صدى لون
انفضّ المعاصر (لا جديد!!)
|
*محمد الخربوش:
معرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر اسم لتظاهرة تشكيلية محلية سنوية يفترض أن تكون كبيرة نظراً لضخامة المسمّى ونوعية المشاركين.. قدمت الرئاسة العامة لرعاية الشباب إبان إشرافها على المشهد الثقافي قبل انتقال هذا الشأن بالأمر السامي الكريم لوزارة الثقافة والإعلام، أقول قدمت الرئاسة هذا العرس التشكيلي الكبير حتى دورته الثامنة عشرة وقد بذلت الرئاسة كل الجهد لخدمة الحركة التشكيلية سواء من خلال هذا المعرض أو خلافه من معارض وفعاليات تشكيلية مختلفة سواء كانت على المستوى المحلي أو على الصعيد الدولي وفق ما تمليه ظروف تلك الفترة ومعطياتها والوضع السائد آنذاك ورغم كل الظروف ورغم كل المعطيات والتي بلا جدال لا ترتقي إلى المناخات الجميلة للعطاء التي يوفرها عالم اليوم أو عالمنا المعاصر بكل معطياته وتحولاته المتلاحقة التي شملت الجوانب الفكرية والثقافية والاجتماعية والنفسية وكل معطيات العصر التقنية من إعلام وفضاء وآلة وكمبيوتر وإنترنت وغير ذلك من عوامل مساعدة لم تكن متوفرة في عالم الأمس.
ومن هنا فإن المعرض السعودي التاسع عشر الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام للمرة الأولى بعد توليها مسؤولية الحركة أقول إن المعرض مع كل احترامي وتقديري للأحبة الزملاء في الوزارة لم يرتق إلى ما كان متوقعاً منه في ظل هذه الأجواء الجديدة التي أحدثتها التحولات الإيجابية المختلفة بل ما زاد الوضع إيلاماً هو إقامة المعرض في أحد الأجنحة الخلفية على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب مما أفقده الخصوصية بعد أن ضاع في معمعمة وزحمة معرض الكتاب، إضافة إلى افتقار المعرض لسمة التجديد والتطوير سواء في طريقة العرض أو من خلال غياب بعض الفعاليات المنشطة (المصاحبة) التي يساهم تفعيلها في إذابة جليد الصمت الذي أطبق على أركان المعرض.
لست متحاملاً ولست مثبطاً للهمم بل بالعكس لديّ خلفية سابقة عن حجم المعاناة التي يلاقيها منظمو المعارض والمشرفون عليها جراء بعض الإجراءات البيروقراطية التي قد تقتل الطموح أو تحد من وهجه كما أنني أدرك أن رضا الكل غاية لا تدرك وان المرء لا يلام بعد اجتهاده إلا أن عشمي مع الأحبة التشكيليين كان أكثر تفاؤلاً وعلى الرغم من كل هذه الإيماءات السلبية إلا أن المعرض والحق يقال قدم شواهد مشرقة للنقلة الجميلة في عطاء البعض من الفنانين خاصة ما يتعلق بالتقنية والتكنيك الفني والتحولات المتجددة في النصوص الفكرية للبعض من الفنانين وما أعمال سمير الدهام، وتغريد البقشي، وعبدالناصر العمري، وعبدالعزيز الناجم، وحنان حلواني، ومحمد فارع، إلا مؤشر إيجابي مضيء لهذا التحول المثير لأعمال تلك الأسماء الباحثة بشكل جاد عن الجديد، أجدها فرصة للإعراب عن تقديري لكل الجهود المخلصة التي يقدمها الأحبة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية عبر المشهد الثقافي بشكل عام والمسار التشكيلي بصفة خاصة، وأرجو أن يتقبلوا هذه الملاحظات بصدر رحب لأننا معاً نسعى إلى إيجاد مناخات وبيئات للتعبير أكثر إشراقاً وحضوراً وتميّزاً.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
