الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 24th April,2006 العدد : 150

الأثنين 26 ,ربيع الاول 1427

رواق ثقافي
الهيئة العامة للكتاب

*خالد أحمد اليوسف:
لم نكن في يوم مضى أو يوم نعيشه الآن بمعزل عن العالم!! بل نحن في وسطه ومع حركته وتغيراته وتطوراته الدؤوبة خلال الساعة واليوم والليلة، ولم تبتعد العقول الديناميكية العاملة في وطني عما يدور في أرض الله الواسعة، حيث سعت إلى جلب كل ما ينفع الوطن ويعود على الإنسان بالمنفعة، إن لم يكن لدينا أو استطعنا العمل من أجله. نعم هو بحث حثيث إلى الرقي والتغيير والتطوير في كل أمور الحياة، وقد انعكس هذا على التنظير والتقنين والتنظيم المتفق مع دستور الوطن. في مقالة سابقة - اختصت بالسلسلة المترابطة الموضوع من إصدارات الكتب - كنت أحلم بوجود الهيئة العامة للكتاب، حيث إن عناصرها الإدارية والإنتاجية والعملية والمشروعية موجودة على أرض الواقع!! موجودة في وزارات عديدة مثلما أن الثقافة كانت متفرقة على وزارات عديدة، بل تفوق الثقافة، وهذا فضل من الله أن الكل يهتم بالكتاب إصداراً ونشراً وتوزيعاً واقتناءً وإهداءً، وهذا ليس بغريب على أمة (اقرأ).. لذا كتبت معنوناً المقالة السابقة (الكتاب ومعارضه المفقودة)، وهو سؤال مشروع لمن يعشق الكتاب ويهتم به، لكن بعد اليوم وبعد هذا المعرض - معرض الرياض الدولي للكتاب - يجب أن نعلن عن ولادة معرض دولي للكتاب بعد مخاض دام قرابة ثلاثين عاماً!! نعم ثلاثون عاماً وكل مَن أقام معرضاً للكتاب قال إنه دولي.. لكن بعد مجيء الهرم الأكبر للتعليم والثقافة - وزارة التعليم العالي - ليقول كلمته وفعله الفصل وينطلق بشجاعة.. لماذا؟ لأن الجهود والأيدي والعقول تكاتفت واتفقت فأنتجت ونجحت، ولكي نحافظ على هذا النجاح يجب أن نعلن اليوم عن إنشاء الهيئة العامة للكتاب.. نعم لكي نحافظ على هذا الجهد المبهج بتخطيطه المفرح بنتائجه، وقد سبقتنا دول عربية شقيقة بهذا الحصاد الجماعي من خلال إنشاء هيئات خاصة به: أنشئت الهيئة العامة للكتاب في مصر عام 1971م، ثم أنشئت الهيئة العامة للكتاب في اليمن عام 1995م، ثم أنشئت الهيئة العامة للكتاب في فلسطين عام 2004م، ثم أنشئت الهيئة العامة للكتاب في سوريا الأسبوع الماضي القريب 16-2-2006م.
وبلادنا في المسيرة الثقافية العربية والدولية تأتي في المقدمة، حيث تجاوزت مؤسساتنا وإداراتنا الثلاثين عاماً كتاريخ، ولكن في العطاء والإنتاج والاحتفاء والتقدير للمنتج الأدبي والثقافي سبقتنا دول كثيرة، قد يقول قائل: إنها نتاج فردي وجهد محدود لبعض الأفراد أو الجماعات، والإجابة أن كل هذا يصب في العمل الوطني وآنيته وقوالبه واسمه وشعاراته.. نعم كل نجاحاتنا لوطننا قبل أن تكون لنا كأشخاص وأفراد.
من هذا المنطلق يأتي ندائي لإصدار قرار إنشاء الهيئة العامة للكتاب التي ستختص بالأمور التالية:
1- توحيد الجهود المشتتة في كل القطاعات التي تتعامل مع الكتاب حتى يأتي التنسيق والتنظيم من هذه الهيئة التي تختص به وبمشروعاته وأفكاره ومستقبله.
2- إقامة معارض الكتب المتخصصة والعامة، الفصلية والدورية والسنوية، المحلية والإقليمية والدولية.
3- السعي للتعريف بأهمية الكتاب الورقي والوسائط الحديثة على كل المستويات الرسمية والشعبية من خلال الندوات والمحاضرات والدورات المتخصصة والكتيبات والإعلانات والمطويات في كافة المدن والقرى.
4- إنشاء أقسام خاصة بالنشر والطباعة والتوزيع العامة والمتخصص؛ أي الموجَّه إلى الأطفال أو إلى ذوي الحاجات الخاصة: قسم لطباعة كتب التراث، قسم خاص لطباعة الموسوعات، وهي من أصعب الإصدارات، قسم لإصدار الدوريات والمجلات الثقافية - وهي مشتتة في الوقت الراهن - الشهرية والفصلية المحكمة.
5- البدء بمشروع الترجمة الذي تأخر كثيراً، مما أبدعه أدباؤنا إلى اللغات الأخرى وما أبدعه الآخرون إلى اللغة العربية. والمترجمون السعوديون لهم تجارب قديمة فيما مضى من الزمان الثقافي، لكن بقيت حبيسة في الصحافة الأولى - صحافة الأفراد - التي ملئت بالقصص والشعر والمقالات.
6- السعي إلى نشر الإنتاج الثقافي الوطني إلى كافة دول العالم، وزيادة وشائج العلاقات والاتفاقيات الثقافية الخاصة بالكتاب أو ما يدخل ضمن دائرته.
7- نشر نوافذ البيع والتوزيع في كافة مناطق المملكة الرئيسة والصغيرة، وتكون بأقل الأسعار أو السعر التشجيعي للدخل المتوسط.
8- ستكون الهيئة واجهة حضارية لعملية النشر والتوزيع، وسينعكس هذا على مؤسسات وشركات ودور النشر المحلية التي ستنافس في النوعية والكيفية موضوعاً وطباعةً.
كل هذه الأهداف والغايات والآمال كافية لإصدار قرار إشهار هذه الهيئة الآن، وذلك في ظل النجاحات المتتالية للثقافة والفكر المعاصر النابعة من إنسان وعقول أبناء وطن العطاء والتقدم والتميز؛ بلاد الحرمين الشريفين، وهي بحق قبلة العالم للحق والسلام.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved