الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 24th May,2004 العدد : 60

الأثنين 5 ,ربيع الثاني 1425

(معجم موازين اللغة) «4»
صالح بن سعد اللحيدان

تجد عند كثير من العلماء، والمتأدبة، وأهل صناعة الكتابة، ومن يكون على شاكلة ما من طريقتهم تجد ما يجعلك تقلق وتحزن مما تقرأه او تسمعه من هدم للغة هدماً غير مقصود وسوء غير مقصود وقتلاً غير مقصود، لكن إن يعم هذا مجالات كثيرة من أناس احملهم اللوم، فهذا لعمر الله السوء عينه بعلمه، ولم أر من جال في مجال نقد ما او تحرير ما أو بيان عيب ما جعل اللغة محلاً للنقد عند هذا أو عند ذاك لتبين حالة رداءة اللغة عندهم، وما عليه الحال مما ينذر بسوء حتى تغلب لغة العوام ولغة العرف ولهجات أناس وأناس اصل اللغة فيكون الامر حينئذ {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ}.
ولا جرم فالخلق الإسلامي والنبل والعقل والشعور بالمسؤولية تجعل الحر الأمين من الذكور والإناث يدركون لزوم وضرورة ركوب اللغة بأحسن نظم كتابة ولفظاً ناهيك بالتخاطب بين الناس.
استمع الى محاضرة او حوار او ندوة او شرح او تقريظ او اجابات، استمع واستحضر وتذوق تجدك في حيرة يعقبها خبل، لا تدري معهما ما تقول.
جرب واستمع.
وهل مراد الشعوبيين والاستعمار الثقافي وأبالسة العقلانية إلا ان يكون الأمر على هذا؟!!
لقد جعل (علماء الحديث) ركاكة اللفظ وركاكة اللغة من الضوابط التي تجعل الحديث موضوعاً لم يقله الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى وإن صح السند وعلا، فهذا تركيب قد ركب فيه المتن على السند لقصد سيئ، ولعل من يخاف الله ويرجوه ويحترم العلم ويقدر القارئ والمستمع، خاصة من العلماء، وأهل الثقافة والأدب والنقد يدركون ضرورة سلامة القول والكتابة من خلل مهلك مبيد، وان كان ظاهر هذا وذاك السلامة من المعارض، لان اللغة موهبة تؤخذ بالعلم والتعلم وطول النظر والممارسة ومقارعة العلماء ونقاشهم.
والاستهانة باللغة استهانة بما تدل عليه، اقرأ ان شئت قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ } فهنا امران جليلان:
1 فتح همزة :( أن الله).
2 رفع (ورسوله) آخر الوقف.
فأنت إن كسرت همزة (أن) هلكت، وان أنت نصبت (ورسوله) كنت أشد هلاكاً، وهذا (مثال ) لكن الشواهد مما تقرأ وتسمع فحدث ولا لوم، خاصة في مجال النقد الثقافي والأدبي، فهذا أمره مروع، مع أن الحسبة من أمثال هؤلاء أن يكونوا على درجة كبيرة من سلامة كتبهم وندواتهم من (أمراض اللغة) التي لعلها غير مقصودة.
خاص:
محمود مصطفى الشيخ.. القاهرة: ش عزيز أباظة المجمع اللغوي
وصل خطابك وقد سررت به كثيراً.
خالد بن سعد بن نهار القحطاني.. جدة
ما ذكرته هو: الصحيح.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved