالم العربي ومن المستحيل الفصل بين النقد الأدبي العربي والنقد الأدبي في المملكة العربية السعودية.. فالتيار الرئيسي في المملكة وفي العالم العربي ككل بل ان النقد الأدبي في كل مكان او في أي بلد كان متصل ببعضه البعض.
أما مسألة الهوية التي يستمدها النص الأدبي في المملكة من هويته العربية ولكنه في نفس الوقت له قضايا، وبعض القضايا التي تمس الحياة الثقافية في المملكة بشكل خاص وان كانت ليست من القضايا الرئيسية.
القضايا الرئيسية نادراً ما تختلف، لكن هناك قضايا فرعية تتصل بنشأة الأدب في المملكة وتتصل بالظروف التاريخية والظروف الاجتماعية وبعض الجوانب الأدبية البحتة، إلا أن هذا السؤال كبير واشكالي ويصعب حسمه في إجابة سريعة
قضية الهوية النقدية في المملكة هي من القضايا التي يصعب حسمها في حديث عابر، بل هي من القضايا التي تحتاج الى بحث ولكن هناك خطوط رئيسية اعتقد أنه سيتفق عليها الباحثون وهي أن سمات النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية هي سمات النقد العربي ككل، غير ان بعض الجوانب المتصلة بتاريخ المملكة وبالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لا شك انها تترك أكثرها على اهتمامات النقاد وما يطرحونه من قضايا في دراستهم للأدب وبالتالي يكتسب النقد من هذه الناحية بعض الخصوصية وبعض الاختلاف عن النقد الأدبي في بعض البلاد العربية الأخرى، وهي جوانب في نهاية الأمر ليست جوانب أساسية تفصل هذا النقد عن غيره.
أما بالنسبة لهذه الندوة نفسها فهي تعقد لإبراز أهمية النقد الأدبي لا سيما أنها لم تعقد من قبل، أي أنها لم تقم ندوات حول هذا الموضوع، فقد اعتدنا ان نقيم ندوات في دراسة الأدب والثقافة بشكل عام، لكن لم يسلط الضوء حول حركة النقد الأدبي في المملكة إلا في هذه الندوة، ولا شك أن عقد الندوة بحد ذاتها مؤشر على أن النقد الأدبي في المملكة قد وصل الى مرحلة من النضج ومن الفاعلية استدعت إقامة الندوة ودعوة هذا العدد من الباحثين السعوديين وغير السعوديين من الاخوة العرب للمشاركة فيها فالندوات عادة تعقد حول ظواهر أومسائل تكون وصلت الى مرحلة من الأهمية، اذ تستدعي عقد ندوات حولها وفي اعتقادي أن هذا مؤشر طيب لأن النقد في نهاية الأمر جزء من الحركة الفكرية في أي ثقافة، وأعتقد شخصياً أن عقد ندوة حول النقد هو مؤشر إلى مرحلة متطورة في حياتنا الأدبية والفكرية ككل.
الندوة التي ستعقد هي الأولى من سلسلة من الندوات، والموافقة التي جاءتنا لعقد هذه الندوة هي موافقة على ندوة سنوية او شبه سنوية تتناول النقد وقد بحثنا هذا الأمر عندما خططنا للندوة فوجدنا ان انعقادها كل سنة يجعل من الضروري ان تخصص كل سنة لموضوع فبدأنا بمنهج التاريخ حيث نبدأ بالرواد، حيث انه في العام القادم أو العام الذي يلي الملتقى سنتناول مرحلة أخرى حتى نصل الى المرحلة الحالية، وطبعا في السنوات التالية إن شاء الله لن يكون التركيز على الجوانب التاريخية الرواد أو المختصين وإنما على قضايا بعينها مثلا سيكون ندوة حول النقد الروائي أو النقد الشعري.
وقد يتفرع عن هذا قضايا دقيقة، كذلك الندوة الأولى خصصت للرواد لأنها من طبيعة الاشياء ان تبدأ بالرواد المؤسسين..
لكي تعرف ما وصل اليه النقد فأنت لا تبدأ من النهاية بل تبدأ من البداية تتعرف على المراحل المبكرة، ايضاً هذا جزء من تقديرنا للمؤسسين او الدور الريادي الذي قاموا به؛ لانه لولا الله ثم هم، ولولا جهودهم لما تطور لدينا النقد.
المشكلة في الدراسات الاكاديمية أنها في كثير من الأحيان وليس دائما تجمح الى التخصص الدقيق والى النشر داخل أسوار الجامعات، حيث انها لا تتفاعل مع الحياة الخارجية خارج الجامعة قد يكون لها فاعلية على المدى البعيد ولكن اثرها في الحياة الثقافية القريبة والمعاصرة في الغالب هو ضعيف لان كثير من الاكاديميين يفضلون ان يظلوا داخل أسوار الجامعة سواء في نشاطهم او في اهتماماتهم، ومن هنا فإننا نجد أن المؤثرين في الحركة الثقافية من الاكاديميين هم الذين تخطط أسوار الجامعات واتصلوا بالحياة الثقافية، وفي اعتقادي انك لو بحثت الآن في الحركة النقدية لوجدت ان معظم الفاعلين في الحركة النقدية هم اكاديميون معظمهم اساتذة جامعات، لكن هناك بعض اساتذة الجامعات الذين خرجوا عن الاسوار، وهناك عدد أكبر منهم بكثير مازال قابعا وراء الاسوار يدرس وينشر، إذا نشر، في موضوعات بعيدة عن الهم الثقافي المعاصر، هناك كتاب اسمه (حالات القصيدة) نقد تطبيقي، وصدر لي مؤخراً كتاب اسمه (أبواب القصيدة) وهو نقد تطبيقي، كذلك (ثقافة الصحراء) أول كتاب لي هو نقد تطبيقي، الزملاء الآخرون من النقاد ايضا عملهم ليس تنظيراً بحتاً في الواقع، بل هو نقد تطبيقي يتناول أعمال منشورة والذي يعطي انطباعا أن النقد محصور في التنظير وبعيد عن التطبيق وهو ان الناس يتوقعون ان كلما صدر عمل لابد ان يصدر وراءه نقد ؛أي ان كل الأعمال لابد أن يتفرغ النقاد للكتابة عنها، وهذا اصلا مستحيل ليس بامكان أي ناقد ان يفرغ نفسه لهذا العمل، فهو استاذ اكاديمي لديه مسؤوليات وأبحاث أخرى.
فبعض النقاد النشيطين يكتبون عن الاعمال بعد مرور فترة من الزمن حيث ينظرون لها نظرة أكثر شمولية، واكثر تعمقا بدلا من أن يكتبوا كتابة آنية وسريعة، ومع ذلك فهناك من يكتب عن الأعمال حال صدورها وان كانت كتابة سريعة أغلبها تأخذ طابع التقديم أو التعريف السريع، كما الذي ينشر في الصحف.
والذي أسميه نقداً متعمقا لا يمكن أن يصدر بشكل سريع يحتاج الى بعض الوقت ولكن النقد التطبيقي كثير، وأعتقد انه ليس لدينا تنظير حقيقي، فكل ما لدينا هو تطبيق والمشكلة ان بعض ما نشر من نقد يظن انه تنظير، في الواقع هو أبعد ما يكون عن التنظير بمعناه الحقيقي لان التنظير هو مرحلة متقدمة من التفكير، اعتقد أنه لا يستطيع ان يصل اليها الشخص بسهولة نقادنا في العالم العربي وفي المملكة هم نقاد يشرحون النظريات الغربية لا أقل ولا أكثر ولا يقدمون نظريات جديدة مختلفة.
***
محمد الربيع:
أهمية انعقاد هذا الملتقى تكمن في مجموعة من العوامل؛ منها أنه أول ملتقى يعقد في المملكة العربية السعودية للنقد الأدبي، وهذا في الحقيقة هو ما دفعني عندما كنت رئيسا للنادي الأدبي بالرياض الى اقتراح تنظيم الملتقى، حيث قدمت مذكرة مفصلة بأهداف الملتقى وأسلوب تنظيمه ووافق عليه مجلس الإدارة فهو نمط جديد ضمن الملتقيات التي تنظمها المؤسسات الثقافية والأدبية السعودية.
ثم هو أول تجمع للنقاد السعوديين داخل السعودية حيث كانوا يلتقون - أو بعضهم - من خلال ملتقيات النقد الأدبي العربية او العالمية.
ثم هو يبحث في جذور النقد الأدبي وبداياته في المملكة لتأسيس دراسات نقدية تتبع حركة النقد الأدبي في المملكة في مختلف أطوارها ومدارسها.
النقد الأدبي في المملكة جزء من النقد الأدبي في العالم العربي بصفة عامة. ومن المعروف أن العرب منذ وقت مبكر أسسوا مدارس نقدية لها خصائصها منذ العصر العباسي، حيث نقادنا العظام: كالآمدي والعسكري والقاضي وقدامة بن جعفر وعبدالقاهر الجرجاني وغيرهم. واستفادت من مدارس النقد العالمي. وفي السعودية بدأ النقد انطباعيا وعبارة عن خواطر ونقدات جزئية عند أغلب الرواد ثم جاء النقد الاكاديمي بمدارسه المختلفة من خلال ما يكتبه أساتذة النقد في جامعاتنا وغيرهم من أقطاب الحركة النقدية وهكذا.
أما أن له هوية ينفرد بها ويستقل بها عن غيره فلا أعقد ذلك فلم نصل في العالم العربي وليس في السعودية فحسب الى ايجاد مدارس نقدية جديدة تضيف الى حركة النقد العالمي ما ليس فيه فأغلب كتاباتنا النقدية إما تقليد واستمرار للنقد العربي القديم وإما تقليد واجترار لمدارس نقدية عالمية غربية او شرقية ويغلب على هؤلاء الترجمة والنقل والتقليد والمحاكاة فكلا الاتجاهين - في الغالب - قائم على تقليد (النقد التراثي) أو (النقد العالمي) وهذا لا يعني - بطبيعة الحال - عدم وجود نقاد سعوديين لهم مكانتهم وحضورهم النقدي لكنهم لم يصلوا الى تكوين مدارس نقدية مستقلة.
ليس كل من درسّ مواد (النقد الأدبي) في الجامعة أصبح ناقدا بل هو مدرس للنقد وقد يؤلف كتبا مدرسية تتحدث وتصف تاريخ النقد التطبيق.
ثم لا بد من التأكيد على أن الكثير من مشاهير النقاد العرب ليسوا بالضرورة من الوسط الاكاديمي بل تمرسوا بالنقد وابدعوا فيه لأنهم - في الأصل - مبدعون اضافوا الى ملكة الإبداع اطلاعا معمقا على كتب النقد ثم مارسوا النقد عمليا فأجادوا وأفادوا.
ملتقى النقد الأدبي في المملكة إطار عام لعمل مستمر لسنوات فهو عنوان شامل ولذلك قيل (الدورة الأولى) ومعنى ذلك ان دورات أخرى ستعقد في المستقبل ثم حدد الموضوع بعطاء (الرواد) ومعنى ذلك ان الملتقيات التي ستعقد فيما بعد ستتناول قضايا أخرى منها (عطاء الشباب) مثلا وهكذا.
أما البدء بالرواد فهذا هو الوضع الطبيعي لأي عمل مستمر ان يبدأ بالبدايات التأسيسية وهي هنا (عطاء الرواد).
***
عبدالله الوشمي:
إشكالية الهوية إشكالية ثقافية على جميع الأصعدة الايديولوجية والمعرفية العامة، وإذا جئت الى حقل النقد الأدبي لتتساءل عن هويته، فستصطدم او ستفق - بالأحرى - أمام عدة ظواهر من حيث اشتراك اللغة والفكر والبقعة الجغرافية مع المحيط الخليجي القريب، ومع المحيط العربي البعيد، ومن هنا فإن السؤال الاقرب والأدق هو ان يتجه البحث الى كيف نصنع هذه الهوية النقدية؟ وذلك بعد ان نتجاوز تحرير القول في ضرورة وجود هوية محددة للنقد، والذي أمتلئ به حد اليقين أننا بحاجة الى صناعة الوعي بآليات النقد وممارسته، ولأننا لا نسعى الى تحقيق تماثل تام بين الرؤى، فإن الذي يهمنا هو الالتزام المنهجي والانضباط المعرفي فيه، وواجب علينا جميعا ان نقف مباشرة على تفاوت المناهج في تدعيم آرائها.
ان أهمية الملتقى مرتبطة بالوقت الراهن تحديدا، وإنما نحن بحاجة مستمرة ودائمة الى مراجعة الآليات والمناهج التي نجترحها والسائدة قبلاً، واذا كنا نتحاور باستمرار داخل قاعات الجامعات وعلى صفحات الجرائد، فلم لا ننقل هذا الجدل المعرفي الى الهواء الطلق، ونستعرض المشروع النقدي المحلي في مراحله المتفاوتة، ونصل من خلال ذلك الى ملاحظة جوانب الاخفاق والتميز، وهل كانت الدراسات تتكامل وتتعاضد لبناء الرؤية أم لا؟!
والملتقى يجيء لكي يقوم بدراسة وفحص المنتج النقدي بدرجة أساس، ومن هنا فهو منهج في نقد النقد، فلنتخفف من أسطرتنا لذواتنا النقدية، ولنستخدم معاييرنا النقدية لفحص أنفسنا أولاً، وسيكون هذا الملتقى خطوة أولى في سلسلة من الملتقيات التي تعالج هذا الهم النقدي.
لا ريب أن منزلة الناقد في تحول مستمر، فلم يعد الشاعر منتظرا للمرور من خلال بوابة الناقد! ولم يعد الناقد مكتفياً للسير في ركاب المبدع، وان يقوم (بتفسير) ما قاله فقط، وإنما اصبحت العلاقة بين المبدع والناقد أكثر اشكالية، واصبحت المناهج النقدية والتيارات الإبداعية تفرض نفسها بشكل أكثر ضراوة وحدّة.
ومع ذلك كله فهذا الملتقى باعتباره نوعا من الممارسة النقدية سيترك اثره ووهجه في المنتج الإبداعي، وسيدفعه لزاما لأن يتحرك باتجاه الافضل والأحسن، وهذه المشاكسات الإبداعية والنقدية هي التي تصنع الحراك الثقافي الجميل.
***
عبدالله الحيدري:
ليس بخاف أن تقويم النقد عملية من الصعوبة بمكان، وهو ما يمكن أن يطلق عليه (نقد النقد)، ولهذا فالبحوث المقدمة مجالها يكتنفه شيء من الصعوبة، وبخاصة أن الملتقى في دورته الأولى يختص بالخطاب النقدي في مراحله المبكرة.
ومن هنا نتطلع أن تتضمن البحوث المشاركة مراجعة جادة لكل الدراسات السابقة التي حاولت أن تصنف الاتجاهات النقدية في الكتب المتقدمة وتقومها.
ولسنا نختلف مع الذين يؤكدون وجود خلل في ساحتنا الأدبية في المملكة بين الإبداع والنقد، فثمة فجوة كبيرة تزداد اتساعاً بينهما، ولا يشكل النقاد الجادون لدينا إلا رقماً صغيراً بالمقارنة مع المبدعين الذين يدفعون في كل يوم للمطابع والصحف والمجلات نتاجهم، بل إن مناطق كاملة في المملكة لا يكاد يوجد فيه ناقد واحد مع وجود العشرات من كتاب الشعر والقصة والمقالة.
وهذا الخلل يحتاج إلى شيء من التصحيح، وذلك بتكثيف الجوانب النقدية في مناهجنا، وخاصة في الكليات المتخصصة، فهي إن تناولت هذا الجانب تناولته على عجل دون تطبيق وممارسة فعلية.
ثم إن اهتمام الساحة والصحافة يكاد يتجه للمبدعين وحدهم دون النقاد، سواء في التكريم، أو الاحتفاء، أو النشاطات المنبرية، أو في الإذاعة والتلفزيون.
وعلى أي حال يأتي هذا الملتقى الذي ينظمه نادي الرياض الأدبي بإدارته الشابة والمتحمسة فأل خير على المشهد الثقافي في المملكة، وبخاصة أن النادي يقود دفته ناقد متميز واسم بارز، وهو الدكتور سعد البازعي وفقه الله.
يكتسب هذا الملتقى أهمية خاصة لكونه أول ملتقى يلتفت الى النقد في المملكة بهذا الشكل وبهذا الترتيب والاستعداد، ذلك أن اهتمام الندوات والملتقيات السابقة يتجه في المقام الأول الى الابداع، ويغفل النقد رغم ما يشكله الأخير من أهمية في كونه رافداً ومكملا للعملية الإبداعية، ومن المهم الوقوف عند منجزنا النقدي، في محاولة للقراءة المتأنية والمقاربة الهادئة في تدرج يتوقف عند المراحل المبكرة، سعيا الى تقويم المراحل المتأخرة في الدورات القادمة للملتقى إن شاء الله.
هل للنقد الأدبي في المملكة هوية؟ سؤال يحمل على المراجعة المتأنية لخطابنا النقدي، ومحاولة تقويمه وليس من السهل الاجابة عن سؤال كهذا الذي ربما تتصدى له رسائل جامعية متخصصة، ولكن لو اردنا التوقف عند هوية النقد في المراحل المبكرة في محاولة لتضييق الدائرة، وتوافقا مع العنوان الفرعي للملتقى لأمكننا القول إن الخطاب النقدي في تلك المراحل كان يتميز بالعفوية الى حد كبير ويخضع للذوق والانطباع الشخصي، مع تأثر واضع بالتيارات النقدية السائدة في تلك المرحلة، وبالأخص في مصر كمدرسة الديوان وغيرها.
إن جهود الاساتذة المتخصصين في النقد - في الغالب - متوجهة الى خارج أسوار الجامعة مشاركين في الندوات والمؤتمرات، على حين قد يغفل بعضهم او معظمهم بناء جيل من الشباب المسلح بالثقافة النقدية مع التطبيق والكتابة والممارسة، فأنا أوافق على ذلك، وأظن أن هناك قصورا في هذا الجانب، والمناهج فقيرة في التطبيق العملي النقدي داخل الجامعات.
والدراسات النقدية لا تخلو من تنظير، وفي مقاربتها للنصوص قد تبتعد احيانا عن أجواء النص بمصطلحات تثقل المقالة النقدية ويعسر من ثم فهمها على المتلقي، وربما يعود السبب الى ان بعض النقاد يكثر القراءة في الكتب الاجنبية والمصطلحات ولا يهضمها جيدا فيظهر اثر ذلك في كتاباته!!
ففي العنوان الفرعي للملتقى في هذه الدورة، وهي الاولى أوضحنا انه يختص بالخطاب النقدي في مراحله المبكرة، في سعي من إدارة النادي واللجنة المنظمة أن يكون الملتقى دوريا يعقد كل سنة او سنتين، وهذا ما سيحسمه جمهور الملتقى حيث النية تتجه الى توزيع استبانة على الحضور تتضمن بعض الخيارات، ومنها موعد عقد الملتقى.
أما النقاد الاكاديميون، وهم جيل ظهر في مرحلة معينة من نحو: الشامخ والحازمي وخطاب وغيرهم، فسيكون لهم نصيبهم من الدرس في الدورات القادمة إن شاء الله، كما أوضح ذلك الأساتذة المشاركون في هذه الندوة. وسيكون للنقاد الذين يأتون بعد جيل الحازمي من نحو: الغذامي والبازعي ومعجب وعالي وغيرهم نصيب ايضا في الدورات القادمة إن شاء الله.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved