الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 24th July,2006 العدد : 163

الأثنين 28 ,جمادى الثانية 1427

في آخر لقاءاته الإعلامية
سمير سرحان:عشتُ في مقهى الحياة
* القاهرة - عتمان أنور:
الراحل الدكتور سمير سرحان اسم لامع في الحياة الثقافية المصرية والعربية ليس لكونه ارتبط بواحدة من أهم المؤسسات الثقافية وهي الهيئة العامة للكتاب التي ترأسها كما ترأس معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي فتح ابوابه مشرعة امام جميع المبدعين والأدباء في العالم العربي والغربي ولكن ايضاً لكونه صاحب مؤلفات نقدية ومترجم لعدد من الاعمال العالمية للمسرح المصري والعربي مثل المسرحية الشهيرة (البهلوانات) تأليف الكاتب الانجليزي توم ستو بارد بخلاف مؤلفاته مثل الكذب، ست الملك، على مقهى الحياة وغيرها نال سرحان جائزة الدولة التقديرية في الأدب هذا العام لتكلل مشواره بالنجاح ويقول سرحان في حواره ل(الثقافية) أعتز بهذه الجائزة كثيراً لأنها تعد خير تكريم لمسيرتي التي أراها أتعبتني كثيراً وتعلمت منها كثيرا .. يقول الراحل سرحان:
- منذ أن كنت يافعاً في الخامسة عشرة من عمري وأنا أرتبط بحياة الناس البسطاء وكانت ذخيرتي الأدبية الأولى من شوارع ومقاهي القاهرة فقد جلست على مقهى الحياة منذ ان كنت شاباً يافعا بداية من مقهى عبدالله الشهير الذي كان يتوسط في يوم ما ميدان الجيزة وكانت مركزاً للحركة الأدبية والثقافية أواخر الخمسينيات وحتى النصف الأول من الستينيات، كذلك مقاهى صابر موسى، أنديانا ريش وحتى كافتيريا سميراميس القديم كان واحداً من المقاهي المهمة في حياتي، وإن كان كل مقهى من هذه المقاهي يمثل لي حياة كاملة، خاصة أن تلك الفترة تمثل انعكاساً لأهم فترات التحول الاجتماعى والسياسي في هذا الوطن وفي تلك الفترة تأثرت بالعديد من الكتاب والمفكرين وهناك أسماء كثيرة أثرت في سواء ممن سامرتهم على صفحات ما كتبوه أو ممن صاحبتهم في هذه المقاهي أمثال لويس عوض، أنور المعداوي، صلاح عبدالصبور, رجاء النقاش، محمود السعدني، أحمد رشدي صالح، أحمد عبدالمعطي حجازي، نجيب سرور، سعد الدين وهبة ونعمان عاشور، هؤلاء كانوا يشكلون ملامح نهضة أدبية وثقافية جديدة.
وعن انضمامه إلى تلك الكوكبة قال: دخلت غمار هذا العالم من خلال أولى مجموعاتي القصصية (سبعة أفواه) التي صدرت بمقدمة نقدية كتبها أنور المعداوي الذي كان اسمه ملء السمع والبصر والذي لم أكن أبداً أتخيل أنه سيساعد صبيا مثلي يتحسس أولى خطواته نحو عالم الفكر والأدب، حيث كان شرط الناشر الأساسي لنشر المجموعة هو مقدمة المعداوي كشرط تعجيزي لي، ومن يومها أصبحت واحداً من قبيلة أدباء مقهى عبدالله.
أما عن الفترة التي قضاها خارج مصر فقال: بعد تعييني كمعيد بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة القاهرة، توطدت علاقتي خلال شهور قليلة بأستاذي رشاد رشدي حتى أصبحنا صديقين حميمين، واحتضنني كما يحتضن الأب ولده، وهو الذي أشار علي بالسفر إلى أمريكا لاستكمال دراستي هناك، في البداية شعرت بالرهبة، خاصة أنها المرة الأولى التي أسافر فيها إلى بلاد المجهول - كما كنت أطلق عليها- ورغم ذلك فتحت ذراعي وقلت أهلاً به، وفي الغربة أدركت أن مرحلة البراءة من عمري قد انتهت، وأن سنوات النضج مقبلة مع كل ما قد تحمله من أحلام ومسؤوليات ومعوقات فعدت الى مصر.
ويختتم سرحان رؤيته لدور المثقفين حالياً بأن دورهم لم يتراجع، لكنه أصبح أكثر صعوبة نظراً للتحديات الآنية التي يواجهونها من ثورة تكنولوجية وطفرة رأسمالية، حيث أصبح المجتمع الرأسمالي يتحول إلى كتلة من التعاملات الرأسمالية متجاهلاً دور الثقافة، وبالتالي فالمهمة صعبة بالنسبة للمثقفين في أن يتكاتفوا لبناء الوطن بشكل يحدد القيم التي يجب أن يقوم عليها هذا المجتمع، وأن يكون للإنسان فيه الأولوية قبل الآلة والمادة فالأدب والفن هو انعكاس لحال المجتمع، وما دام المجتمع يعيش حالة من التدهور والانهيار الفكري والإنساني، فبالتالي سيكون مستوى هذه الأعمال متردياً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved