الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 24th April,2006 العدد : 150

الأثنين 26 ,ربيع الاول 1427

وميض
المصطلح الفني الأجنبي

*عبد الرحمن السليمان:
يذكر لي أحد الإخوة الفنانين أنه طلب من أحد زملائه كتابة تقديم له في دليل أحد معارضه الخارجية واستجاب الفنان له بالكتابة وفق بعض الاستخدامات التي رأتها الجهة المنظمة أكثر إيهاماً من تناول التجربة ذاتها بلغة عربية بسيطة تخلو من كثرة استخدام المصطلح الأجنبي فلم يكتب للمادة النشر.
وفي واحدة من لقاءات الأربعاء التي نقيمها في الدمام كان من بين المشاركين في حوار تلك الجلسة الزميل يوسف شغري والفنان الدكتور أحمد عبدالكريم إضافة إلى عدد من الفنانين الذين حضروا اللقاء مثل عبدالله حماس وعبدالله الشيخ وعلي الطخيس وسعد العبيد وغيرهم، وقد فجر سؤال طرحه شغري عن مصطلح السيموطيقا جدلاً حتى نهاية الجلسة.
كان عبدالكريم يحاول الإيضاح ربطاً بتاريخية فنية، ما جعل من شغري سائلاً عن جدوى استخدام مثل تلك المصطلحات في الكتابات التشكيلية التي كان يريدها أكثر بساطة واقتراباً من الفهم.
ومصطلح السيموطيقا كُتبت فيه بعض الدراسات بينها ما أشرفت عليه سيزا قاسم ونصر حامد أبو زيد وجاء في كتاب عنوانه، أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة (مدخل إلى السيموطيقا) وهو مقالات مترجمة ودراسات شارك فيها باحثون وأكاديميون مختلفون.
والسيموطيقا هي علم العلامات والمصطلح مشتق من الأصل اليوناني للكلمة، وأنه انتشر في أنحاء العالم منذ الستينيات.
وتقول أمينة رشيد عن السيموطيقا في الوعي المعرفي إنها أنشئت في باريس سنة 1969 الجمعية العالمية للسيموطيقا وأنه عقد في العام 1973 أول مؤتمر عالمي للسيموطيقا في ميلانو الإيطالية وتتساءل أمينة رشيد هل هو (مودة) مثله مثل كثير من المودات الفكرية والنقدية التي شهدها عصرنا هذا تباعاً؟ ثم هل هذه المودة هي استجابة للانبهار التي تعتبره انبهاراً دائماً بكل جديد؟
تضيف أن (التساؤل يزداد حدة عندما يطرح في منطقة من مناطق العالم الثالث حيث تتسم أوساط المثقفين بتبعية ما للعواصم العالمية في البلاد الصناعية).
فريال جبوري غزول قالت إن العلامة بوصفها مصطلحاً أوسع وأشمل من الكلمة فهي تحتويها وتتجاوزها.
وينظر موكارفسكي في الفنون على أنها علامات ويتساءل عن طبيعة هذه العلامات هل تميز عن غيرها من العلامات؟ وبالإيجاب يجيب، فالفن يختلف عن غيره من العلامات بأنه لا يشير إلى شيء محدد في الواقع بل يشير إلى مجموع الظروف الثقافية والاقتصادية والحضارية، فالذي يميز الفن عن اللا فن هو نوعية المشار إليه، فبينما تكون العلامات خارج الفن علامات عامة محددة بارتباطها بمشار بعينه فإن العلامة في إطار الفن لا تخضع لمثل هذا التحديد.
وتضيف سيزا قاسم (تأتي المرونة الدلالية في إطار الفن وقابلية العلامة لأن تصبح للإشارة إلى أكثر من مشار إليه واحد ومن ثم تتجاوز الأعمال الفنية البعد التسجيلي المحدد وترتفع إلى مستوى من العالمية ومن العموم).
في العام 1989 أقام قسم الفن المعاصر في معهد العالم العربي بباريس معرضاً مشتركاً لمجموعة من الفنانين العرب والأجانب (شاكر حسن آل سعيد من العراق ومحجوب بن بيلا من الجزائر ولي أوفان من كوريا الجنوبية وغيسين من الولايات المتحدة الأمريكية ودوغوتيكس من فرنسا) بعنوان تواشج العلامات ولم يقصد المعرض كما جاء في دليله (إلى البعثرة ولا إلى التقريب بين الغريب المتنافر وإنما بالعكس إلى اجتراح آفاق جديدة عن طريق انعطافة مخصبة. إن الرسم شأنه شأن بقية الممارسات الثقافية لهو في حاجة دائمة إلى الآخر حتى يثري).
في العام 1992 كان المصطلح الفني محوراً لندوة بينالي القاهرة الدولي الموازية.
لم تزل هناك حساسية من المصطلح الغربي ومع القدرة على وضع حلول تقريبية إلا أن هناك من يعترف بصعوبة الوصول إلى المعنى بلغة جديدة وهو في الواقع ما يُشكل في الكثير من المصطلحات التي نأخذها أحياناً كما هي أو نسعى لوضع ما يحمل إليها.


solimanart@gmairt.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved