الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 24th April,2006 العدد : 150

الأثنين 26 ,ربيع الاول 1427

حركة النقد الأدبي في المملكة
(المعوقات والانطلاق)

*د. نبيل عبدالرحمن المحيش:
الحركة النقدية في الساحة الأدبية في المملكة تعيش حركة تطور، وقد اختلفت إسهامات النقاد كماً وكيفاً، وظهرت تيارات نقدية مختلفة ومتباينة ما بين التيار النقدي المحافظ إلى تيار النقد الألسني المعتمد على مناهج البنيوية والتفككية مروراً بتيارات النقد الواقعي المختلفة، وسوف أتناول بشكل سريع معوقات انطلاق حركة النقد في المملكة إلى آفاق عالية:
1- حساسية النقد وجدلية العلاقة بين الناقد والمبدع، والناقد والمجتمع، والناقد والسياسي: إذا لم تكن العلاقة قائمة على الاحترام والثقة بين الطرفين فإن النقد سوف يخسر كثيراً، وعندنا نماذج كثيرة لعل أبرزها الناقد الرائد عبدالله أحمد عبدالجبار الذي شكل اعتزاله خسارة كبيرة للساحة النقدية في المملكة والعالم العربي.
2- جناية التعصب المذهبي: إذ لا شك أن تنوع اتجاهات النقد والنقاد يثري حركة النقد، ولكن التعصب للاتجاه أو المذهب وتجاهل الآخر المختلف معي ومحاولة إلغائه أو استعداء السلطة عليه أمر غير مقبول.
3- تقصير أقسام الأدب والنقد في جامعاتنا: ويتجلى ذلك في عدم اهتمامها بالدراسات النقدية التطبيقية، أو دراسة الظواهر الأدبية والمدارس النقدية إلا فيما ندر، وتركيزها على دراسة الشخصيات والتجميع، كما يُلاحظ غلبة الدراسات الشعرية وقلة الدراسات النقدية حول القصة والرواية والنثر عموماً.
4- الأندية الأدبية: وهي التي ينبغي أن تنطلق منها حركة النقد بقوة على خلفية ما تملكه من إمكانات، وما تتمتع به من صلاحيات، ولكننا نلحظ شكوى الكثير من النقاد، ولا سيما (أساتذة الجامعات) من عدم دعوتهم لهذه الأندية، أو قيام الأندية بنشر نتاجهم النقدي.
5- موقف النقاد العرب من دراسة الأدب في المملكة: ويهمنا هنا الحديث عن موقفهم من الدراسات النقدية التي يثار حولها أكثر من علامة استفهام حتى أن د. محمد صالح الشنطي استغرب أن يخلو كتاب مثل كتاب (سوسيولوجيا النقد العربي الحديث) لغالي شكري من ذكر اسم ناقد سعودي واحد، وهو الذي حاول أن يؤرخ فيه للحركة النقدية العربية حيث ذكر مائة وخمسين مؤلفاً نقدياً ليس بينها كتاب واحد لمؤلف عربي سعودي. وقد دار الحوار قبل سنتين بيني وبين د. صلاح فضل حول هذا الموضوع حينما سألته: هل قرأت روايات تركي الحمد؟ فأجابني بالنفي بحجة أنه لم يطلع عليها.
6- دور وزارة الثقافة والإعلام في رعاية المشروعات الأدبية والنقدية، وتفريغ الباحثين لذلك: وأنا أعرف أن الوزارة بصدد إصدار سلاسل مختلفة تهتم بالدراسات الأدبية والنقدية. ويهمني في هذا المجال أن أُشير إلى أن الدعم المالي للمشروعات الأدبية والنقدية ضعيف جداً، وأتمنى أن تُدعم هذه البحوث من المؤسسات التي ترعى البحوث العلمية.
كما أتمنى أن تُسرع الوزارة في إعادة العمل بجوائز الدولة التقديرية في الآداب والفنون، ونحن مستبشرون خيراً بمستقبل الأدب والنقد في بلادنا والله الموفق.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved