الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 24th May,2004 العدد : 60

الأثنين 5 ,ربيع الثاني 1425

كتب التسلية والمسابقات والشعر الشعبي إلى الأرفف الخلفية
الناشرون السعوديون يندفعون إلى النشر الجاد
* عبدالله السمطي:
دفعت التحولات والأحداث الداخلية والدولية الناشرين السعوديين إلى تغيير استراتيجياتهم في نشر الكتب وتسويقها.. بحيث اتجه الناشرون إلى طباعة وتسويق الكتب التي تهتم بالفكر وبقراءة الآخر والكتب السياسية والمترجمة والموسوعات، وحفلت المكتبات الكبرى بالسعودية بهذه النوعية من الكتب.
كان النشر إلى وقت قريب يركز على الكتاب الاستهلاكي، وكتب التسلية والمسابقات والألغاز والطرائف ودواوين الشعر الشعبي، وبعض الكتب التي تدرس بالجامعات، ومع الحملة التي شنتها وسائل الإعلام الغربية على السعودية منذ شهور، انبرى عدد كبير من الكتّاب في الرد على هذه الحملة وتفنيد ادعاءاتها. فظهرت في المكتبات السعودية أخيرا مجموعة كبيرة من الكتب التي تتناول الغرب، والقضايا السياسية والفكرية الراهنة بشكل أكثر جرأة وعمقا.
ويشير الكاتب والناشر عبدالعزيز الداود إلى أن أهم نقطة في الموضوع (شعور دور النشر بمسؤوليتها تجاه قضايا فكرية مطروحة، خصوصا بعد 11 سبتمبر، ومع تقديري للجهود الرسمية فإن هناك أشياء لا تستطيع الوزارات أو المؤسسات المختصة بالثقافة والفكر القيام بها، بفعل الأشياء الإدارية والروتين الحكومي، فكان جهد دور النشر بارزا باعتبار أن لديها القرار السريع للنشر، فضلا عن استجابة المفكرين للكتابة والمشاركة في الكتب الفكرية).
وبيّن الداود أن دار النشر التي يديرها توجهت بعد أحداث 11 سبتمبر إلى نشر الكتب التي تتناول الآخر، وتقدم الرؤية السعودية والخطاب السعودي الثقافي، وقد أصدرت الدار كتاب (خطاب إلى الغرب: رؤية من السعودية) وشارك فيه نحو 20 مثقفا ومفكرا سعوديا، وكتاب (الأدمغة المفخخة) لزين الدين الركابي، كما أصدرنا كتابا عن صورة السعودية في روسيا باللغتين العربية والروسية، ألفته ألفيرا أراسلي حرم السفير الأذربيجاني في السعودية، وكتاب (السعودية طفرة نحو القرن 21) من تأليف د. إيلمان راسلي سفير أذربيجان بالرياض وعضو اتحاد الكتاب الروسي يتناول التغيرات الاقتصادية في السعودية والكتاب باللغة الروسية. ويرى الداود أن (قدرة دور النشر على التحرك والاستجابة والدعم المالي لمشاريع الكتب الفكرية والسياسية تحفزنا لتقديم الرؤية العامة للبلاد في ظل هذه التحولات، وليس شرطا أن يكون المؤلف سعوديا، فنحن تجاوزنا مرحلة الحساسيات الاجتماعية والسياسية، ولدينا مشروعات ثقافية لاستكتاب كتّاب من جميع دول العالم).
أما الناشر عبدالرحيم الأحمدي فيؤكد على أن الكتب الفكرية اليوم لها مردود إيجابي، ويلفت إلى أن (الكتاب المرغوب هو الذي يعالج المسائل ذات الخطورة مثل الحوار مع الآخر) ويشير إلى أن إصدار الكتب باللغات الأجنبية مطلب أساسي: (نحن محتاجون إلى مخاطبة الغرب خارج دائرة العالم العربي والإسلامي، أتصور أن اللغة العربية لا تكفي لأنها تصب في إطار ما هو مدرك لهذه الأشياء، فالأولى أن تعالج المشاكل الراهنة مع الغرب باللغات الأجنبية).
ويضيف الأحمدي: (نشرنا موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث في 10 مجلدات، ولكي نقدم صورة للغرب عن واقع الإبداع والثقافة بالسعودية سوف تصدر ترجمتها الإنجليزية في الولايات المتحدة بالتعاون مع مؤسسة بروتا نهاية هذا العام).
ويعزو الكاتب والبليوجرافي خالد اليوسف هذا التحول إلى الإصدارات الفكرية وتراجع الكتب الاستهلاكية إلى الأرفف الخلفية لما يسميه ب(جدية الحياة) الآن، فالقارئ السعودي لم يعد يقرأ شيئا للتسلية، وربما سدت الفضائيات هذا الجانب، أصبح هناك نوع من الجدية، ويلاحظ اليوسف انتشار الكتب الفكرية والسياسية المترجمة في المكتبات السعودية، ويشير إلى أن (أحداث 11 سبتمبر قلبت كثيرا من القيم، وأفضى ذلك إلى ما نراه من كتب فكرية ومترجمة في كثير من المكتبات السعودية).
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved