الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 24th May,2004 العدد : 60

الأثنين 5 ,ربيع الثاني 1425

واقع الفن التشكيلي المحلي (21)
المبدعون الشباب
بين مطرقة الفنانين الكبار وسندان لجان التحكيم
محمد المنيف

أجزم بأن في ساحتنا التشكيلية من المبدعين والمبدعات من فئة الشباب من المتفوقين فيها على الكبار إبداعاً وتطوراً وبحثاً عن الجديد نتيجة ما أضفوه عليها من حيوية ونشاط جديد يجعلهم يستحقون أن يعطوا حقهم من الإعلام التشكيلي الذي نعترف بالتقصير فيه وأن يمنحوا أكثر من مقال أو موضوع يقدم لهم الفرصة للوقوف تحت الأضواء، بل يتعدى ذلك إلى الحاجة إلى بحوث مستفيضة لنتمكن من الأخذ بهم للتعرف على سبل دعمهم واحتضان البارزين والمبتكرين والمتميزين منهم ووضعهم في مواقعهم الحقيقية محلياً ودولياً وهذا بالطبع لن يتم إلا بوجود تعاون مشترك بين الإعلام وبين الجهات التي تعنى بهذا التوجه وخصوصا أن ما تعيشه الساحة التشكيلية من عدم استقرار وقدرة على التصنيف أو تمييز المراحل الزمنية فنياً وخبرات للموجودين من الفنانين إضافة إلى أن هناك خلطاً ومزجاً وتداخلاً بين الأجيال حتى تحولت الساحة إلى ما يشبه معركة تنافس مشوبة بالشك في أن بعض الكبار يخشون على مواقعهم أو فرصهم فنياً وإعلامياً ليصل الأمر إلى ذوبان بعضها البعض لتصبح الساحة مليئة بزوابع تشكل حجباً ضبابية بين تلك الفئات حتى كاد التشكيليون الشباب أن يقعوا ضحية لها.
منافسة الفنانين الكبار
تعيق وجود الشباب
والواقع أنه لا يمكن أن يحل مبدع محل آخر ولا يمكن أن نلغي دوراً إيجابياً سابقاً بدور جديد لمجرد أنه أكثر تفاعلاً وتحركاً ونشاطاً بقدر ما يجب أن يعطى كل ذي حق حقه، فالفنانون الكبار سناً وتجارب وخبرات يبقى أثرهم وتبقى مساهماتهم موثَّقة وتقدَّر لهم بداياتهم الصعبة التي لا تختلف فيها المشاعر والرغبات عن ما يشعر به شباب اليوم فقد كانوا يسيرون بخطى حثيثة يتلمسون طريقهم بثقة وحيوية مع أن هؤلاء الفنانين السابقين (ممن نطلق عليهم الفنانين الكبار) لم تتح لهم الفرص والظروف والإمكانيات التي نراها تمنح اليوم للشباب بكل يسر وسهولة ابتداءً من الخامات والأدوات ومصادر التلقي والتعلم والمعرفة وصولاً إلى سهولة التواصل مع الآخرين على مستوى العالم ومعرفة جديد الفن، إذ لم يكن أمام السابقين من الفنانين إلا تحمل مصاعب السفر والبحث عن المتاحف والمعارض كل حسب قدرته بينما يستطيع الشباب اليوم وفي أبعد قرية في صحرائنا أن يتنقلوا بين ممرات متحف اللوفر عبر الإنترنت وهم في منازلهم . ولهذا على أولئك الكبار أن يعطوا الشباب الدور ويسلموا الراية لا أن يصبح الفنانين الكبار منافسين لهم ولا أن نبقي المساحة بين الأجيال شاسعة بقدر ما يجب أن تكون أكثر تلاحماً وارتباطاً بينهم، كما على الفنانين الكبار كما نحب أن نميزهم سناً أو تجارب أن يكونوا أكثر تواضعاً بإتاحة الفرص لهؤلاء الشباب في كل ما يتعلق بالإعلام من أحاديث وآراء ومداخلات وأن يشيروا لهم بالبنان عند من يبحث عن مصدر من مصادر التعريف بالفن التشكيلي الجديد مع إبقاء أمور التوثيق والرصد التاريخي على من عايش مراحل ولادة ونشأة هذا الفن وهم كثيرون، بل هم كل من وضع خطوته مع أول خطوات الانطلاقة الحقيقية في فترة السبعينات الميلادية التسعينات الهجرية، إذ إنها ليست وقفاً على اسم دون آخر حتى لا تبقى تلك الفرص في إطار نوعية أو أسماء بعينها وخصوصا فيما يتعلق بالمعارض وتغطياتها، فالكثير من الفنانين أو من منظمي المعارض يسعون إلى احتواء الصحفيين والإعلاميين وكاميرات التلفزة أو ميكروفونات الإذاعة مما يؤدي إلى حجب أصوات التشكيليين الجدد الواعدين والموهوبين الذين يتطلبهم ويعتمد عليهم الزمن القادم.
أحكام وتحكيم تسببت في إبعادهم
من القضايا المهمة والمواقف أو الأمور التي تعتبر محبطات للتشكيليين الشباب منها:
حكم البعض على أن أعمال الشباب ما زالت في حيز الخبرات والتجارب البدائية مما دفع بعض منظمي المعارض لاستبعاد مشاركاتهم وهنا نعني المتميزين ممن لم يجدوا التقييم العادل.
خلط الأوراق الشابة في الكثير من المعارض وقبول الغث مع الثمين فيها مما أفقد المبدعين فيهم مصداقية قبول المشاركات ومن ثم عدم معرفتهم للمستوى الحقيقي لأعمالهم في مثل هذا الخلط الذي يذكِّرنا بحاطب الليل.
مستوى لجان التحكيم التي لم تعط الشباب أي اعتبار وإن حدث مثل هذا فلأعداد قليلة لا تشكِّل نسبة مقنعة أمام أعداد الأسماء المعروفة وخصوصاً للجوائز المتقدمة.
عدم وجود معارض خاصة بهذه الأجيال يتم تقييمها وتحكيمها بشكل مدروس يقصد منه إعداد جيل جديد يخلف من سبقوه أو يساهم معهم بجدارة ويتم من خلالها انتقال المتميزين إلى مرحلة أكبر تمثِّلها المشاركة في معارض ذات نوعية يعتمد فيها على دقة الاختيار في الأسماء والتجارب والأساليب المعاصرة الحديثة من بين كبار الفنانين أصحاب الأسبقية في الساحة إبداعاً وممارسة معاصرة وقدرة على مسايرة الجديد ممن لهم تأثيرهم الثقافي والتقني على الناشئة وليصبح لهم ساحتهم ونوافذهم الخاصة التي يطل منها المتلقي على إبداعهم دون مزاحمة لفنانين الكبار.
عدم وجود فرص لتطوير القدرات التقنية والتعرُّف على خبرات الآخرين إلا من خلال ما يشاهد في المعارض مع أن غالبيته يأتي نتيجة صدفة أو ضربة حظ للمؤدي لا تتكرر أو نجد لها تواصلاً في معارض أخرى في مشاركات أولئك المجربين أو المحاولين التطوير دون مرجعية.
لجوء التشكيليين الشباب إلى بعض مدعي النقد أو التقييم ممن ابتليت بهم الساحة أو إلى بعض الفنانين ممن ضاقت بهم المعارض والأخبار ذرعاً في الوقت الذي لا يرى منهم غير تكرار ممل في أعمالهم لا يتعدى الطرح الساذج والمراهق أشكالاً ومضامين وتقنيات وتقليداً لتجارب فاشلة لفنانين من مختلف بقاع الدنيا جراء تلقيهم صور اللوحات عبر السبل الحديثة للوصول إليها فأضاعوا مشيتهم ومشية الغراب، هؤلاء ضررهم على الشباب أكثر من نفعهم والمعلومة الخاطئة أكثر قتلاً للموهبة الشابة من الرصاصة فكيف لهم أن يقيِّموا أعمالاً معاصرة لشباب مبدع في الوقت الذي هم في حاجة لمن يقيِّم أعمالهم وتجاربهم، إضافة إلى أن بعض التشكيليين الشباب قد شعروا بإحباط وتقليل من الجهد بما تلقوه من هؤلاء من نقد.
التشجيع والمديح المبالغ فيه من البعض لمن لا يستحق الإشادة لبعض الهواة وليس الموهوبين من الشباب حتى ضاقت بهم الساحة بما رحبت وضاعت بسببها معالم الطريق أمام الفنانين الحقيقيين من الشباب.
دور الرئاسة والجمعية تجاه المواهب
لا يمكن أن نغفل دور المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بالشباب وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم (وزارة المعارف سابقاً) والرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون.. فالرئاسة العامة وضعت الكثير من البرامج والخطط ومنحت الميزانيات للأندية لدعم الشباب في مختلف مواهبهم وتوجهاتهم الإبداعية وكانت الفنون التشكيلية من أولويات تلك الاهتمامات الا أن توقيت الدعم كان مبكراً في وقت لم يصل فيه هذا الفن إلى ما وصل إليه حالياً من اهتمام من قبل الفنانين أنفسهم أو من قبل الجهات في مختلف القطاعات ذات العلاقة بالشباب إلا إنها كانت بداية محسوبة للرئاسة لها تأثير ولو قليلاً على مدى الفترة الزمنية اللاحقة، فقد تم إعداد مراسم لهذا المجال في مختلف الأندية على مستوى المملكة في فترة يمكن أن نحددها في فترة التسعينات الهجرية إلى بداية عام 1400هـ تم من أجل تلك المراسم إدراج معرض تحت مسمى معرض المراسم كان يتوقَّع منه أن يستقبل أعمال وإبداعات فنانين شباب من ما يزيد عن المائة والخمسة والعشرون نادياً عبر المكاتب التي تتبعها تلك الأندية والبالغة اثنين وعشرين مكتباً قامت بتنظيم أكثر من ستة وستين معرضاً بمعدل ثلاثة معارض في العام كما جاء في إحصائية الإصدار الخاص بمعرض الفنون التشكيلية بمناسبة مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين زمام الحكم والذي أقيم عام 1402هـ إلا أن المسؤولين في الأندية لم يكن لديهم أي اهتمام بهذا الجانب لأسباب عديدة منها عدم وجود الأعداد الكافية من الموهوبين لاقتطاع الوقت وتكليف مدربين ومعلمين للفنون التشكيلية نتيجة لمحدودية أعداد المنتمين للأندية الريفية في ذلك الوقت والتي التي تشكِّل السواد الأعظم في إحصائية عدد الأندية على مستوى المملكة، كما لا ننسى ما تقوم به وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم حالياً) من أنشطة شبابية من خلال البرامج التي تنفذ في المراكز الصيفية يتم اختيار مدارس معينة لإقامتها في الأحياء ذات الكثافة في إعداد الطلاب وفي العديد من القرى أو المدن الصغيرة التي تفتقر للأندية، حيث يتم في هذه الأنشطة ممارسة مختلف الهوايات ومنها الفنون التشكيلية ويقام بها معارض تشتمل على الكثير من الأعمال المتميزة أصبحت فيها تلك المراكز منطلق وبداية للكثير من الفنانين المعروفين على مستوى المملكة ولنا في مرسم نادي الدرع أكبر شاهد على نجاح الفكرة وما قدمه للساحة من أسماء فاعلة ومؤثِّرة في مسيرة الفن التشكيلي السعودي.
إضافة إلى البرامج الجديدة التي تعنى بالموهوبين في الفنون التشكيلية في المرحلة الثانوية وكان للإدارة العامة بتعليم الرياض دور بارز فيها، حيث أقيم العديد من الدورات كان منها دورة في الرسم والتصوير الزيتي والاكرليك في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي أعدها وأشرف عليها قسم النشاط الفني بالإدارة وشارك بها عدد متميز من الموهوبين التشكيليين.
هذه المنابع العذبة التي تصب في نهر دعم الشباب وتنمية مهاراتهم وشحذ ملكات الابتكار والإبداع في عقولهم كانت من أكثر السبل نجاحاً إلا أن الكثير منها لم يعد يعطي بنفس الزخم أو الاهتمام، فالمراسم في الأندية الصغيرة لم يعد لها أي صوت أو صدى ولا وجود ، ناهيك عن الأندية الكبيرة التي تميل بكل قواها للألعاب الرياضية بجانب تضاؤل مساحة الفن التشكيلي في المراكز الصيفية والاستعاضة عنها ببرامج تدريب أو أنشطة أخرى منها على سبيل المثال دورات الكمبيوتر وغيرها.
أما في جمعية الثقافة والفنون فكانت تجربتها في أعداد مراسم للمواهب تجربة قصيرة المدى سريعة الذوبان لم تتلق إلا نسبة قليلة جداً من الموهوبين مع ما لحق بالتنفيذ من عدم انتظام كما جاء على لسان بعض المتدربين فيها تخرج منهم في حفل معلن عدد لا يشكل الواحد في المائة من العدد المتوقَّع في مدينة مثل الرياض مع اختفاء مثل هذا التوجه في بقية فروع الجمعية كما تم عرض أعمالهم على هامش أحد المعارض في الوقت الذي هم في حاجة فيه للأضواء.
نصيب الشباب من حقيبة الجوائز
الجانب الآخر الذي يعتبر من أهم المحفزات لاستمرار العطاء عند الفنانين الشباب هو نصيبهم من عدد الجوائز في المعارض والمسابقات علماً بأن هؤلاء الشباب لم يحدد لهم معرض أو ملتقى للمتميزين منهم كما نجده في دول أخرى تسبقنا في التجربة يحمل مسمى معرض الشباب ومنها معرض صالون الشباب في مصر أو مرسم الشباب في سلطنة عمان وغيرها في دول شقيقة يوضع له شروط محددة تتعلق بالسن وبالمستوى لتكون خلاصة انتقاء من معارض المراسم التي تفتح أبوابها لكافة منسوبي الأندية من منطلق التشجيع ومحاولة اكتشاف الموهوبين مع ما تتضمنه أهدافها من تنمية المهارات واشغال وقت الفراغ في تلك الأندية أو المراكز الصيفية أو أقسام التربية الفنية لمن لديهم الرغبة في هذا المجال.
فكثير من المعارض التي تقام من قبل تلك الجهات التي ذكرناها في سياق الحديث لا يجد فيها الشباب الا فرصاً محددة عند المشاركة وفي حال الدعوة المعلنة للجميع يتوقع الشاب أن فرصه في الفوز لن تكون كبيرة لوجود أسماء كبيرة ومعروفة بحصدها للجوائز أو كما يتردد وأصبح مكشوفا فوز تلك الأسماء المعروفة على الساحة في مختلف تلك المعارض مما أضعف وأضاع الفرصة من الشباب الواعد مع أننا لا ننسى أو نغمط حق تلك الجهات في منح الشباب بعض الجوائز ولكن عددها لا يغطي الحاجة فيما لو أقيمت معارض ومسابقات مستقلة للشباب فستكون الفرص أكبر ويصبح الشاب أقرب لمعرفة إمكانياته مع من هم في مستوى تجربته أو يزيدون عنها بشيء يمكن اكتسابه كما لا ننسى أن تحكيم أعمال الشباب مع أعمال الفنانين أصحاب التجارب السابقة توجد حرجاً وصعوبة في اتخاذ القرار من قبل لجان التحكيم الميالين لتقديم أكبر عدد من الأسماء والأعمال وخصوصاً إذا كان المعرض شاملاً لكل الفئات ويحمل اسماً أو مرحلة.. مثال ذلك معرض الفن السعودي المعاصر أو معرض المقتنيات الذي يمكن أن يقام معرض مشابه له بمسمى مقتنيات الشباب.
المعاهد الأهلية للفنون التشكيلية
من الأمور المهمة أيضاً إيجاد سبل تلقي الخبرات والتعرُّف على التقنيات والأدوات المتعلِّقة بالعمل الفني فالفنانون الشباب يكتسبون الخبرات من مصدرين الأول من أقسام التربية الفنية وهي في الغالب قليلة من حيث ساعات المحاضرات العملية إضافة إلى تنوع التقنيات لتحقيق أكبر قدر من إمكانية تعليمها للتلامذة بعد تخرج الدارسين من تلك الأقسام وهذا يعني أن الفرصة المتاحة لتلقي المعرفة التقنية التشكيلية تحديداً في مجالات الرسم والتصوير والنحت قليلة جداً وهي ما يحتاجه الفنان الشاب وليس المعلم لهذا أصبحت الحاجة إلى تأهيل آخر للهدف الذي نبحث عنه وهذا أمر ما زال صعب التنفيذ إلا في إحدى الحالات التالية:
أولا وجوب مشاركة القطاع الخاص باستحداث وتأسيس معاهد أهليه للفنون تشتمل على الفنون التشكيلية الرسم والتصوير الزيتي والمائي والخط العربي والزخرفة كل في محيطه تقوم على تعليم أسس ومبادئ وتقنيات تلك التخصصات بأن يجلب لها فنانيو ومتخصصون مؤهلون وسبق لنا في زاوية تلميحة أن طرحنا هذا المطلب وأشرنا إلى أهميته باعتبار أن الفنون التشكيلية بمختلف فروعها ستتيح فرصاً كبيرة للشباب الموهوب لاستغلال إمكانياتهم الفنية ومواهبهم حينما تكون مبنية على أسس علمية مدروسة إضافة إلى أن في مثل هذه المعاهد دائماً ما يفتح مجال العمل وخصوصا الخط العربي.
ثانياً دعم الفنانين ممن لديهم القدرة والإمكانية للتعليم والتوجيه بناءً على ما يعرف عنهم من تمكن من أدواتهم الفنية وممن حققوا مكانة متميزة في الساحة ويتم فتح مراسم لهم من قبل الجهات المعنية بهذا الفن مهيأة بمختلف السبل لاستيعاب الدارسين من الشباب.
ثالثا إتاحة الفرصة للفنانين للقيام بهذا الجانب عبر مراسمهم بتسهيل مهمة التصريح لهم من قبل الجهات المعنية لمثل هذا المجال وأن يستثنوا من بعض الشروط.
أسماء وأصداء وسعي لتأكيد الانتماء
لقد برزت الكثير من الأسماء في ساحة الشباب وأصبحت منافسة للسابقين من التشكيليين الكبار أو الأوائل وهي منافسة حضور وديناميكية وبحث عن الجديد مع الاحتفاظ بما قدَّمه أولئك الكبار من مساهمات إلا أن الزمن والظروف لا يمكن أن تبقي الواقع على حاله وهذه سنَّة الحياة فقد ظهرت على الساحة وعلى مدى الفترة الماضية التي بدأت الجهات المعنية باستقطاب الشباب لأسباب عديدة منها.
أن الشباب المتميز قد فرض نفسه وأثبت وجوده ودخل المنافسة بقوة جعلت له موقعاً ومكاناً بين السابقين.
الجانب الآخر تدني مستوى وجود الفنانين السابقين أو الكبار كما يحلو لنا تسميتهم لكونها تجمع الصفتين العمرية والتقنية أو التجارب وابتعادهم إما لعدم القدرة على مجاراة الجديد أو لعدم وجود الوقت أو لاكتفائهم بما سبق تقديمه وكل هذه الأعذار مقبولة ويشكرون عليها في حال قناعتهم بالشباب وتقديم الفرص لهم والانسحاب المؤدب عن منافستهم أو مضايقتهم والبقاء في حدود المكانة التي حققوها بإقامتهم المعارض الشخصية والمشاركات المعينة مع من هم في تجربتهم وموقعهم المتميز المكتنز بالخبرات.
قبل أن نذكر أسماء بعض الشباب يجب أن لا ننسى المرحلة السابقة من الشباب الأقرب للفنانين الكبار وهي المرحلة التي كادت أن تستفيد من الفرص وكادت أيضاً أن تضيع في معمعة سوء التصنيف وهم من يأتي بعد مرحلة من درجنا على تسميتهم بالفنانين السابقين أو الكبار وهم فنانو البدايات، فنجد من هؤلاء المخضرمين بين المرحلتين الفنانين إحسان برهان وهاشم سلطان إبراهيم النغيثر وخالد العويس وعبد العزيز الناجم وتركي الدوسري وعبد العزيز الرويضان وعلي الطخيس مع من وجدوا معهم في مرحلة واحدة ، أما الأسماء الشابة التي تحضرني مع اعتذاري عن عدم ذكر الجميع، فالساحة تعج وتعتز بهم نجد الفنان زمان جاسم الذي أكد حضوره وما زال ينافس بقوة والفنانين مهدي الجريبي وزهير طوله وسعيد الوايل وصديق واصل ومحمد الرباط وثويمر العتيبي ومحمد الخطابي وسامي البار وعبد الرحمن خضر الغامدي وحسن مداوي وزكي اللويم. ومن الأسماء الجديدة وليد الطويرقي ورائد المنيف ومحمد السديري وحسن الغامدي وعبد الوهاب مهدي ومن الفنانات علاء حجازي وحنان حلواني وسوسن الحمالي وهويدا الجشي وإيمان حبيب ومن الأسماء الواعدة عبير السعد وإيمان المريعي وغيرهم.
هذه إطلالة سريعة على الشباب من التشكيليين والتشكيليات في ساحتنا المحلية مع اعترافنا بأنهم في حاجة إلى الكثير من الاهتمام الإعلامي الذي نسعى لتحقيق جزء منه حسب قدرتنا من خلال هذه الصفحة في أعداد المجلة الثقافية القادمة، كما نشير إلى أهمية الأخذ بهذا التوجه الشاب واحتوائه ودعمه والتعريف به وتعريفه بكيفية التعامل مع الانتماء الوطني بكل معطياته وبحرية كبيرة في التعبير دون تقيد بنمط أو قالب معين وإنما الحرص على أن يكون في إبداعات أبنائنا وشبابنا التشكيليين رائحة وروح الوطن حتى لا يندفع الشباب خلف التيارات الحديثة دون علم بما سينتهي بهم التقليد أو التبعية المظلمة التي يسعى من خلالها أصحاب النزعات الحديثة لطمس ثقافتنا وإذابة مرجعياتنا الأصيلة في مختلف أوجه التراث.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved